أجرى مركز سدرة للطب -عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- عملية جراحية ناجحة لطفل يبلغ من العمر 4 أعوام مصاب منذ ولادته بشلل في الوجه.وظلّ الطفل «عُزير» عاجزاً منذ لحظة ولادته عن تحريك الجانب الأيسر من الوجه، بسبب ضعف نمو عصبه الأيمن؛ ما يعني عدم قدرته على التبسّم أو التحدّث بوضوح. خضع عُزير لجراحتين تحت إشراف الدكتور غرايم غلاس، وهو جرّاح تجميل متخصص في الوجه والفكين، مقيم في مركز سدرة للطب. وقال الدكتور غرايم غلاس: «تعبيرات الوجه لا غنى عنها في نقل المشاعر إذا أردنا تواصلاً اجتماعياً سليماً.. يخفق الأطفال المصابون بشلل في الوجه في التبسّم، فعند محاولة التبسّم تعطي وجوههم انطباعاً يوحي بالعبوس، وقد يؤدي ذلك إلى إساءة فهمهم، وانعزالهم اجتماعياً. عندما جاء إلينا عُزير، كان في الثالثة والنصف من عمره، وأشرف عليه فريق متعدد التخصصات، وقد وضع الفريق خطة لإدارة حالته الصحية من أجل أن يعيد له ابتسامته مجدداً». وتطلبت إزالة عضلة من عضلات فخذه الداخلي ونقلها إلى وجهه، وإعادة توصيل الأوعية الدموية تحت المايكروسكوب. كما نُقل عصب جديد من عضلة الفخذ إلى الوجه ليساعد الطفل في إطباق أسنانه. وخرج الطفل من المستشفى بعد أربعة أيام، واستغرقت فترة استشفائه بعد الجراحة ثلاثة أسابيع. أضاف الدكتور غلاس: «هذه الجراحة واحدة من أكثر التحديات التي يمكن أن يواجهها جراحو التجميل، يحتاج العصب المنقول ثلاثة أشهر على الأقل لينمو في العضلة الجديدة حتى يجعلها تتحرك. وأنا واثق أن عُزير سيستطيع بمساعدة اختصاصيينا التبسّم بالكامل وبشكل متناسق وعفوي خلال الـ 12- 18 شهراً المقبلة، وحين يُظهر ابتسامة عفوية كاملة فسيشكل ذلك خطوة كبيرة ستساعده في إعادة اكتشاف ثقته وقدرته على التعبير عن نفسه بشكل أكثر وضوحاً». أما والدا الطفل فقالا: «كَم هو شعور جميل أن نرى صغيرنا وهو يبتسم. لقد أدى الدكتور غلاس وباقي فريق «سدرة» جميعاً دوراً جوهرياً في استعادة طفلنا ابتسامته، بل وفي تغيير مجرى حياته أيضاً. بدأنا نرى بالفعل تغيرات طفيفة في شخصيته منذ إجراء الجراحة، ونقدّر لمركز سدرة للطب المتابعة والرعاية التي لا نزال نتلقاها بعد الجراحة».;
مشاركة :