ال«بلوك تشين» والعملات الرقمية

  • 12/31/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جون ماركمان * قبل أكثر من نحو سنة من الآن، أجمع المراقبون على أن تقنية «البلوك تشين» والعملات الرقمية ستكون أبرز موجهات التغيير العالمية، وكان ذلك بسبب الصعود الصاروخي لتلك العملات وقتها خاصة «البتكوين»، أما اليوم، فإن الوضع لا يبدو كما كان قبل عام، حيث هبطت العملة من نحو 20 ألف دولار في يناير الماضي، إلى أقل من 5 آلاف حالياً، لتسجل هبوطاً بأكثر من 77% منذ بداية العام حتى الآن.الكثير من المراقبين يلقون اللوم على الكيفية التي تدار بها العملات الرقمية، والانقسامات التي حدثت في عملة البتكوين كاش، التي أدت إلى تكوين فريقين مختلفين، ولكن هذه التوجهات تشير إلى الأزمات التي تعانيها العملات الرقمية إجمالا، على الرغم من أن عددها بلغ أكثر من 2500 عملة مختلفة وفقاً لبيانات أعدتها مؤسسة «انفستينج.كوم».لقد تعمقت في الحديث عن هذه العملات الرقمية وتاريخها القصير بين القمة والقاع، فقد بدأت في الكتابة عن هذا الأمر منذ شهر يناير الماضي، والذي توقعت فيه هبوطها إلى مستويات متدنية بسرعة كبيرة جدا، وهو ما حدث بالفعل. إن العديد من المشاكل التي صاحبت هبوط العملات الرقمية تم ربطها بتقنية «البلوك تشين» بل وتحميلها بعض المسؤولية عما حدث لها، ولكن الحقيقة هي أن التقنية لا علاقة لها أبداً، حيث كانت فقط الحاضنة التي تعمل خلالها البتكوين وغيرها.شخصياً فإنني أعتبر «البلوك تشين» إحدى الأدوات الأساسية التي ستساعد العالم على التحول بسرعة أكبر نحو حقبة التكنولوجيا المتقدمة، حيث إن إمكانياتها الكبيرة يمكن أن تسرع من وتيرة التطور وتدفق المعلومات والبيانات، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة الأصول التي تدار من خلال التقنية نحو 7 تريليونات دولار بحلول العام 2022.مايكروسوفت كانت من أوائل عمالقة التكنولوجيا الذين اهتموا جدا بتقنية «البلوك تشين»، حيث بدأت العمل مع شركات الخدمات المالية الناشئة منذ العام 2016، وعززت من قدرة تلك الشركات على النمو بسرعة وتطوير أنظمتها بما يتماشى مع التسارع المستمر في التقنيات المالية، للوصول إلى مرحلة متقدمة تسبق الآخرين بخطوات كبيرة.مخطئ من يقول إن تقنية «البلوك تشين» انهارت بتداعي العملات الرقمية ، فالتقنية لا تربطها أي علاقة بتلك العملات سوى كونها الفضاء الذي تعمل فيه، ولم يكن لها أي تأثير في هبوطها أو صعودها أو انتشارها الكبير، بل هي نظام قائم بذاته، وهي المستقبل الذي يجب على العالم الاعتماد عليه لتحقيق أسرع تطور ممكن في الأنظمة. * فوربس

مشاركة :