دبي:أيمن بشيرتعد الاستقالة التي تقدم بها حسن العبدولي من تدريب الوصل خطوة ذكية، وقراراً شجاعاً من مدرب مواطن فضل ترك العمل بنادي صاحب شعبية كبيرة، بعدما قاد الدفة الفنية لسفينة (الإمبراطور) خلال فترة امتدت إلى 40 ليلة يصنفها الكثيرون بأنها الأصعب منذ مدة ليست بقصيرة في مسيرة نادي القلعة الصفراء. وأشرف العبدولي على تدريب الفريق الأصفر في 14 مباراة موزعة بين 4 مسابقات شارك فيها الوصل، سبع منها كانت بالدوري حيث فاز في مباراة واحدة وبنتيجة عريضة على الفجيرة 6-3، وتعادل أمام الشارقة 1-1، بينما خسر خمس مواجهات، كانت أمام شباب الأهلي والجزيرة وعجمان والعين واتحاد كلباء.اختار العبدولي سكة الابتعاد من أجل مصلحة الوصل ولن ينسى التاريخ ذكر اسم المدرب الذي أزاح نادي «القرن الإفريقي» من بطولة كأس زايد للأندية الأبطال بعد أن فرض التعادل على الأهلي المصري 2-2 ذهاباً بالإسكندرية وبهدف لمثله إياباً في دبي ليصعد بفريق الإمبراطور إلى ربع نهائي المنافسة، ولن ينسى الوصلاوية بأن العبدولي عبر بفريقهم إلى الدور ربع النهائي لبطولة كأس رئيس الدولة على حساب العين وبفوز تاريخي بلغ 5 أهداف مقابل 3.وعلى صعيد منافسة كأس الخليج العربي قاد الوصل إلى فوزين أمام عجمان ودبا الفجيرة وتعادل مع بني ياس أحيا به آمال الوصل للترقي إلى الدور ربع النهائي قبل أن تتوقف المسيرة بعد أن خانت ركلات الحظ الترجيحية الأصفر وابتسمت لجاره الفريق الأزرق.ومن المفارقة أن العبدولي تصدى للمهمة عقب إقالة الأرجنتيني جوستافو كونتيروس بسبب الخسارة أمام النصر بثلاثة مقابل هدف في الدوري،وتصادف قبول استقاله العبدولي بخروج الفريق أمام «العميد» في كأس الخليج العربي.واعتبر جاسم بلال اللاعب الذي سبق له ارتداء قميص الوصل، أن حسن العبدولي رجل شجاع تحمل المسؤولية في وقت صعب جداً، لافتاً في حديثه ل«الخليج الرياضي» إلى أن العبدولي مدرب محترم اجتهد كثيراً وعمل أكثر من طاقته حتى يرجع شيئاً من شخصية الفريق الأصفر.وقال جاسم: المرحلة التي يمر بها الوصل حالياً أصبحت صعبة جداً وتتطلب من المدرب الجديد مجهوداً كبيراً جداً لانتشال الفريق من الوضع الذي لا يشبه نادي الوصل على الإطلاق، وأتوقع أن تكون مهمة اللجنة الفنية صعبة خلال فترة التوقف خلال البحث عن توفير أدوات نجاح الجهاز الفني.وسأل جاسم بلال موجهاً حديثه إلى ادارة الوصل عن ماهو هدف الوصل في الموسم الحالي ؟ وذكر أن الفريق الأصفر دخل إلى الموسم الحالي للمشاركة في 5 منافسات دون معرفة هدفه منها بوضوح، وقال: من المستحيل في ظل هذه الإمكانيات أن يكون الهدف هو الفوز بكل الألقاب، الآن تقلصت الاستحقاقات إلى أربعة عقب الخروج من كأس المحترفين والمنطق يقول في ظل الإمكانيات الحالية لن يذهب الوصل بعيداً في البطولة الآسيوية، لذا يجب أن يكون التركيز بصورة أكبر لتجاوز مطب الدوري، كما ليس هناك مفرمن المحافظة على حظوظ التواجد في بطولة زايد للأندية الأبطال، وأعتقد أن كأس رئيس الدولة يمكن للوصل أن يتجاوز مرحلتها المقبلة إذا تحسن مستواه في الدوري.ورأى لاعب الوصل السابق أن الفريق الأصفر يحتاج تدعيم في الشق الدفاعي عبر ضم ثلاثة لاعبين مواطنين وفي حاجة إلى إعادة النظرة في مردود المحترفين، مؤكداً أن عودة مينديز ستكون مهمة إذا كان هناك إمكانية لقطع إعارته، لافتاً إلى أن البرازيلي كان يمثل قوة دفع ثلاثية في المقدمة الهجومية الصفراء مع مواطنيه كايو وفابيو ليما، معتقداً أن ليما الثاني رغم أنه لاعب مجتهد لكنه ليس في إمكانيات منيديز المهارية.ونوه بلال بمحور مهم،معتبراً بأن غياب الثقة بين الأضلع الثلاث المتمثلة في الإدارة والجمهور والفريق كان الخاسر الأكبر فيه هو نادي الوصل، وطالب الإدارة بأن تعيد حساباتها وثقتها مع الجمهور خاصة أننا مقبلون على عام التسامح، لافتاً إلى أن الفريق وصل مرحلة «الشخصيه المفقودة» بالرغم من وجود بعض اللاعبين المتميزين.وقال: على مجلس الإدارة أن يتعامل بكل شجاعة ووضوح في قصة حسم بقاء أو رحيل البرازيلي فابيو دي ليما، وقال: إذا كانت رغبة فابيو هي الرحيل وبذهابه سيستفيد الوصل بأن يكون هناك بديل مناسب فليكن ذلك ممكناً فالنادي أكبر من أي لاعب لا يريد أن يدافع عن شعاره بإخلاص.واستشهد بلال بالموقف الصعب الذي حدث مع الوصل في الدوري قبل أكثر من عشر سنوات حينما تخلى عن فرهاد مجيدي في فترة المدرب البرازيلي زوماريو وحقق بعدها بطولتي الدوري والكأس في عام 2007. واعتبر أن الوصل يفتقد للهكيل الإداري المناسب لعدم وجود الخبرات الفنية التي بمقدورها وضع الأهداف المثمرة، لافتاً إلى أن هناك تخبطاً في القرارات الفنية خاصة على سبيل المثال قرارعدم التجديد للمدرب رودولفو أروابارينا وعدم إعطاء مواطنه جوستافو الفرصة الكافية حتى وإن كان حتى نهاية القسم الأول من الموسم بالإضافة للتخلي عن لاعب يمتلك حلولاً فنية مثل مينديز، ورجح جاسم أن حدوث الإصابات الكثيرة على مستوى اللاعبين كان سببها أن المعسكر الإعدادي لم يكن مناسباً،مستدلاً بإقالة المعد البدني.