نيويورك (الولايات المتحدة) – يشكل تعزيز عملاق التجارة الإلكترونية الأميركي أمازون رهانه على زيادة متاجر سلسلة وول فود، تحدّيا كبيرا يقول المختصون إنه يأتي في مرحلة حرجة لمحلات السوبرماركت التقليدية الأميركية. وفجّرت أمازون مفاجأة كبيرة في قطاع الصناعات الغذائية العام الماضي بالاستحواذ على هذه السلسلة الشهيرة في صفقة هي الأكبر للمجموعة الأميركية بلغت 13.7 مليار دولار. وارتفع سهم أمازون قبل يوم من العام الجديد بنحو 1.4 بالمئة بعد أنباء عن اعتزامها توسيع شبكة متاجر وول فودز التابعة لها في الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الشركة تعتزم افتتاح فروع جديدة لسلسلة متاجر المنتجات الغذائية العضوية التابعة لها في الضواحي وغيرها من المناطق التي يزيد فيها الطلب على سلسلة المتاجر. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله، إن التوسع سيتيح استفادة المزيد من زبائن أمازون من خدمة “برايم ناو” التي تتيح توصيل المشتريات خلال ساعتين فقط.وأشارت وكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية إلى أن قيمة سوق المتاجر التقليدية الأميركية وصلت إلى 840 مليار دولار سنويا منذ استحواذ أمازون على سلسلة وول فودز. ويؤكد جيف بيزوس، المؤسس والرئيس التنفيذي لأمازون، أن ملايين الأشخاص يحبون هول فودز لأنها تقدم الغذاء الطبيعي والعضوي الأفضل وتجعل من التغذية الصحية أمرا مسليا. وتعتمد أمازون على التخفيضات لجذب زبائن خدمتها “برايم” إلى متاجر سلسلة وول فودز الحقيقية في المدن الأميركية. وتتيح خدمة التسوق الإلكتروني “برايم ناو” للمستخدمين تسلم مشترياتهم من متاجر وول فودز في أكثر من 60 مدينة أميركية خلال ساعة واحدة تقريبا. وتخطط أمازون لتوسيع خدمة التوصيل والتسويق الإلكتروني لتشمل جميع فروع سلسلة وول فودز التي تضم أكثر من 400 فرع في الولايات المتحدة. وبحسب مؤسسة يو.بي.إس للاستشارات، فإن عدد زبائن خدمة أمازون برايم، الذين يشترون منتجات البقالة عبر الإنترنت مرة واحدة في الشهر تقريبا خلال العام الماضي هو أقل من العدد المسجل في العام 2017 رغم استثمارات عملاق التجارة الالكترونية في سلسلة وول فودز.وشهد سوق البقالة الأميركي وصول متاجر ألمانية تعتمد سياسات أسعار مخفضة من شأنها أن تشكل ضغوطا على هوامش أرباح المتاجر الأميركية، وفق نيل سوندرز من غلوبال داتا. وفي العام الماضي، دشّنت سلستا ليدل والدي سلسلة متاجر لهما في الولايات المتحدة بعضها في المناطق الداخلية الأميركية، المعقل التقليدي للأسماء المحلية. وبدأت تلك المحلات في خوض سوق البيع عبر الإنترنت لسد ثغرة الفارق الهائل مع أمازون، وبات عليها بالتالي الدفاع عن مواقعها في حين تواجه تراجعا كبيرا في المبيعات. وقد أعلن 20 محل سوبرماركت إفلاسه في السنوات الثلاث الماضية. ويقول فيرغر ماكيفت الخبير لدى كانتار وورلد بانل إن أمازون عازمة بقوة على اكتساح سوق المواد الغذائية على ما يبدو، حيث تتمتع مجموعة مثل هول فودز بعناصر عدة أساسية كان يفتقد إليها عملاق الإنترنت. ويتوقع أن تعيد أمازون تشكيل القطاع الذي تملك وول مارت 14.5 بالمئة من حصص السوق فيه وكروغر 7.2 بالمئة والبرتسونس 4.5 بالمئة وساوث إيسترن غروسرز 3.9 بالمئة وايهولد ديليز 3.2 بالمئة وكوستكو 2.4 بالمئة وبابليكس 2.25 بالمئة وتارغت 2.1 بالمئة. وقبل شرائها لهول فودز كان حضور أمازون في قطاع الصناعات الغذائية ضعيفا، فقد أطلقت المجموعة في 2007 خدمة أمازون فريش لتوزيع مواد غذائية طازجة، كما أنها اختبرت منذ فترة أمازون غو، وهو عبارة عن متجر فعلي دون موظفين على الصناديق في سياتل.
مشاركة :