فن القط العسيري يعزز الترابط الاجتماعي بين النساء في المجتمع السعودي

  • 1/1/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

برعت السيدات فى عسير بالسعودية فى هذا الفن، واعتبر أحد الفنون النسائيّة التقليديّة لزخرفة الجدران الداخليّة للمنازل، وتتخلله زخرفة الجدران الداخليّة وبالتحديد غرف الضيوف، إنه "فن القط العسيري"، الذي تقام ندوة حوله، بدار الأوبرا المصرية غدًا، بعدما تحول الى هواية يمارسها الفنانين والمصممين والمهندسين من الرجال والنساء في المملكة .ويعزز هذا الأسلوب الفنّي الترابط الاجتماعي والتضامن بين النساء في المجتمع، كما أنّ تطبيقه في العديد من المنازل يضمن استمراريّته، وتعدّ المراقبة والممارسة أسلوبين رئيسين لتناقل هذه المعرفة والمهارات الفنية.ويعتبر "فن القط العسيري"، أحد الفنون التجريدية التي نشأت في منطقة عسير في السعودية تقوم به النساء لتزيين بيوتهن، حيث تُختار أنماط هندسية وتصاميم مختلفة متناسبة لإنجاز طبقات فوق بعض تتشكل فيها العديد من الخطوط والرسمات لكل منها مصطلحها الخاص ثم تلون بعدد من الألوان كالأسود والأزرق والأحمر والأصفر، وهو فن تراثي قديم في منطقة عسير جنوبي السعودية، ويختص بزخرفة المنازل من الداخل وتقوم به النساء، مع تولي الرجل مسؤولية بناء وصيانة المنزل من الخارج، فإن سيدة المنزل تتولى زخرفته من الداخل، إذ ترسم أشكالًا متناسقة على جدران الغرفة وفيها ألوانًا براقة وجذابة. كان هذا الفن سببًا في تجمع النساء والمساعدة في رسم الزخارف، وكانت ربة البيت ترسم خطوطًا أولية للزخارف وتضع نقاطًا ملونة تمثل لون كل جزء، لتأتي قريباتها وصديقاتها ليساعدنها في رسم وتلوين الزخارف والأشكال.وتختلف أشكال الزخرفة من منطقة إلى أخرى، ففي بعضها ترسم النسوة زخرفات بأشكال كبيرة، وفي أخرى يرسمن أشكالا ناعمة ذات تفاصيل دقيقة، وكان في السابق الألوان المستخدمة، تستخلص من لحاء الشجر ومن الورود والحشائش وكذلك من أنواع من الحجر والفحم، بينما يستخدم شعر ذيل الماعز أو الأغصان كأداة للتلوين.ونجحت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث إلى جانب المندوبية الدائمة للمملكة في "اليونسكو" ووزارة الثقافة والإعلام على إنجاز ملف "القط العسيري" المقدم لـ"اليونسكو" الذي تم بموجبه اعتماده ضمن التراث العالمي غير المادي.وارتبط فن"القط" بالجانب السياحي في منطقة عسير بشكل كبير، حيث أعيد لذاكرة المجتمع من خلال لوحات جدارية نفذتها سيدات اشتهرن بهذا الفن في بعض المواقع السياحية والفنادق من أشهرها ما نفذته فاطمة أبو قحاص، ثم تطور الاهتمام إلى تنظيم دورات فنية متخصصة في فن "القط" شاركت فيها عشرات الفتيات المهتمات بالفنون، ومنها دورات نظمتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة في برنامج الحرف والصناعات اليدوية "بارع" والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، بالتعاون مع إحدى المؤسسات الفنية البريطانية المهتمة بالفنون التقليدية للشعوب، حيث كان الهدف منها تسويق منتجات فنية تعتمد على تشيكلات" القط" وإيصالها إلى الأسواق العالمية ، وهو ما تعمل عليه حاليا الهيئة والمؤسسة البريطانية.

مشاركة :