أكد عدد من المواطنين على الإنجازات التي تحققت في ملف التعليم على مستوى الدولة، مطالبين ببذل مزيد من الجهود للارتقاء بالتعليم على المستويين المدرسي والجامعي. وعلى مستوى المدارس؛ طالبوا بتدريب المعلمين، والتصدي لمسألة ارتفاع الرسوم الدراسية للمدارس الخاصة، إضافة إلى مراقبة محتوى المادة التعليمية بالمدارس الأجنبية للحفاظ على الهوية.وأوضحوا أن ملفات مهمة مثل رعاية الطلاب الموهوبين لا تجد العناية الكافية من قِبل القائمين على أمر التعليم، مشيرين إلى ضرورة الاتجاه نحو التعليم القائم على الابتكار، وجعل المدارس مكاناً جاذباً للطلاب. وأكدوا على أهمية الاستمرار في فتح كليات ومسارات أكاديمية جديدة في جامعة قطر، وتطويرها بوصفها الجامعة الوطنية ومقصداً معظم طلاب المرحلة الثانوية. وكانت «العرب» قد أجرت استطلاع رأي عام طرحت فيه سؤال: «ما مدى رضاك عن أداء الخدمات المقدمة من قِبل وزارة التعليم والتعليم العالي 2018؟ وماذا تقترح لتطويرها؟». وجاءت النتيجة أن 63 % غير راضين عن أداء الوزارة، في مقابل 23 % فقط راضون، وهي نسبة تكشف عن المطالب المتزايدة لإنجاز بعض المطلوبات في هذا القطاع المهم. وقد ذكر 14 % من الذين شاركوا في الاستطلاع أن لديهم ملاحظات أخرى. وبسؤال عدد من المواطنين، أكدوا على الإنجازات التي تحققت، ولكن كانت لديهم مطالب ملحّة في التعليم المدرسي والجامعي. خالد مفتاح: مبادرة مجتمعية تهتم بالموهوبين قال خالد مفتاح إن التعليم سجل إنجازات عديدة، ولا نستطيع أن نسلّط الضوء عليها بالكامل، ولكن على سبيل المثال في جانب الموارد البشرية: دعم قيادات الوزارة بسعادة الدكتور إبراهيم النعيمي، وتعيين ثلاثة في منصب مساعد وكيل وزارة. وأضاف: «في جانب الاهتمام بالتخطيط، تم إعلان الخطة الاستراتيجية للوزارة، والتي هي رافد مهم لخطة التنمية الشاملة 2018-2022. إضافة إلى إطلاق المناهج التعليمية المتطورة باستمرار، وفتح المجال للمشاركة المجتمعية للمشاركة في التطوير». واعتبر مفتاح استضافة أولمبياد العلوم 2019، وفتح العديد من المدارس وفي مقدمتها مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا، إضافة في مؤشرات التعليم العالمية. وقال إن أداء التعليم المميز يدل عليه الفوز بميداليات متعددة في المحافل العالمية، مثل الحصول على البرونزية في أولمبياد العلوم في بتسوانا، وفوز معلمة قطرية ببرونزية الاختراعات بسيول، وفوز طالبات جامعة قطر في مسابقة «وجّه وجهتك» في الولايات المتحدة الأميريكية، وغيرها من الإنجازات التي تُحسب للوزارة وقيادتها في ظل حكومتنا الرشيدة التي تجعل من الإنسان محوراً ومرتكزاً للعملية التطويرية. وقال مفتاح، بحسب متابعته الشخصية: «هناك تسليط ضوء من قِبل السلطة الرابعة على ملف التعليم، وهو يأخذ نصيب الأسد، بينما هناك ملفات عديدة في وزارات أخرى وخدمية لا تلقى اهتماماً أو استقصاء من السلطة الرابعة»؛ معتبراً أن الإخفاقات من طبيعة البشر وأي عمل بشري لا يخلو من ذلك. وأوضح أن هناك إغفالاً من قِبل الوزارة لملف مهم هو رعاية الموهوبين والمتفوقين. وبناء على هذا الاحتياج، قام بإطلاق مبادرة مجتمعية تهتم بهذه الشريحة من خلال حزمة من البرامج التي تستهدف شريحة الطلبة الموهوبين والمعلمين وأولياء أمورهم. وأكد أن العام الجديد يحمل في طياته العديد من الآمال والطموحات، والتي تبدأ بتحقيق مؤشرات الأداء الرئيسية لخطة التنمية الشاملة، وخطة الوزارة والسعي إلى رفع مخرجات التعليم العام، وتحسين جودة مخرجات التعليم العالي. حسين البوحليقة: الارتقاء بالمورد البشري عبر التعليم المتميز قال المواطن حسين البوحليقة إن دولة قطر شهدت في الفترة الماضية العديد من التحديات، وحوّلتها إلى إنجازات استطاعت من خلالها الوصول إلى آفاق عالمية؛ مشيراً إلى أن الدولة حققت إنجازات كبيرة في مجال التعليم عبر مواصلتها افتتاح كليات عالمية جديدة، الأمر الذي يعني توسيع فرصة القبول أمام الطامحين في الحصول على تعليم عالٍ جيد المستوى، لافتاً إلى أن الجامعات العالمية التي تستضيفها قطر تعمل على جذب رصيفاتها عبر التأكيد على توافر بيئة علمية وأكاديمية مميزة بالدولة. وأضاف البوحليقة أن المتابعة المستمرة من القيادة الحكيمة لملف التعليم تجعله من أهم الملفات وبه تطورات مستمرة، مشيراً إلى أنه قبل أيام قليلة قام معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بتعيين عدد من الوكلاء المساعدين في وزارة التعليم والتعليم العالي؛ الأمر الذي سيصبّ بالتأكيد في تطوير الملفات الموكلة إليهم، وسنحصد ثمار هذه القرارات في العام الجديد بإذن الله. وأضاف البوحليقة أن جامعة قطر تضطلع بدور كبير في تطوير التعليم العالي عبر إضافة مسارات أكاديمية جديدة على مستوى البكالوريس والدراسات العليا المختلفة، ما يمنح المواطنين والمقيمين على أرض قطر فرص دراسة عالية المستوى في الجامعة الوطنية؛ موكداً أن كل هذه القرارات تصبّ في خدمة الخطة الاستراتيجية لقطر 2030، الخاصة بالارتقاء بالمورد البشري عبر التعليم المميز الذي توفره البلاد. راشد النعيمي: إضافة تخصصات جديدة لجامعة قطر طالب المواطن راشد النعيمي بالاستمرار في إضافة تخصصات جديدة لجامعة قطر، مشيراً إلى أن الجامعة افتتحت عدداً من الكليات والمسارات الأكاديمية الجديدة؛ ولكنها ما زالت تحتاج إلى جذب المزيد، ولا سيّما أنها الجامعة الوطنية التي يقصدها أغلب خريجي المدارس الثانوية، مضيفاً أن إضافة كلية جديدة ستحفز أكبر عدد أكبر من طلاب الثانوي للانضمام إليها، وسيساهم في رفع المنافسة والارتقاء بمستوى الجامعة. وقال النعيمي إنه على الرغم من وجود الإرشاد الأكاديمي لطلاب الثانوية العامة الراغبين في الالتحاق بالجامعات فإننا نحتاج إلى تطويره بصورة أكبر حتى يعطينا نتائج دقيقة عن رغبة الطلاب وإمكانياتهم الحقيقية، وقدرتهم على المواصلة في الكليات التي اختاروها، مشيراً إلى أن الإرشاد يجب أن يعمل على تحفيز الطلاب في تحقيق رغباتهم أيضاً عبر زرع روح الثقة فيهم، مطالباً بالتنسيق بين جميع الجهات العاملة في التعليم لمعرفة احتياجات البلاد للكوادر المدربة، وحثّ الطلاب على الالتحاق بهذه المسارات. وقال النعيمي إن المدارس على مستوى الدولة مطالبة بالتنسيق بينها لتبادل التجارب في التدريس والتدريب، وغيرها من فروع العملية التعليمية، مشيراً إلى أهمية بذل مجهود مع المدارس كافة دون التركيز على المدارس المتميزة فقط، الأمر الذي تنتج عنه حالة بحث من قِبل أولياء الأمور عن هذه المدارس، لافتاً إلى أن البعض ينتقل إلى مدارس بعيدة للأن مستواها أعلى، بينما المطلوب أن تكون جميع المدارس في مستوى متميز. وأضاف أن المعلمين بحاجة إلى الاطلاع على تجارب الدول الأخرى في التعليم، عبر المشاركة في الورش التعليمية خارج الدولة، مشيراً إلى أن تبادل التجارب يصبّ في تطوير أداء المعلم وينعكس مباشرة على طلابه. وطالب النعيمي بابتكار وسائل جديدة في التدريس، والابتعاد قدر الإمكان عن الطرق التقليدية القائمة على التلقين، والتي تنفّر الطلاب من المدارس؛ لافتاً إلى أن الابتكار في التعليم إضافة إلى التعليم القائم على الإبداع من الأشياء التي تحبّب الطلاب في المدرسة. وأكد على أهمية تقديم جوائز للمعلمين الذين يبتكرون طرقاً تعليمية مميزة تحبّب الطلاب في المدارس، معتبراً جعل المدرسة مكاناً محبوباً من قِبل الطلاب من أهم الأشياء التي يجب العمل عليها من قِبل القائمين على التعليم. مسعود عبدالهادي: فجوة بين النظرية والتطبيق قال المواطن مسعود عبدالهادي: إن التعليم المدرسي بشكل عام في قطر بدأ منحناه بالصعود، والبرامج الدراسة باتت أكثر تطوراً وتخضع للرقابة والمراجعة مما يعزز قوتها؛ مشيراً إلى أن الوزارة تعمل بجد، وجهودها التطويرية باتت واضحة اليوم، ونحن في موقع أفضل بكثير مما كنا عليه قبل سنوات، ونحمد الله على ذلك وننتظر المزيد إن شاء الله. وأشار مسعود إلى أن من الأمور التي يجب الالتفات إليها وجود فجوة بين النظرية والتطبيق، لذلك نحتاج إلى تدريب الكادر الإداري والتعليمي بشكل أكثر للتركيز على الهدف الأساسي، وهو تنشئة جيل متعلم ومعتز بلغته وهويته، وليس مجرد طالب ينجح في الامتحان آخر العام. وأوضح أنه في ظل المتطلبات الكثيرة من المعلم والاستراتيجيات والخطط التي يجب أن يطبقها، تضيع أحياناً البوصلة، فيدخل صراع بقاء لإنهاء واجباته والمتطلبات المطلوبة منه، مما يجعله أقل إدراكاً أو اهتماماً بالهدف الأساسي من التعليم. تمنّى عبدالهادي التركيز أكثر على تحفيظ القرآن في المدارس الحكومية، بحيث ينهي الطالب المرحلة الابتدائية مثلاً وقد حفظ جزء «عم» وجزء «تبارك»، وينهي الإعدادية بحفظ جزء «قد سمع».;
مشاركة :