كابل: «الشرق الأوسط» أطلق وزير المالية الأفغاني السابق أشرف غني أمس حملته للانتخابات الرئاسية المقررة ربيع العام المقبل ليصبح أول شخصية سياسية بارزة تترشح لهذا الاقتراع. وأكد غني أنه سيشارك في الانتخابات لخلافة الرئيس الحالي حميد كرزاي مع انسحاب قوات الحلف الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة في 2014، وفي الوقت الذي يسعى فيه المسؤولون للتوصل إلى اتفاق سلام مع مسلحي طالبان. وقال على حسابه في موقع «تويتر»: «إنني عازم على أن أكون مرشحا للانتخابات الرئاسية المقبلة». وأوضح أنه استقال من مهامه كرئيس للجنة الانتقالية، وهي هيئة حكومية مكلفة بالإشراف على المرحلة الانتقالية في أفغانستان وانسحاب قوات الحلف الأطلسي. كما أكد أحد المقربين منه، طالبا عدم ذكر اسمه، أنه «سيشارك في الانتخابات، وسيكون من أبرز المرشحين». ولد غني في ولاية لوغار القريبة من كابل عام 1949 وقد ترشح للانتخابات الرئاسية السابقة في 2009 وحل في المرتبة الرابعة في الجولة الأولى وحصل على 2.94 في المائة من الأصوات، متأخرا جدا عن الفائز الرئيس حميد كرزاي الذي أعيد انتخابه حينها. يعرف غني بشخصيته الحادة وسرعة غضبه، ودرس في جامعة كولومبيا وجامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة قبل أن ينضم إلى البنك الدولي. وشغل بعد ذلك منصب وزير المالية في أفغانستان من 2002 إلى 2004. وهو ينحدر من الباشتون، أكبر جماعة عرقية في أفغانستان، إلا أنه ليس وجيها قبليا وقاعدته الانتخابية ضيقة. وينظر إلى الانتخابات التي ستجري في الخامس من أبريل (نيسان) 2014 على أنها اختبار للتقدم الذي تم إحرازه في أفغانستان بعد المساعدات العسكرية والمدنية الدولية الهائلة التي تلقاها البلد طوال 13 عاما. وستشكل هذه الانتخابات أول انتقال ديمقراطي للسلطة في أفغانستان مع حظر ترشح كرزاي للمرة الثالثة فيها. وشابت الانتخابات السابقة التي جرت عام 2009 اتهامات بالتزوير وأعمال العنف، وتواجه السلطات تحديا صعبا في تنظيم انتخابات سلمية وضمان فرز الأصوات بشفافية. ووعد كرزاي بعدم دعم أي مرشح وقال إنه يعتبر أن إجراء انتخابات تحظى بالمصداقية جزء مهم من رصيده. وبلغت المناورات السياسية الخفية في كابل مرحلة حاسمة قبل المهلة النهائية للترشح في 6 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إلا أنه لم تتضح بعد قائمة المرشحين للانتخابات. وأعلن باسم الله شير زعيم حزب «وفاق ميلي» (الوحدة الوطنية) الأسبوع الماضي ترشحه للانتخابات الرئاسية لكنه لا يبدو قادرا على حشد ما يكفي من القوى ليتطلع إلى دور كبير في الاقتراع. وفي حين يعتبر غني حتى الآن أول مرشح ذي أهمية، تتردد بانتظام أسماء عدة كمرشحين محتملين مثل عبد الله عبد الله نائب كرزاي في 2009 وزعيم الحرب السابق عبد رب الرسول سياف وزلماي رسول وزير الخارجية الحالي. وستجري الانتخابات الرئاسية في ظل شكوك زادتها أعمال العنف المستمرة في البلاد وانسحاب معظم الجنود الـ87 ألفا لحلف شمال الأطلسي. وتوعدت حركة طالبان بتكثيف هجماتها قبل الانسحاب المقرر لقوات الحلف الأطلسي بنهاية العام المقبل، كما وصف زعيم الحركة الملا عمر تلك الانتخابات بأنها «مضيعة للوقت». وفي الانتخابات السابقة دعت طالبان الأفغان إلى مقاطعة التصويت وأرسلت مقاتليها لإغلاق الطرق المؤدية إلى مراكز الاقتراع واستهدفت مرشحين وناشطين. وأمس، قال مسؤولون أفغان إن قوات الأمن استعادت منطقة نائية في إقليم باداخشان الشمالي كانت حركة طالبان استولت عليها الأحد الماضي. وقال المتحدث باسم الإقليم، عبد المعروف راسخ، إن قوات الأمن شنت عملية في المنطقة وتمكنت بعد قتال دام ثماني ساعات من دفع المسلحين إلى «التقهقر» والفرار إلى إقليم نورستان المجاور. لكن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، فند على صفحته على موقع «تويتر» هذه الأنباء وقال إن «منطقة كيران وا مونغان الهامة لا تزال تحت سيطرة المجاهدين».
مشاركة :