كتب - طوخي دوام: حققت بورصة قطر العديد من الإنجازات، وسجّلت مستويات قياسية على كافة مؤشراتها، لتأتي كإحدى أفضل الأسواق نمواً على مستوى العالم خلال عام 2018، خاصة بالنسبة للأسواق الناشئة، للتفوق بذلك على جميع أسواق دول الحصار، بعد أن سجّل مؤشر السوق ارتفاعاً بنحو 21% وأضاف إلى رصيده أكثر من نقطة ليغلق عند مستوى 10299 نقطة في نهاية الأسبوع الماضي، كما أن العديد من أسهم الشركات المُدرجة في البورصة سجّل مستويات تاريخية لما يصلها من إدراجها في السوق. وبلغت المكاسب السوقية للأسهم خلال العام الماضي أكثر من مليار ريال «116 مليار ريال» لترتفع القيمة السوقية لبورصة قطر إلى 588 مليار ريال بنهاية 2018 مقابل 472 مليار ريال في 2017، وتشكّل الإنجازات المتتالية التي تحققها البورصة العام الماضي اعترافاً بالمستوى المتقدّم الذي حققته البورصة على مختلف الصعد التقنية والتنظيمية والعملية، وتشير إنجازات البورصة إلى حرصها على تطوير آلياتها وبنيتها التحتية وخدماتها التي تقدّمها للعملاء لتحافظ على وضعها بما يليق بمكانة قطر كسوق رئيسي في المنطقة، ومن المتوقع أن تستفيد البورصة مما حققته من إنجازات مهمة العام الماضي لتحقيق نتائج أفضل على صعيد أداء المؤشر وعلى مستوى التداولات العام المقبل. وجاء ارتفاع السوق منذ بداية العام بدعم من عمليات الشراء التي قامت بها المحافظ الأجنبيّة، والتي استهدفت الأسهم القيادية في السوق، ما يؤكد ثقة المستثمرين في السوق رغم الحصار الجائر المفروض على قطر، ويعكس قوة الاقتصاد وثباته وصموده فيه في ظل التوجيهات السديدة للقيادة الحكيمة للدولة. وقال مستثمرون وخبراء: إن بورصة قطر تجاوزت الأزمة الخليجية، محصّنة باقتصاد قوي، بالإضافة إلى السياسة المالية الحكيمة التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الحصار الجائر، لذلك كان من الطبيعي أن يعود السوق بتحرّكات إيجابية نتيجة المشروعات الكبيرة التي تشهدها قطر خلال الفترة الحالية سواء في القطاع العقاري أو غيره من القطاعات، والتي ستستقطب الكثير من الأموال والأيدي العاملة، والتي من شأنها تحريك الاقتصاد نحو الأفضل. وتوقعوا أن تشهد البورصة العام الجديد مزيداً من النشاط،، وعزوا ذلك إلى العديد من المحفّزات التي تتوفر في السوق القطري، وطرح آليات جديدة تساعد على زيادة السيولة بالسوق، بالإضافة إلى توقع إدراج عدد من الشركات للسوق وهو ما يُعزّز من فرص جذب استثمارات إضافية للسوق. مشيرين إلى أن البورصة تضع على رأس أولوياتها خلال العام الجديد زيادة أحجام التداول من خلال تفعيل أدوات جديدة وتطوير وتحديث آليات التداول، بالإضافة إلى تفعيل سوق الشركات المتوسطة والصغيرة، وغيرها من المحفّزات التي تعمل على جذب مزيد من الاستثمارات سواء الداخلية أو الخارجية. المحطات المهمة في 2018 3 إدراجات خلال 2018 «قامكو» يقود التداولات .. ويُدرَج في مؤشر فوتسي شهد العام الحالي 3 إدراجات جديدة في البورصة، تمثل أبرزها في إدراج شركة «قامكو» في نهاية العام الحالي، ما