رحل عنَّا عام، وأقبل علينا عام جديد، والرياضة بأبعادها وتطوراتها المختلفة ما بين الأزمات والإخفاقات والخلافات والاستقالات والانتقادات التي شهدتها في آخر شهور السنة الماضية في بعض الهيئات، واليوم صفحة جديدة في الرياضة الإماراتية نقترب منها بسبب الأحداث الجارية المقامة حاليًا وتعدد الأنشطة والفعاليات الاقتصادية والرياضية والاجتماعية والفنية التي تشهدها الدولة هذه الأيام، حيث مازلنا نعيش انطلاقة السنة الجديدة التي تعكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في تقارب الشعوب. التسهيلات المتوافرة ساعدت على الإقبال الكبير للدول والأفراد الذين جاؤوا من مختلف بقاع الأرض للمشاركة والتواجد والمنافسة على كأس آسيا لكرة القدم التي أصبحت على الأبواب، وما يميز هذه البطولة أنها جديدة في شكلها وتنظيمها، بل ساهمت الدولة في تطور العديد من المرافق وخصصت مبلغًا يصل قرابة «المليار» درهم من أجل احتضان كأس الأمم الآسيوية، ولعبت الإمارات على نشر ثقافة المونديال القاري على مستوى العالم، ومن يتابع هذه الأيام يجد كأننا في دورة أولمبية عالمية كبيرة بسبب كثرة الأحداث الرياضية في مختلف مدن الدولة، إذ يشعر بها الزائر من أول وهلة، والمباريات الودية التي تخوضها المنتخبات قبل ضربة البداية.. وشتان الفارق بين أول مشاركة للمنتخب لي وعلى الصعيد الشخصي قبل 38 سنة واليوم، إذ تغيرت أمور كثيرة، من لجنة صغيرة تشرف عليها الدولة المنظمة اليوم، بينما الوضع مختلف تمامًا، فالاتحاد الآسيوي حدد شروطه المتعددة ونحن ننفذ ما يريده، قبل زمن كانت هناك لجنة منظمة عليا واحدة، أما اليوم فهناك لجنتان، الأولى قارية والثانية محلية، وأتذكر في سبتمبر عام 1980 كان الشهيد فهد الأحمد رحمه الله هو رئيس اللجنة المنظمة، يتحرك من الصباح الباكر حتى آخر الليل في حضور المناسبات والاستقبالات والزيارات، فكان لا يتوقف لحظة، وفي تلك الفترة كانت قيادة الاتحاد الدولي للراحل البرازيلي هافيلانج والراحل الآسيوي داتو حمزة، والاثنان حضرا البطولة الاولى التي جرت بالمنطقة، فقد لعبت دولنا في تطوير الكرة العربية من خلال تفوقنا في كأس الأمم، أتذكر تلك الأيام الجميلة ونحن ننتقل من مكان لآخر لنتعرف ونتقصى الأخبار بينما اليوم كل شيء اختلف للأحسن. نجحنا في بلادنا في تقديم الصورة الجميلة التي جرت قبل نهاية السنة، ونفتح اليوم صفحة جديدة، وعامًا جديدًا، ونستذكر بعض الأحداث التي حققتها رياضتنا من نجاحات نفخر بها، ونأمل المزيد منها في عامنا الحالي الذي يبدأ اليوم، متمنيًا أن يكون عام خير علينا، وسنة حلوة بإذن الله، وأن نبتعد عن التصيد في الماء العكر، والتسلق على أكتاف الآخرين، وألا نخطف المكاسب وننسبها لأنفسنا، وأن تشهد الساحة حالة من الإصلاحات، بسبب الأحداث وتعدد الأنشطة والفعاليات والمناسبات التي تشهدها الرياضة، وتعكس أهمية دورها في حياتنا، بعد أن أصبحت لها ثقلها، ولما تحظى به من التغطية الإعلامية الموسعة، لسرعة الانتشار إلى أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع، داعيًا الله أن يمنح الجميع الصحة والسعادة، وأختتم بالقول: سامحوني لو خطيت.. والله من وراء القصد.
مشاركة :