روى ناصر الحايطي لزوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 33" خبرته في حرفة الخوص والليف، واستخراجه لليف من قلب النخل لصناعة الحبال والنعال وما يسمى بالخلب "ليفة الدلة" أو ما يوضع في فم الدلة لتصفية القهوة من الهيل. وقال الحايطي إن لديه مزرعة يقوم بجلب الليف منها، والنخلة الواحدة يستطيع عمل منها ما يقارب عشرين "حذاءً" كما تسمى قديماً "زنوبة"، مبيناً أنه احترف هذه المهنة من والده وظل ملازماً لها فترة طويلة إلى أن أصيب والده بالتعب والإرهاق فاستأذنه واستلم كل ما يتعلق بهذه المهنة منذ 6 سنوات. واستعرض أسرار مهنته في الركن المشارك به في جناح حائل، وقال: إذا أردت عمل الخلب "ليفة" أقوم بغسل الليف وتنظيفه ثم تجفيفه قبل استخدامه، وإذا أردت عمل الحبال أو النعال فأقوم بنقعه بالماء فقط ثم إخراجه وبرمه "لفه على بعض" وتسمى هذه الطريقة "سمسار" أو "سمسرة"، وأجمع عشر حبات أو أكثر من الليف على حسب متانة الحبل الذي أريد عمله. وحول استخدامات الحبال المصنوعة من الليف، يشير إلى أن "أبرز استخدامات هذه الحبال في ربط الحيوانات كما كان يستخدم قديماً قبل ظهور الحبال الحديثة"، أيضاً يستخدم في "الكر" وهو الحبل الذي يصعدون بواسطته على النخل ويخترفون التمر. ويتميز الليف - حسب وصف الحايطي - بأنه لا يخرب فما أخرجه في السنة الماضية يستطيع استخدامه في أعماله اليوم "فقط ينقعه بالماء ثم يبدأ بالعمل"، مضيفاً: "الليف استخرجه من النخلة الميتة أو التي شارفت على الموت أو النخلة التي استغني عنها، فأخرج قلب النخلة وأقطع الجريد الموجود بها كله لأن الليف لا يخرج معك إلا إذا قصصت ما حولها، ويتم بيع هذه الحبال بالمتر"، مشيراً إلى أن "سعر المتر يصل إلى عشرة ريالات حسب متانة الحبل".
مشاركة :