أطول رحلة طيران في العالم من سنغافورة إلى نيويورك في 17 ساعة

  • 1/2/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد رحلة تستغرق17 ساعة، تهبط الطائرة إيرباص طراز «A900 - 350» في نيويورك بعد خمس ساعات فقط بسبب فارق التوقيت مع بزوغ الفجر. ولا تقطع أي طائرة ركاب أخرى في رحلة واحدة نفس عدد الكيلومترات التي تقطعها الرحلة «SQ22» التابعة للخطوط السنغافورية، والتي تقلع من سنغافورة، حيث تقطع مسافة 300‏15 كيلومتر. وبعد منتصف الليل بقليل، يجلس 161 مسافرا أمام البوابة «A15» بمطار سنغافورة، يتثاءبون ويكاد النوم يغلبهم، وهم ينتظرون السماح لهم بركوب الطائرة. ولن يتدافع الركاب إلى داخل الطائرة، حيث إن عددهم قليل نسبيا بالنسبة لرحلة طويلة مثل هذه.وفي درجة رجال الأعمال، يقوم المضيفون بلطف بأخذ معاطف الركاب، وهم يمرون جيئة وذهابا، ويقدمون لهم المشروبات وعصير البرتقال.ويختلف الحال في الدرجة السياحية، حيث لا يزال هناك بعض من ضجة، ولكن ينتهي الأمر بجميع الركاب بالجلوس في مقاعدهم. ويتم تشغيل المحركات، ثم تتجه الطائرة صوب مدرج الطائرات من أجل الإقلاع، يذهب العديد من الركاب في نوم عميق.ويتناول آخرون ما يُهوِّن عليهم رحلتهم الطويلة، والطائرة مُعدّة جيدا، بـ100 لتر من النبيذ والشمبانيا، أي ما يعادلأكثر من نصف لتر لكل راكب.وتستخدم شركة الخطوط الجوية السنغافورية، التي بدأت تسيير أولى هذه الرحلات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تكتيكا في الطيران يعتمد على الرياح المواتية وعدم حمل كثير من الوزن، ومن هنا يأتي العدد المنخفض للركاب.يشار إلى أن خزان الطائرة إيرباص «A350 «أو»A380» لن يكفي عادة للطيران لمنتصف رحلة حول العالم، من دون توقف.وقدمت الخطوط السنغافورية في الفترة بين عامي 2004 و2013. نفس الرحلة ولكن على متن طائرة إيرباص «A340»، وهي مزودة بأربعة محركات، وتستخدم كميات وقود أكثر بكثير. ولكن بسبب الكمية الكبيرة من الوقود، وارتفاع تكلفته، لم تعد الرحلة تحقق أرباحا.أما الآن، فقد طرحت الشركة فكرة جديدة، وهي رحلة طيران توفر الدرجة السياحية، ودرجة رجال الأعمال، بدلا من الثانية فقط، وذلك على متن طائرة إيرباص «A350 «الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود.وفي منتصف الطريق، يكون معظم الركاب في الدرجة السياحية الممتازة قد حاولوا أن يخلدوا إلى النوم، وقليل منهم من يحالفه الحظ في ذلك. ويختلف الحال في درجة رجال الأعمال، حيث من الممكن فرد المقاعد لتتحول إلى مسطحة تماما.وقبل نحو ثلاث ساعات من هبوط الطائرة، يكون معظم الركاب قد تلقوا وجبتهم الثالثة على متن الرحلة، وذلك رغم وجود وجبات خفيفة بين الوجبات الثلاث، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.وفي درجة رجال الأعمال، حيث يتم وضع مفارش مائدة بيضاء، يستمتع الركاب في البداية بطبق «ساتيه الدجاج» الآسيوي الشهير، متبوعا بالطبق الرئيسي الذي يحددونه مسبقا، والذي يشمل شرائح اللحم أو شعيرية الأرز.وينتظر الركاب عبثا من أجل تناول الإفطار، وقبل نحو ساعة من هبوط الطائرة، يتم تقديم عدد قليل من القهوة. ولكن بسبب الفارق الزمني والارتباك ما بين النهار والليل، يختار معظم الركاب تناول المشروبات الكحولية.ويسأل أحد الركاب مضيفة ما إذا كانت الرحلة أكثر إرهاقا من غيرها. فتجيبه: «لا... لا يوجد فرق بين 12 أو 18 ساعة. فنحن لدينا نفس المهام، هناك فقط المزيد من الوقت للقيام بها». ولكنها تقر بأن عدساتها اللاصقة تتأثر بعد قضاء أكثر من 14 ساعة في الهواء الجاف، على متن الطائرة. ويشار إلى أن الطائرة إيرباص «A350 «تعتبر ضيقة، ويتطلب طاقم العمل على متنها المزيد من الخبرة والتدريب الخاص. وقبل ساعة من الهبوط، تبدأ الطائرة الإشارة إلى شروق الشمس باستخدام نظام إضاءة خاص، ثم يرتفع غطاء النوافذ، ليبدأ النهار.وفي تمام الساعة الخامسة صباحا، تهبط الطائرة برفق بعدما قطعت رحلة استغرقت 16 ساعة و50 دقيقة، وربما يزيد زمن الرحلة، أول يقل، بنحو ساعتين، بحسب الظروف.وتعتزم شركة طيران «كانتاس» الأسترالية الرسمية، تقديم رحلة طيران مباشرة من سيدني إلى لندن، وهي مسافة تمتد لنحو 17 ألف كيلومتر. وفي هذا الصباح الباكر في نيويورك، يغادر الركاب الطائرة وقد نال منهم التعب والإجهاد، ولكنهم يشعرون بالبهجة رغم ذلك. وسواء استغرقت الرحلة 12 أو17 ساعة، يبدو أن معظم الناس يعتقدون أنه أمر لا يهم، حيث إن معظمهم لا يستطيع النوم على أي حال. ورغم ذلك كله، كانت رحلة مريحة.

مشاركة :