أعلن التلفزيون الرسمي في بنجلاديش، أمس الأحد، عن فوز حزب «رابطة عوامي» المنتمية إليه رئيسة الحكومة الشيخة حسينة، في الانتخابات التشريعية؛ وذلك وسط اتهامات للمعارضة، التي وصفتها ب«المهزلة»، مؤكدة حدوث «تزوير»؛ بعد أعمال عنف واشتباكات، أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، حتى الآن، وحشدت السلطات خلالها أكثر من 600 ألف من قوات الشرطة؛ لتأمين عمليات الاقتراع.ونقلت قناة «24»، التي تجمع النتائج، التي تصلها من مختلف مناطق البلاد، أن الحزب الحاكم، حصل على أكثر من 151 مقعداً، التي تشكل الأكثرية المطلقة في البرلمان. وكشفت مصادر إعلامية، عن فوز مرشحي «رابطة عوامي» بعشرات آلاف الأصوات في بعض الدوائر الانتخابية. ووصف تحالف الأحزاب المعارضة، الانتخابات ب«المهزلة»، وحض لجنة الانتخابات على إبطال النتائج. وطالب زعيم الائتلاف المعارض، الذي يقوده حزب «بنجلاديش القومي» كمال حسين، ب«إجراء انتخابات جديدة في ظل حكومة محايدة في أقرب وقت ممكن».وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة، ونشر 600 ألف عنصر أمن في أنحاء بنجلاديش، إلا أن الانتخابات لم تكن هادئة؛ إذ شهدت أعمال عنف دامية منذ الإعلان عنها، وتواصلت حتى الأمس؛ إذ قُتِلَ عشرة أشخاص في مواجهات اندلعت بين مؤيدي الحزب الحاكم، وأنصار حزب «بنجلاديش القومي» المعارض، بينما قتلت قوات الأمن، التي أكدت أنها كانت تحرس مراكز الاقتراع، ثلاثة أشخاص آخرين. وقُتِلَ أحد عناصر الشرطة الاحتياطيّة؛ بعدما هاجمه ناشطون من المعارضة، وفق ما ذكر مسؤولون.وتُتهم حسينة (71 عاماً)، التي ينسب إليها تعزيز النمو الاقتصادي في الدولة الآسيوية الفقيرة، خلال فترة حكمها، بالتمسك بالسلطة، والتضييق على المعارضة، ولا سيما مع الحكم، الذي صدر بحق زعيمة المعارضة خالدة ضياء بالسجن 17 عاماً. وتحتاج حسينة للفوز ب151 مقعداً إلى تحقيق الأغلبية في مجلس النواب، لكن الخبراء يقولون: «إن أي فوز يمكن أن تشوبه اتهامات بالتضييق على حملة معارضيها». واتهم تحالف المعارضة، أمس، حزب حسينة بحشو صناديق الاقتراع، واستخدام وسائل أخرى؛ لتزوير النتائج، التي ستعلن اليوم.وتحدثت أحزاب المعارضة عن «تجاوزات» في الاقتراع؛ لملء221 من مقاعد البرلمان ال300، إضافة إلى منع ناخبين من دخول مراكز الاقتراع، وإجبار ناخبات على التصويت لمصلحة «رابطة عوامي». وأكدت المعارضة، اعتقال أكثر من 15 ألفاً من ناشطيها، خلال الحملة الانتخابية؛ ما قوض قدرتها على حشد أنصارها. ونددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بعمليات القمع، مؤكدة أنها أشاعت جواً من الخوف، قد يثني الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، وأكدت لجنة الانتخابات، تلقيها شكاوى عدة عن حصول «تجاوزات»، وقيامها بإجراء تحقيق بهذا الشأن. وأوقفت السلطات خدمات الإنترنت السريعة، تزامناً مع الانتخابات؛ «لمنع انتشار شائعات، يمكن أن تثير أعمال عنف». وتوقف كذلك بث قناة مستقلة، وتعرض سبعة صحفيين لاعتداءات متفرقة. وتحدث ناخبون في مناطق ريفية عن تعرضهم للترهيب، فيما قال مسؤولون في مراكز الاقتراع: «إن نسب المشاركة كانت ضئيلة،وتنقلت القيادة في بنجلاديش في العقود الثلاثة الماضية بين الشيخة حسينة، وخالدة ضياء، اللتين كانتا حليفتين قبل أن تصبحا خصمين». وحسينة هي ابنة الرئيس الأول لبنجلاديش الشيخ مجيب الرحمن. وفازت بسهولة في انتخابات عام 2014، التي قاطعها حزب بنجلاديش القومي مشككاً بنزاهتها. (ا ف ب)
مشاركة :