تلقت الأسواق العالمية دفعة معنوية قبل استئناف التداولات اليوم، عقب المحادثة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج، أول أمس السبت، حيث قال الرئيس الصيني إن فرق عمل من البلدين تعمل على تنفيذ التوافق الذي جرى التوصل إليه مع ترامب.وكان الرئيس الأمريكي قال على «تويتر»، السبت، إن «اتصالاً طويلاً وجيداً للغاية» جمعه مع نظيره الصيني، وإن اتفاقاً محتملاً للتجارة بين البلدين يحقق تقدماً جيداً.وخاض البلدان حرباً تجارية ضد بعضهما بعضاً معظم العام الجاري، شهدت تعطل تدفق بضائع بمئات المليارات من الدولارات بين أكبر اقتصادين في العالم، بسبب رسوم جمركية.واتفق ترامب وجين بينج، على تهدئة الحرب التجارية والكف عن فرض مزيد من الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، بداية من الأول من ديسمبر/‏كانون الأول، بينما يتفاوضان على اتفاق لإنهاء النزاع بعد أشهر من تصاعد التوترات.وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، أمس الأحد، إن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لتنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه زعيما البلدين، في المحادثات التي جرت في الأرجنتين.وقال لو كانج المتحدث باسم الوزارة، إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة مرت «بعواصف» من قبل، لكن العلاقة المتينة عادت بالنفع على البلدين، فضلاً عن تعزيز الاستقرار العالمي.جاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية بعدما أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينج، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، السبت، أنه يأمل دعم العلاقات الصينية الأمريكية التي تتسم بالتنسيق والتعاون والاستقرار.وأعرب جين بينج خلال المكالمة، عن أمله في «أن يلتقي الطرفان في منتصف الطريق ويتوّصلا إلى اتفاق يعود بالنفع على البلدين والعالم، في أسرع وقت ممكن»، بحسب الوكالة. واعتبر الرئيس الصيني أن العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم «هي الآن في مرحلة مهمّة». وأكد أن «الصين تعلق أهمية كبيرة على تطوير العلاقات الثنائية، وتثمن استعداد الجانب الأمريكي لتطوير علاقات ثنائية تعاونية وبناءة». على صعيد آخر، انحسرت الثقة والتفاؤل في الأسواق المالية الصينية بعد عام صعب شهدته في 2018، كانت فيه بورصات ثاني قوة اقتصادية في العالم من الأقل حيوية، مسجلة تراجعات تراوحت ما بين 14 و33%.وقال المحلل في معهد «إس دبليو إس ريسيرتش» للأبحاث حول الأصول العقارية، جي هاو مينج، إن «السوق الصينية هي الأضعف أداء بين الأسواق الناشئة». وأضاف: «سيكون العام 2019 على الأرجح أفضل من 2018، بما أن السوق خسرت كثيراً هذه السنة، لكن هذا لا يعني أننا سنشهد تقدماً هائلاً؛ لأنها لا تزال ضعيفة نسبياً».وفي بورصة شانجهاي، تراجع المؤشر المركب هذه السنة بنسبة 24.6%، فيما تراجع مؤشر بورصة شينزن 33.2%. وشمل التراجع بورصة هونج كونج التي خسرت 14%.وثمة عوامل عدة أسهمت في هذا التراجع، أوّلها تباطؤ الاقتصاد الصيني بصورة واضحة، مع تسجيل إجمالي الناتج الداخلي في الفصل الثالث لنمو بنسبة 6.5%، وهو الأضعف على الإطلاق خلال 9 سنوات.وترافق هذا التباطؤ الاقتصادي مع ركود في الاستثمارات ومستوى مديونية مرتفع، وحرب تجارية مع الولايات المتحدة، مما أوجد بيئة غير مؤاتية للنمو، خصوصاً أن المستثمرين في الصين هم في غالب الأحيان أفراد شديدو التأثر بالمخاطر الدبلوماسية والاقتصادية. (وكالات)