حذر الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان من أن الأسواق المالية قد تشهد مزيداً من التقلبات والتذبذب خلال عام 2019، ناصحًا المستثمرين بالاستعداد لذلك، إلا أنه يرى أن تعرض الاقتصاد العالمي لحالة ركود في المدى القريب «أمر غير مرجح». وقال العريان، وهو كبير المستشارين الاقتصاديين لدى شركة «أليانز» للتأمين، في مقال نشرته «فوكس نيوز صنداي»، إن حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي، سيتطلب حدوث خطأ سياسي كبير، أو أزمة سوقية ضخمة. ويتوقع أن يتراوح النمو في العام المقبل بين 2.5 في المئة و3 في المئة، وأن ترتفع الأجور بنسبة 3 في المئة أو أكثر، إلا أنه حذر المستثمرين من الاستعداد لمزيد من تقلبات السوق. وقال العريان «لن تكون مفاجأة إذا رأينا تقلبات بـ1000 نقطة على مؤشر داو جونز، ربما يكون هذا هو الواقع الجديد لبعض الوقت، بعد سلسلة من المكاسب للسوق منذ عام 2017، من الطبيعي أن نشهد مثل هذه التقلبات». ويعزو العريان توقعاته باستمرار حالة التذبذب لأسعار الأسهم بشكل كبير في عام 2019، إلى ثلاثة أسباب رئيسية، أولها أن الأسواق لا تحب حالة عدم اليقين المتزايد في الاقتصاد العالمي، لا سيما أوروبا والصين. أما السبب الثاني، فيتمثل في أن البنوك المركزية، بما في ذلك الاحتياطي الفدرالي الأميركي، لم تعد تشتري الأوراق المالية، كما أنهم لم يعودوا يحتفظون بأسعار الفائدة منخفضة. وبحسب العريان، فإن العامل الثالث يتمثل في أن «وول ستريت» غيرت موقفها، فلم يعد الأمر يتعلق بشراء الأسهم، وإنما يتعلق بعمليات البيع، فيمكن أن تزداد تقلبات السوق من خلال التداول الإلكتروني، مما قد يؤدي إلى المزيد من عمليات البيع والارتفاعات المبالغ فيها. ويرى العريان أن ترامب ربما يكون محقا في القول بأن الاحتياطي الفدرالي «بحاجة إلى أن يشعر بما يحدث فيما وراء الاقتصاد المحلي» عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات برفع أسعار الفائدة. وقال العريان «إن استقلال البنك المركزي مهم جدا للاستقرار الاقتصادي، الذي هو مفتاح النمو الاقتصادي». (أرقام)