أضاف زخماً حقيقياً للسوق، وساهم هذا الإدراج في عودة المستثمرين القطريين إلى السوق المالي للاستفادة من الفرص الاستثمارية المتميزة لمدخراتهم. وخلال 2018، أطلقت البورصة التداول على أول صندوق للمؤشرات المتداولة - يُعد الأكبر على مستوى الخليج - فيما بدأ التداول على صندوق الريان التابع لمؤشر بورصة قطر الريان الإسلامي (السعري)، ومؤسسة مصرف الريان. واستحوذ سهم «قامكو» على اهتمام المستثمرين في قطر سواء في عملية الاكتتاب أو الإدراج، حيث سجّل الاكتتاب في أسهم الشركة نجاحاً كبيراً، وبلغت نسبة تغطية عملية الاكتتاب 250%، كما استحوذ السهم على النصيب الأكبر من تداولات السوق عند إدراجه في البورصة، وبلغ السعر الافتتاحي لسهم شركة قامكو عند بدء التداول عليه 18 ريالاً، ثم ما لبث أن أخذ السهم اتجاهاً صعودياً ليرتفع إلى مستوى 18.90ريال، ثم ليغلق عند نهاية جلسة التداول عند 13.01 ريال أيضاً، محققاً عائداً قدرة 30% تقريباً خلال اليوم الأول من التداول. وتصدّر سهم «قامكو» نشاط التداول والارتفاعات في البورصة القطرية بأولى جلساته في السوق، بكميات بلغت 23.21 مليون سهم بقيمة 319 مليون ريال، مرتفعاً بواقع 30.1% عند سعر 13.01 ريال. واستحوذ سهم شركة قطر لصناعة الألمنيوم (قامكو) على نحو 67% من سيولة السوق في أولى جلساته ببورصة قطر، حيث بلغ عدد الصفقات التي نفّذت خلال جلسة تداول أمس على أسهم قامكو 21,447 صفقة، وبإجمالي عدد أسهم متداولة بلغ 23,210,318 سهم، وبقيمة تداول إجماليّة بلغت 323,813,409.82 ريال. ونظراً للنشاط الكبير على السهم أعلنت إدارة مؤشر فوتسي راسل عن إدخال شركة قطر لصناعة الألمنيوم «قامكو» كإدخال سريع ضمن مؤشراتها التالية التي تشمل فوتسي أول وورلد، فوتسي قلوبال مد كاب وفوتسي للأسواق الناشئة، وذلك بحسب بيان للبورصة على موقعها الإلكتروني. يشار إلى أنه تم بدء تداول أسهم شركة «قامكو» في بورصة قطر، لتدرج في قطاع الصناعة ليرتفع عدد شركات المساهمة المُدرجة في البورصة إلى 46 شركة. وتم في منتصف العام الحالي إدراج صندوقين استثماريين حيث تم إدراج صندوق مؤشر بورصة قطر “QETF” في بداية مارس 2018، وهو أول صندوق مؤشرات متداول ETFيُدرج في بورصة قطر، والذي يتتبع مؤشر بورصة قطر، والذي يتجاوز في حجمه أي صندوق مؤشرات آخر في دول مجلس التعاون الخليجي وهو من بين الصناديق التي تتمتع بأدنى معدلات نفقات ورسوم إدارية على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسوف يقوم صندوق QETFبتوزيع أرباح سنوية على أصحاب الوحدات على أساس الدخل المستلم من الأوراق المالية الأساسية. كما شهدت بورصة قطر يوم 21 مارس الماضي إدراج صندوق الريان قطر المتداول، والذي يتتبع مؤشر بورصة قطر الريان الإسلامي (السعري) الذي يتألف من الشركات القطرية المُدرجة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ويُعدّ صندوق الريان قطر المتداول أكبر صندوق استثماري إسلامي متداول مُدرج في دولة واحدة، وتتجاوز أصوله الأولية 120 مليون دولار.
مشاركة :