حذر عدد من الأطباء الأخصائيين بالسكر العاملين بمجمع السلمانية الطبي من المضاعفات الخطيرة للقدم السكرية اللتي تنتهي بالبتر بين مرضى السكر في البحرين، المتمثلة في الإصابة بالغريرينا المتقدمة التي يصاب بها مريض السكري.وبيّنوا أن القدم السكرية هو مرض يصيب مرضى السكري ترافقه بعض الأعراض المرضية في القدم تبدأ عادة بتورم أو قروح وجروح تصاب بها قدم المريض، معللين أن هناك عدة أسباب لإصابة مرضى السكري بالقدم السكرية من أهمها الاعتلال ألعصبي أو قصور الدورة الدموية، أو الالتهابات الجرثومية التي تصيب مرض السكري بعد سنين من الإصابة بالسكري، مشيرين أنها حالة طبية تتعرض فيها قدم مريض السكري للأضرار في تركيبها أو وظيفتها أو الاثنين نتيجة إصابة صاحبها بمرض السكري.وحول الحذاء الذي يجب على مريض السكري أن يرتديه لتجنّب الإصابة بالقروح والتي تؤدي في أكثر الأحيان الى مضاعفات قد تؤدي للبتر، ذكر استشاري الأمراض الباطنية والسكر بمستشفى النور التخصصي الدكتور أسعد الدفترانه يجب أن يكون الحذاء واسعًا، وصندوق الأصابع مرتفعًا حتى لا يحدث احتكاك مع الأصابع، ويكون الحذاء مغلقًا بطريقة اللصق، بحيث يستوعب القدم حال وأن يمنع حالات الانزلاق والسقوط التي قد يتعرض اليها مريض السكري وخصوصًا كبار السن من المرضى.وأكد الدفتر بأن مرض السكري في مملكة البحرين يعتبر تحديًا للقائمين على الرعاية الصحية لارتفاع نسبة الاصابه فيه سنويًا، وذلك لأن البحرين تقع في منطقة يعاني سكانها من استعداد وراثي مسبق لمتلازمة أيضية تجعلهم معرّضين بشكل خاص للإصابة بالسكري.وقال الدفتر، إن مرض السكري يعتبر ظاهرة متفشّية عالميًا، لافتًا إلى أن آخر إحصائيات الموثقة لنسب الإصابة في المملكة بالنوع الأول من القدم السكرى تشكل 60% من الحالات القدم السكري في حين أن نوع الالتهاب الميكروبي يمثل حوالي 40%، مشددًا على أن تجنّب البتر يكمن في اكتشاف الإصابة في المراحل الأولى من المرض حتى يتمكن الطبيب والمختص من علاجه وشفاؤه بتقليل المضاعفات الناتجة عن السكر، وتوسيع الشرايين، وتركيب الدعامات في الحالات التي بها قصور في الشرايين، والتي تمنع تحول الحالة الى مرحلة الغرغرينا التي قد تؤدي الى البتر مستقبلاً.وأوضح بأن خطة علاج القدم السكري تعتمد أولاً على السيطرة والتحكم بمعدلات السكر وضغط الدم والدهون ومن المهم أن يسيطر مريض السكري على نسبة السكر حتى تعود حول معدلها الطبيعي، مع معالجة الأمراض المصاحبة، ويجب على مريض السكري تخفيف الضغط على القدم والتي تعتبر من أهم خطوات العلاج، حيث يجب على المريض أن يتيح فرصة لالتئام الجرح أو القرح الذي عادة ما يصاب به في قدمه قبل أن يعاود السير عليها، وأن يتأكد الطبيب المعالج والمريض من استمرار الدورة الدموية بصورة طبيعية، وذلك بإزالة انسداد الأوعية الدموية مثلا، أو تحسين سريان الدم في القدمين، وذلك من خلال الأدوية أو بالتدخل الجراحي، ومعلجة الالتهابات بتعاطي المضادات الحيوية التي يصب عملها بالقضاء على الالتهاب وبمدة زمنية محددة للعلاج، مع متابعة تنظيف وتضميد التقرحات أو الجروح في القدم كل يوم، موضحًا أن تثقيف وتوعية مريض السكري بطرق العلاج والوقاية من مشاكل القدم، وتزويده بمعرفة تامة بخطورة مضاعفات القدم السكرية على حياته ومستقبله.وأوضح الدفتر، أن نوعين من الإصابة بالقدم السكرى، أحدهما ناتج عن التهابات على سطح الجلد، أو قروح نتيجة خشونة الجلد بالقدمين، وحدوث قرحة عصبية نتيجة التهاب الأعصاب، بينما ينتج النوع الثانى من القدم السكرى عن إصابات يتسبب فيها قصور شرايين القدم، ومبينًا أن سبب الإصابة بالنوع الأول من التهابات القدم السكري هو وجود فطريات بين الأصابع تؤدي الى اصابات بكتيرية تؤدي إلي حدوث التهاب وخراج في القدم، مشيرًا ان الفحص الطبي للمريض والأعراض المصاحبة هي التي تحد نوع الاصابة بالنوع الأول أو الثاني، مشددًا أنه يجب فحص المريض للتأكد من وجود دورة دموية جيدة بالقدمين إكلينيكيًا، وفحص المريض وبيّن الدفتر، أما النوع الثانى من القدم السكرية فهو ينتج عن وجود إصابات سطحية بسبب جرح في أصابع القدم يؤدي إلي عدم وجود دورة دموية كاملة تسمح بالتئام الجروح، وقد ينتهي الأمر أحيانًا بحدوث غرغرينا بالقدم، قد تكون سببًا لبتر القدم. بجهاز الدوبلر، لعمل مقياس لضخ الدم بالقدم.وأكد زميل الكلية الملكية للأطباء في لندن، الاستشاري أسعد الدفتر، الضرورة إلى تعزيز الوعي العام والتدريب المتخصص فيما يتعلق بالمضاعفات الخطيرة المرتبطة بمرض السكري، وذلك لتجنّب اللجوء إلى بتر الأطراف وما له من تأثيرات سلبية على المرضى وعائلاتهم، وإطلاق برامج تعليمية متخصصة في هذا الجانب تركز على التعليم الطبي المستمر لرفع مستويات الرعاية المقدمة لمرضى القدم السكري.
مشاركة :