محللون يستبعدون عودة الانخفاضات الحادة في أسعار النفط في الفترة الراهنة

  • 2/6/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد سوق النفط الخام في العالم حالة من التقلبات السعرية بعد ارتفاعات متتالية ناتجة عن تقلص الإنتاج الأمريكي، إلا أن وصول المخزونات إلى مستويات قياسية دفع السوق إلى الهبوط مرة أخرى، فيما واصلت سلة "أوبك" ارتفاعاتها واستمرت الفجوة بين العرض والطلب بنحو مليوني برميل يوميا. ويقول لـ "الاقتصادية" الدكتور إبراهيم عزت رجل الأعمال، "إن سوق النفط حاليا تشهد نوعا من التقلبات السعرية وهذا أمر طبيعي بعد موجات الخسائر الحادة التي تعرضت لها خلال الشهور الماضية"، مشيرا إلى أن عمليات التعافي والتصحيح السعري ستأخذ وقتا، ولكن العودة إلى الانخفاضات الحادة أصبحت أمرا مستبعدا في الفترة الراهنة. وأوضح عزت أن الأيام الماضية شهدت ارتفاعات متتالية بعد تقلص الإنتاج الصخري إلا أن الأنباء عن وصول المخزونات الأمريكية إلى مستويات قياسية دفعت السوق إلى الهبوط مرة أخرى. ولفت عزت إلى أن الخام الأمريكي هبط بنسبة 9 في المائة أول أمس مسجلا إحدى أكبر خساراته على الإطلاق بعد أن قطعت مخزونات قياسية مرتفعة من الخام في الولايات المتحدة سلسلة ارتفاعات استمرت أربعة أيام حيث كانت الأسعار قد صعدت بنحو 19 في المائة من أدنى مستوياتها في نحو ست سنوات. وأشار عزت إلى أن التقارير الاقتصادية تقدر أن المعروض العالمي من النفط يتجاوز الطلب بما يراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا وهو ما يدفع الأسعار إلى الهبوط على الرغم من وجود عديد من العوامل الإيجابية التي أدت إلى تحسن نسبي في الفترة الماضية ومنها تقلص إنتاج الدول غير الأعضاء فى منظمة أوبك خاصة أمريكا وروسيا. من جهتها، تؤكد لـ "الاقتصادية"، بيتيا إيشيفا المحللة البلغارية، أن استقرار إنتاج العراق وليبيا من الممكن أن يسهم كثيراً فى استقرار الإنتاج ويقوي مركز "أوبك" الإنتاجي بشكل كبير، مشيرة إلى أن التحسن السعري قادم بعد أن بلغ الانخفاض مستوياته القصوى. وأضافت إيشيفا أن "بغداد تسعى إلى التعافي الاقتصادي والإنتاجي حيث زادت إنتاجها بالفعل وفق إحصائيات الشهر الماضي وهو ما تسبب في تجاوز سقف إنتاج "أوبك" وهو 30 مليون برميل يوميا بهامش ضئيل، ما يعني أن أعضاء المنظمة يدافعون بقوة عن حصصهم السوقية". وأشارت المحللة البلغارية، إلى أن العراق تتبنى سياسات نفطية لا تعتمد فقط على تصدير الخام، فقد أكد عادل عبد المهدي وزير النفط العراقي أن وزارته تطمح لتعظيم الاستثمار في مجالي تكرير النفط وصناعة البتروكيمياويات. وأوضحت إيشيفا أن ليبيا أيضا تحاول استعادة مستويات إنتاجها السابقة بعدما تعرضت لتراجعات حادة بسبب غياب الاستقرار والأمن الذي أدى إلى وقوع اعتداءات مستمرة على الموانئ النفطية، مشيرة إلى سعيها لزيادة إنتاجها النفطي، بعد أن وجدت إقبالا على شراء النفط الليبي حيث وصل الإنتاج الحالي إلى نحو 170 ألف برميل يومياً، لافتة إلى أن شهر كانون الثاني (يناير) الماضي شهد تصدير نحو ثلاثة ملايين برميل ونصف وفي الشهر الحالي سيصل الإنتاج إلي خمسة ملايين برميل. من جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، ريتشارد أنسور رئيس منظمة اليورومنى المالية الدولية، "إن الاقتصاد الأوروبي لم يستفد حتى الآن من التراجعات السابقة والحادة في أسعار النفط الخام بسبب التباطؤ الاقتصادي في عديد من الدول خاصة في شرق أوروبا التي ما زالت تقوم بإصلاحات مالية وهيكلية". وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية خفضت توقعاتها حول التضخم في منطقة اليورو للعام الحالي، معلنة أن القراءة الجديدة ستكون سلبية، متوقعة حدوث انكماش في الاقتصاد بنسبة 0.1 في المائة. وأوضح أنسور أن التوقعات الجديدة تؤكد أن نمو التضخم سيتسارع في عام 2016 ليبلغ 1.3 في المائة بينما التوقعات السابقة أشارت إلى مستوى 1.6 في المائة، وأن تقرير المفوضية الأوروبية يشير إلى أن التضخم في منطقة اليورو ارتفع في نهاية العام الماضي على خلفية هبوط أسعار النفط عالميا. وشدد رئيس منظمة اليورومني على أهمية تطوير سياسات الطاقة على المستوى الدولي واستيعاب المتغيرات الجارية وحسن إدارتها والتعامل معها والعمل على استقرار السوق وتقليل الفجوة بين العرض والطلب من خلال تحفيز نمو الطلب في المرحلة الحالية مع العمل على إعادة ثقة المستهلكين والمستثمرين في السوق وتأمين إمدادات الطاقة إلى كل الدول وتجنيب تأثير الصراعات السياسية في وضع الطاقة في العالم. على صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس صوب 55 دولارا للبرميل لتتعافى من بعض خسائر الجلسة السابقة بعد أن خطت الصين خطوات لضخ السيولة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم على الرغم من أن متعاملين ومحللين قالوا إن آفاق النفط تبدو ضعيفة. وأوقف الخام موجة صعود استمرت أربع جلسات أمس الأول حينما أعلنت الحكومة الأمريكية زيادة مخزونات النفط 6.3 مليون برميل مرتفعة للأسبوع الرابع على التوالي لتصل إلى مستوى قياسي. وتلقت السوق دعما من التفاؤل حيال خطوات أعلنها البنك المركزي الصيني لضخ سيولة جديدة من شأنها أن تحفز الطلب على الطاقة في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة. وارتفع سعر مزيج برنت 83 سنتا إلى 54.99 دولار للبرميل بعد نزوله أكثر من دولار في وقت سابق، وهبط سعر الخام في العقود الآجلة 5.5 في المائة عند التسوية أول أمس. وقال كارستن فريتش المحلل لدى "كوميرتس بنك"، "إننا سنحتاج إلى بعض الوقت قبل أن نرى اتجاها عكسيا مستمرا في أسعار النفط، وليس هناك أساس لانتعاش مستمر في الوقت الحالي". ولا تزال السوق هشة جدا، فقد بدأت الأسعار في الصعود الأسبوع الماضي من أدنى مستوياتها في ست سنوات، وهو ما يرجع جزئيا إلى تراجع أنشطة الحفر الأمريكية، الأمر الذي قد يكبح النمو السريع في إنتاج النفط الصخري.

مشاركة :