قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية: إن عدد ضحايا العمليات الإرهابية التي هزت مناطق متفرقة حول العالم قد تزايد عن الأسبوع الماضي من نفس الشهر، حيث رصد مؤشر الإرهاب الصادر عن المرصد وقوع (21) عملية إرهابية ضربت (12) دولة، أودت بحياة (266) ضحية بتزايد قدره 58 ضحية عن الأسبوع الماضي ما بين قتيل وجريح.وأضاف: أنه فيما يخص الجماعات الإرهابية الأكثر تنفيذًا للهجمات، فقد رصد المؤشر استمرار نشاط (8) جماعات إرهابية امتدت أعمالها في مناطق وأقاليم مختلفة، وهي: (داعش، طالبان، بوكو حرام، حركة الشباب المجاهدين، قوات التحالف الديمقراطية - هيئة تحرير الشام- قوات دفاع إمبازونيا- جيش محمد). كما كشف المؤشر عن تزايد العمليات الإرهابية التي قُيِّدت ضد مجهول بواقع (6) عمليات، بنسبة 28% من جملة العمليات التي وقعت، بينما حل طالبان في المرتبة الثانية بنسبة 19% وجاء تنظيم داعش ثالثًا بنسبة 14%0وأشار المؤشر، إلى استمرار تصدر أفغانستان قائمة الدول الأكثر تعرضًا للإرهاب بواقع (6) عمليات إرهابية، حيث ركزت التنظيمات التكفيرية على الأهداف المدنية عبر ترويع المواطنين في الشوارع والأسواق والمنشآت العامة، وقد رصد المؤشر أيضًا عودة حركة "طالبان" إلى تنفيذ هجمات إرهابية في منطقة "ناوا" التي كانت قد خضعت تحت سيطرة الحركة لفترةٍ قبل أن تنجح القوات الحكومية في استعادتها منذ ما يقرب من العامين.وذكر المرصد في مؤشره أن الصومال حلت في المرتبة الثانية من حيث عدد العمليات الإرهابية التي قامت بها العناصر التكفيرية هناك، حيث شهدت البلاد (4) عمليات إرهابية، (3) عمليات منها قيِّدت ضد مجهول بينما نفذت حركة الشباب عملية واحدة، ويشير نمط العمليات الإرهابية التي قُيِّدت ضد مجهول إلى تزايد حدة الصراع بين حركة الشباب وعناصر تنظيم داعش هناك، حيث يسعى كلٌّ من التنظيمين إلى السيطرة على الدولة هناك عبر القيام بأكبر عدد من العمليات، مع عدم الرغبة في الظهور حتى يسلم من تتبع الأجهزة الأمنية الصومالية.وشهد المؤشر هذا الأسبوع تزايدَ عدد العمليات الإرهابية التي هزَّت القارة الأفريقية؛ حيث شهدت دول بوركينا فاسو وليبيا والكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى الصومال والكاميرون عمليات إرهابية بواقع عملية واحدة في كل منها؛ مما يشير إلى تصاعد وتيرة الإرهاب داخل دول القارة، التي دخلت حيز اهتمام التنظيميات التكفيرية وأصبحت تمثل منفذًا للهروب إليها، خاصة أن هناك الكثير من دول القارة يعاني من صراعات تجعل منها بيئة حاضنة لظهور مثل هذه التنظيمات، ففي بوركينا فاسو نفذ تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" عملية إرهابية استهدفت فيها عناصر من قوات الجيش البوركيني في المنطقة الحدودية الشرقية مع دول النيجر وبنين وتوجو، التي تشهد حالة من عدم الاستقرار نتيجة لنشاط الجماعات المتطرفة هناك، والذي يلقي بآثاره عليها. وفي كينيا أيضًا تحاول حركة الشباب الصومالية هناك التمدد والتوسع حيث نفذت عملية إرهابية في المنطقة الحدودية مع الصومال استهدفت فيها عناصر من قوات حماية الحدود الكينية، فتشير تقارير إلى أن كينيا باتت محل اهتمام التنظيمات المتطرفة بمختلف أيديولوجياتها؛ مما يعني أنها قد تشهد صراعات في الآونة القادمة.وأوضح المؤشر تراجع العمليات الإرهابية التي شهدتها كلٌّ من سوريا والعراق، حيث شهدت سوريا عملية إرهابية واحدة قام بها تنظيم "هيئة تحرير الشام" ضد عناصر نازحة على طريق باب الهوى بإدلب، كان ضحيتها طفلة في العاشرة من عمرها، مما يؤكد وحشية هذه التنظيمات التي تسعى إلى ترويع الآمنين دون هوادة. ويرتبط تراجع عدد العمليات الإرهابية في سوريا إلى اقتراب الصراع السوري من نهايته، إلا أن هذا التراجع قد يكون نسبيًّا حيث لا يزال هناك نشاط لفلول وبقايا "القاعدة" وتنظيم "داعش" وسيسعيان إلى خلق حالة من الفوضى حتى يمكنهما أن يتعايشا؛ لأن هذه التنظيمات لا يمكنها أن تعيش إلا في حالة من عدم الاستقرار، وهو الأمر الذي ينطبق على العراق فهي وإن شهدت تراجعًا في عدد العمليات الإرهابية لكنها تشهد انتشارًا لفلول من عناصر وبقايا "داعش" خاصة في الموصل، فتشير تقارير إلى أن التنظيم عاد مرة أخرى للظهور في منطقة تلعفر، وفي هذا الأسبوع رصد المؤشر قيام التنظيم بتنفيذ عملية إرهابية باستخدام سيارة مفخخة في سوق شعبي نتج عنها قتل شخصين وإصابة عشرة آخرين، كما سبق أن أشار رئيس الوزراء العراقي "عادل عبد المهدي" أن مسلحي التنظيم يحاولون اختراق البلاد عبر الحدود السورية، وبالاعتداء على القوات العسكرية التي تؤمِّن تلك الحدود المشتركة.واختتم بيان المؤشر حديثَه بالإشارة إلى استمرار تنظيم داعش بإصدار أرقام خيالية عن عملياته الإرهابية، حيث أشار التنظيم عبر صحيفة (النبأ) في العدد (162) إلى تنفيذ التنظيم (58) عملية إرهابية جاء أغلبها في كل من العراق وسوريا، إلا أن وكالات الأنباء والتقارير أشارت إلى أن هذا الأسبوع شهد تراجعًا في عدد العمليات التي نُفِّذت في هاتين الدولتين.
مشاركة :