الدار البيضاء: لحسن مقنع دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس منطقة «ميدبارك» الصناعية الحرة المتخصصة في صناعات الطيران والفضاء والأنشطة المرتبطة بها. وتقع المنطقة على مساحة 125 هكتارا في منطقة النواصر جنوب الدار البيضاء، غير بعيد عن مطار محمد الخامس وميناء الدار البيضاء. وكلفت تهيئة المنطقة 888 مليون درهم (108 ملايين دولار)، وتوفر عرضا عقارية متنوعا للمستثمرين انطلاقا من بقع أرضية فارغة إلى منشآت صناعية منتهية ومعدة للاستعمال، إضافة إلى فضاءات مكتبية وإدارية. وجرى أمس تدشين الشطر الأول من المنطقة الصناعية ومساحته 63 هكتارا بحضور مسؤولي مئات الشركات الصناعية عبر العالم، الذين يشاركون في المنتدى الدولي لصناعة الطيران والصناعات الفضائية، الذي يقام في الدار البيضاء من 30 سبتمبر (أيلول) الجاري إلى 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وخلال حفل التدشين تسلمت مجموعة «بومبارديي» الكندية مصانعها الجديدة في منطقة ميدبارك، لتكون بذلك أول شركة تبدأ نشاطها في هذه المنطقة. وأطلقت «بومبارديي» نشاطها في المغرب في فبراير (شباط) الماضي في مصنع مؤقت في انتظار تسلم مصنعها الجديد الذي يقع على مساحة خمسة هكتارات في منطقة ميدبارك، وكلف إنشاؤه 200 مليون دولار. ويرتقب أن يعطي انطلاق تشغيل مصنع «بومبارديي» الجديد دفعة قوية لقطاع صناعة الطائرات في المغرب. كما جرى التوقيع على أربع اتفاقيات استثمار جديدة مع متعهدين ومجهزين متخصصين في مجالات الصيانة وتصنيع وضبط وتركيب المكونات الكهربائية والميكانيكية التي تدخل في صناعة الطائرات، وذلك بقيمة 120 مليون درهم (15 مليون دولار)، والتي ستستفيد من دعم مالي لصندوق الحسن الثاني بمعدل 10 في المائة من قيمة الاستثمار. ويشكل تدشين منطقة «ميدبارك» الصناعية الحرة طفرة جديدة في مخطط تنمية صناعة الطيران في المغرب، والتي عرفت توسعا قويا مند سنة 2009. فقد أصبح القطاع يضم 105 شركات، بينها 72 شركة فرنسية و21 شركة مغربية. وتمكن من استقطاب الكثير من الأسماء الكبرى في عالم صناعات الطيران عبر العالم، منها بوينغ، وسافران، وكروزيت، وبيستون، وداهير، ويوريو، وباتيي، وإيادز، وأخيرا بومبارديي. ويتطلع المغرب إلى استقطاب مزيد من الأسماء، خاصة إيرباص الأوروبية، وأمبراير البرازيلية. وعرف القطاع نموا بمعدل 17 في المائة في السنة مند 2009، وبلغ حجم صادراته خلال العام الماضي 6.4 مليار درهم (781 مليون دولار). ويتوقع ارتفاع معدل نموه إلى 25 في المائة مع انطلاق نشاط «بومارديي». ولمواكبة نمو القطاع وضع المغرب نظاما تحفيزيا على الاستثمار فيه، فبالإضافة إلى العرض العقاري جرى إحداث معهد متخصص في تكوين العمالة في الدار البيضاء مند سنة 2011، وجرت مضاعفة قدراته الاستيعابية أخيرا مع ارتفاع الطلب لتصل إلى 1200 شخص في السنة. وتمنح الحكومة للشركات المستثمرة مساعدة مالية لتكوين العمالة تصل إلى ستة آلاف درهم (732 دولارا) للشخص. كما تمنح الحكومة إعانة مالية للاستثمار تصل إلى نسبة 15 في المائة من قيمة الاستثمار في حدود 30 مليون درهم (3.7 مليون دولار). وجرى خلال تدشين المنطقة الصناعية المتخصصة أمس الإعلان عن إنشاء صندوق استثمار موجه لتمويل المشاريع المرتبطة بصناعات الطيران والفضاء في المغرب. وبالموازاة مع افتتاح المنطقة الصناعية الجديدة ينظم المغرب خلال اليومين المقبلين المنتدى الدولي لصناعات الطيران والفضاء، والذي يشارك فيه زهاء 900 مسؤول يمثلون الشركات الصناعية المتخصصة عبر العالم. وخلال المنتدى ستنظم لقاءات أعمال ثنائية من أجل بحث فرص الأعمال والاستثمار التي يوفرها القطاع المغربي الناشئ لصناعات الطيران والفضاء.
مشاركة :