دبي:مصعب الفكي «الحلم تحقق».. عبارة بدأ بها أوير مابيل مهاجم المنتخب الأسترالي لكرة القدم حديثه ل «الخليج الرياضي» عقب مباراة عمان الودية التي فاز بها منتخب «الكانغارو» بنتيجة 5-0، وسجل أوير أحد الأهداف في الشوط الأول، وستكون المشاركة في بطولة كأس آسيا التي تنطلق السبت هي الأولى له بقميص المنتخب. لم يكن طريق أوير «23 عاماً» سهلاً لتحقيق حلمه بتمثيل أستراليا، فقد كان عليه تحمل الكثير للوصول إلى ما هو عليه، فقد وُلد في معسكر كاوكوما للاجئين في شمال غرب كينيا، من أبوين من جنوب السودان فرا إلى كينيا هرباً من الحرب في ذلك الوقت، وعاش أوير في المعسكر حتى سن الحادية عشرة، قبل أن يعاد توطين الأسرة في أستراليا عام 2006، وكان قبلها في عام 2002 أعيد توطين شقيقه بول في الولايات المتحدة الأمريكية مع مجموعة من الأطفال التائهين، لكن الأخير انضم لأسرته لاحقاً في أستراليا. ويحكي أوير لاعب «متيولاند» الدنماركي عن تلك الفترة في كاوكوما: كنت فقط أود لعب كرة القدم، كنا نصنع الكرات بأيدينا، لم يكن لدينا كرات، ولقد لعبنا كرة القدم حفاة القدمين على أكثر الأرضيات صعوبة في العالم، وفي طقس حار ومغبر، كنا سعداء رغم كل ذلك، وكنا نحلم بغد أفضل، كنت ألعب كرة القدم، كلما سنحت لي الفرصة، فهذا ما كنا نفعله أنا وأصدقائي للتسلية، كنت دائماً أتطلع لأكون لاعب كرة قدم محترفاً، كنت صغيراً حينها، ونشاهد بعض المباريات في التلفاز وسط المعسكر. بعد انتقاله إلى أستراليا، بدأ أوير مشواره في جنوب أستراليا مع نادي أديلايد، وسرعان ما لفت الأنظار في سن مبكرة، وانتقل منه لعدة أندية محلية، قبل أن يستقر به المقام في نادي متيولاند الدنماركي الذي قدّم معه مستويات جيدة، وشارك المهاجم الشاب مع منتخب أستراليا تحت 19 عاماً والمنتخب الأولمبي تحت 23 عاماً قبل أن ينضم رسمياً للمنتخب الأول. ورغم شهرته والأجر العالي الذي يتقاضاه، لم ينس أوير جذوره في جنوب السودان، لم يغب عن باله معسكر كاوكوما، حيث رأى النور لأول مرة، وحيث بدأ ركل الكرة، وحيث بدأ حلمه الكبير، وفي 2014، وبالتنسيق مع شقيقه الأكبر بول، قررا زيارة المعسكر، وتقديم بعض الأحذية والكرات والمعدات الرياضية للشباب هناك، كنوع من المساعدة، فهما يؤمنان أن الرياضة تساعد كثيراً في تطوير حياة الإنسان. وقال أوير في هذا الشأن: العودة إلى حيث بدأ الإنسان حياته أمر مهم، رغم حياتنا الجديدة حافظنا على جذورنا، وعندما زرنا المعسكر شعرت بالحنين لكل شيء رغم المعاناة التي كنا فيها حينها، أحضرنا معنا مستلزمات كرة القدم، وبضع كرات، وواجهنا مشكلات في توزيعها، لأن العدد كبير، واستغرق الأمر ساعات طويلة، لكن ما آلمني رؤية بعض الشباب وهم يغادرون بدون الحصول على حذاء كرة قدم، أتذكر دائماً كيف أنني وأصدقائي كنا نلعب حفاة الأقدام تحت الشمس الحارقة، وأحياناً نتأذى من الأحجار والأشواك، لطالما اعتبرت نفسي من كاوكوما، فقد ولدت هناك، لذا من الطبيعي أن أشعر بالتعلق بكاوكوما، فما قدّمه هذا المجتمع للاجئين يلهمني وأشعر بأنني مدين له، خيبة الأمل الأمل لدى الأطفال الذين لم يحصلوا على حذاء تركت لدي رغبة في تقديم المزيد. وأضاف: عندما عدت إلى أستراليا، كنت فقط أفكر في جمع المال لمساعدة هؤلاء الأطفال، وأطلقت مبادرة مع شقيقي وسميناها «من حفاة الأقدام إلى لابسي الأحذية»، ونجحنا في جميع أموال من رجال أعمال بالمساعدة مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، وعدنا في العام التالي بكميات أكبر، وخضت مباريات ودية في المعسكر، كنت سعيداً جداً حينها بعودتي إلى المعسكر ومقابلة الشباب هناك. ونال أوير جائزة اتحاد اللاعبين المحترفين لكرة القدم «FIFPro» على أعماله الخيرية ومساعدة اللاعبين في إفريقيا، وتصدر وسائل الإعلام في العالم، وعن ذلك يقول: فعلت القليل في حق هؤلاء الناس، لقد عانيت مثلهم، أردت فقط أن أمد لهم يد العون، أريد أن أقول لهم إن التعلق بكرة القدم سيقود كثيراً منهم إلى حياة أفضل مثلما حدث معي. وأضاف: الآن أعود كل ستة أشهر تقريباً إلى كاوكوما ومعي العديد من المعدات الرياضية لتقديمها للشباب وأنا سعيد بذلك. وأكد أوير أنه لم يزر أبداً جنوب السودان بعد انفصاله عن جمهورية السودان، مبيناً أن جده وجدته مازالا هناك، ولكن بسبب الإضرابات الأمنية، فهو لم يستطع زيارتهما. وأكد أوير أنه سيعمل كل ما في وسعه للفوز مع منتخب أستراليا ببطولة كأس آسيا، مبيناً أن المنتخب يشهد تغييراً كبيراً من ناحية العناصر بعد اعتزال كاهيل وبعض اللاعبين، لأن المدرب أرنولد يعمل على تحضير المنتخب بشكل جيد للمنافسة على اللقب. وقال: نطمح لتحقيق البطولة والحفاظ على اللقب، وسنقدم أفضل ما عندنا للحصول على هدفنا، نحترم جميع المنتخبات، ولكن نركز على أنفسنا، ولا نخشى أحداً.
مشاركة :