خفّف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الاثنين من وطأة تصريحاته حول خططه سحب القوات الأمريكية من سوريا فورًا، متحدثًا عن خطة للقيام بانسحاب «بطيء»، معتبرًا في الوقت نفسه أن إنجازاته في النزاع السوري تجعل منه «بطلاً قوميًا». وجاء ذلك في تغريدات غداة تصريح لسناتور جمهوري قال فيه إن ترامب وعد بالبقاء في سوريا لإنهاء مهمة القضاء على تنظيم داعش. وكان ترامب أحدث صدمة لدى حلفاء بلاده ومؤسسته العسكرية بالإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا. وكتب ترامب على تويتر أمس «لو كان أي شخص غير دونالد ترامب فعل ما فعلته في سوريا التي كانت في حالة فوضى فاقمها داعش عندما أصبحت رئيسًا، لكان بطلاً قوميًا».وأضاف «داعش اختفى تقريبًا، ونحن نعيد جنودنا ببطء إلى بلادهم ليكونوا مع عائلاتهم، وفي الوقت ذاته نحارب فلول داعش». وينتشر نحو ألفي جندي أمريكي وأجنبي في سوريا لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب، في قتال التنظيم المتطرف الذي سيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق قبل أن يطرد منها خلال السنتين الماضيتين. ولا يزال موجودًا في مناطق جبلية حدودية في البلدين الجارين.وكان ترامب كتب على تويتر في 19 ديسمبر «لقد هزمنا تنظيم الدولة السلامية في سوريا»، حذر مراقبون عسكريون وأمنيون من انسحاب أمريكي متسرع. كما أعرب ترامب عن رغبته في سحب نحو نصف القوات الأمريكية من أفغانستان والبالغ عددها 14 ألف جندي يقاتلون مسلحي طالبان، إلا أنه لم يعلن رسميًا عن هذه الخطوة. وقال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الأحد بعد اجتماع مع ترامب استمر ساعتين إن «الرئيس يدرك أننا في حاجة إلى إتمام المهمة»، مضيفًا «أبلغني أمورًا لم أكن أعرفها وجعلني ذلك أشعر بارتياح أكبر بشأن مسارنا في سوريا». وتابع: «أعتقد أن الرئيس مصمم على ضمان أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية هزم بالكامل عند انسحابنا من سوريا، ونحن على مسافة قريبة من الهدف». كما حذر الجنرال الأمريكي المتقاعد ستانلي ماكريستال، القائد السابق للقوات الأمريكية والدولية في أفغانستان، الأحد من أن الانسحاب الأمريكي سيؤدي على الأرجح إلى «زعزعة الاستقرار بشكل أكبر» في المنطقة.وكتب ترامب على «تويتر» أمس «لقد خضت حملتي الانتخابية على وعد الخروج من سوريا وغيرها من المناطق. والآن عندما بدأت أخرج، أخذت وسائل الاعلام الكاذب أو بعض الجنرالات الفاشلون الذين لم يتمكنوا من إنجاز العمل قبل وصولي، في الشكوى مني ومن تكتيكاتي الناجحة».إلى ذلك، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أمس، إن ترامب وافق على طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسحب القوات الأمريكية من سوريا تدريجيا. وصرح المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، للصحفيين المرافقين لنتنياهو في رحلته الحالية إلى البرازيل بأن رئيس الوزراء تلقى إحاطة بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وتحدث مع ترامب، بحسب صحيفة«يديعوت احرونوت». يذكرأن نتنياهو موجود في البرازيل لحضور حفل تنصيب الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو. وقال المسؤول «رئيس الوزراء يعتقد أن الانسحاب الامريكي من سوريا يمثل فرصة. حتى الآن، لم يتغير الوجود الإيراني على الأرض (في سوريا) منذ القرار الأمريكي». يذكر إن اسرائيل اعلنت مرارا أنها لن تسمح بتموضع ايران عسكريا في سورية، وتقوم من حين لاخر بمهاجمة اهداف عسكرية تقول انها خاصة بإيران.وسيجتمع نتنياهو مع وزير الخارجية الامريكى مايك بومبيو اليوم المقبل خلال حفل تنصيب بولسونارو. وبعد عودته إلى إسرائيل، سيجتمع رئيس الوزراء مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي سيزور القدس وأنقرة لمناقشة سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. يشار إلى أن ترامب أعلن في التاسع عشر من الشهر الجاري سحب الجنود الامريكيين من سوريا والبالغ عددهم 2000 جندي، وذكرت تقارير إعلامية أنه سوف يتم سحب القوات في غضون ستة أشهر. غير أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن سحب القوات قد يستغرق عدة أشهر. وأعقب هذا القرار، إعلان وزير الدفاع جيمس ماتيس اعتزامه التخلي عن منصبه بحلول نهاية العام بسبب اختلاف وجهة نظره مع قرار ترامب الذي قوبل بانتقادات حادة أيضًا من حلفاء الولايات المتحدة. وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من سوريا.