عبدالله بن بيه لـ "الاتحاد": مصائر الشعوب واحدة

  • 1/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن الإمارات تجسد سماحة وتسامح ورحمة الإسلام، على أرض الواقع، مشيراً إلى أن التسامح في الإسلام يشكل ثقافة متكاملة، لها قيمها ومظاهرها ودلالاتها ومجالاتها، واعتبر معاليه أن قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اعتبار 2019 عاماً للتسامح، يأتي انسجاماً مع رؤية الإمارات، القائمة على قيم السماحة والتسامح، في ترسيخ قيم التعددية والمواطنة الشاملة، وتعزيز ثقافة التعايش السعيد، القائم على احترام الكرامة الإنسانية، والخصوصيات الدينية والمجتمعية والثقافية، ويترجم عملياً رؤية وجهود القيادة الرشيدة في خدمة العائلة الإنسانية، التي جسدها مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وأوضح معاليه أن الإسلام يعتبر البشر جميعاً إخوة، ويسد الباب أمام الحروب الكثيرة التي عرفها التاريخ الإنساني بسبب الاختلاف العرقي، والإسلام يعترف للبشر بحقهم في الاختلاف، كما اعترف للآخرين بحقهم في ممارسة دينهم، فسد الباب أمام الحروب الدينية، واعتبر الإسلام الحوار والإقناع الوسيلة المثلى، كما اعتبر الإسلام أصل العلاقة مع الآخرين المسالمة التي تقدم على بساط البرّ والقسط والإقساط، وحدد الإسلام أسباب الحرب بأنها الاعتداء وليس الكفر، وغير ذلك من المعاني النبيلة للتسامح التي تؤطر رؤيتنا في مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وجميع فعالياتنا الأخرى. ونوه معالي عبدالله بن بيه بأن عام «زايد الخير» كان مناسبة متجددة للتنويه بقيم السماحة، والجود والبذل والعمل الإنساني، وستكون السنة الجديدة مناسبة أخرى للتنويه بقيم التسامح، قبول الآخر، والتعايش السعيد والأخوة الإنسانية، في أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة. وذكر معاليه أن التسامح في الإسلام يشكل ثقافة متكاملة، ووصفت الشريعة بها، حيث جاء في الحديث المسند الذي يرويه أحمد وغيره عن أبي أمامة عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «بعثت بالحنيفية السمحة»، أي السهلة الميسرة، وله شاهد من حديث عائشة: «لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة إني أرسلت بحنيفية سمحة»، وعلق عليه ابن القيم: «إنها حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل». وذكره البخاري في جامعه عنواناً بقوله: «باب الدين يسر وقول النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة»، وورد في مصنف عبد الرزاق تفسيره مرفوعاً بأنها الإسلام الواسع، فهذه الأحاديث تعطي للسماحة معنى اليسر والسهولة والسعة مما يدل على رفع الإصر والحرج والبعد عن التشدد. وقال معاليه: إن المنتدى لم يزل منذ محطته التأسيسية يضع نصب عينيه الأفق الإنساني الأرحب، من خلال الوَعْي العميق بدرجة التشابك بين مصائر الشعوب وأوضاعها في سياق العولمة المعاصرة التي أضحت ترجّح المقاربات التشاركية، وتفرض القطع مع المنظور الصدامي الذي يُركِّز على الخصوصيات، ويلغي دوائر المشترك بين بني البشر. وتابع معالي عبدالله بن بيه: عبّرنا عن هذه الإرادة منذ الملتقى التأسيسي مارس 2014، وذكرنا في حينه أننا «نحن نبحث عن أولي بقية من العالم، أولي عقول وتمييز لنكوّن معهم حلف فضول، يدعو إلى السلام»، وصناعة هذه الجبهة الموحّدة بين محبّي الخير والدخول في تحالفات عابرة للثقافات ومتجاوزة لحدود الانتماءات الضيقة من صميم رسالة المنتدى وغاياته الاستراتيجية، وفي هذا الصدد، جاء إعلان مراكش التاريخي في يناير 2016 ليضع الأسس المعرفية لهذا المسعى من خلال الكشف عن المبادئ الكلية للخطاب الإنساني في الإسلام. وذكر معاليه، أن منتدى تعزيز السلم نظم مؤتمر «إعلان واشنطن لتحالف القيم» الذي توج لقاءات قوافل السلام الأميركية التي ضمت عدداً مهما من علماء ورجال أديان العائلة الإبراهيمية، واستضافتها أبوظبي والرباط في 2017، كما شارك المنتدى في فعاليات مؤتمر التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي، وأسهم المنتدى في مؤتمر الحريات الدينية الذي تنظمه وزارة الخارجية الأميركية، وفي مؤتمر السلام في الأديان الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع جامعة أكسفورد، وكان المنتدى شريكاً للمجلس الإسلامي للأديان بسنغافورة في تنظيم المؤتمر الدولي عن القيم الدينية في عالم التعددية. طريق السلام أوضح معالي الشيخ عبدالله بن بيه أن زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى الإمارات في فبراير المقبل، أحد وجوه ثقافة التسامح، وتعد حدثاً مهماً على مستوى العلاقة بين الديانة الإسلامية والمسيحية، وحدث مهم على طريق السلام بين الأديان، فلا سلام في العالم دون سلام بين الأديان، والسلام بين الأديان مهم، حيث إن مما لا شك فيه أن المسيحية والإسلام لهما أهمية كبرى في السلام بين الأديان، وزيارة البابا تندرج في هذا الإطار الإنساني والحضاري، وفي إطارة الدعوة إلى السلام والوئام بين البشرية. ولفت إلى وجود تطور كبير في الحوار بين الدين الإسلامي والمسيحية، والذي تغير في هذه المسألة، أن المسلمين لم يكونوا مهيئين للحوار بسبب العقلية المنغلقة لدى بعض الجماعات جعلتهم لا يدركون أهمية الحوار ولا أدواته، مشيراً إلى أن العالم الإسلامي به مراكز وهيئات مسلمة تقدم عناوين الحوار وجدوله وتقوده بكفاءة مع نظرائهم وشركائهم في الإنسانية. وقال: «نحن نحاور على ثلاثة مستويات الأول حوار على مستوى الديانة الواحدة (حوار بين المسلمين) للوصول إلى تفاهمات بين (المذاهب الإسلامية المختلفة)، وحوار مع مجتمع الديانات القريبة أهل الكتاب وهو الحوار الذي جسده حوار العائلة الإبراهيمية الذي عقد مؤخراً في أبوظبي، (مجتمع الديانة الواحدة)، وحوار بين (مجتمع العائلات الإنسانية)، ولدينا بذلك ثلاث مجتمعات، وبين هذا العائلات الثلاث توجد مشتركات، ونحن نريد تنمية المشتركات، مع الاحتفاظ بها».

مشاركة :