يحفل جناح إندونيسيا ضيف شرف الدورة الحالية لمهرجان الجنادرية بعشرات الآلاف من الزوار الذين حرصوا على مشاهدة الجناح والتجول في أرجائه وقد اجتذبتهم سفينة “فينيسي” الشراعية التي تمثل الرمز الأسطوري لثقافة الملاحة البحرية في إندونيسيا، وصنعها المواطن الإندونيسي منذ القرن الرابع عشر بدقة وإتقان بالرغم من قلة الإمكانات وشح الموارد في ذلك الوقت، حيث يعتبر البناء الهندسي للسفينة أسطوريا، وكان الهدف من بنائها تمكين الإندونيسيين من التنقل بين 17 ألف جزيرة وممارسة الهجرة والتنقل والتجارة حتى أصبحت رمزا لإصرار المواطن الإندونيسي على التمسك بالحياة، واكتشاف العالم، فوصلت إلى أماكن بعيدة كملقا وبورما وفيتنام وأستراليا. ويبلغ طولها ما بين 20 و35 متراً ويصل حجمها إلى 350 طنا، وارتفاع الصواري إلى 30م، ويضم جناح إندونيسيا كذلك مقتنيات ومعروضات تمثل التراث الإندونيسي الأصيل، ومجموعة من الصور التي تعبر عن عمق العلاقة التاريخية بين السعودية وإندونيسيا، كما يتضمن فيديوهات توضح إجراءات رحلة الحج قديماً وبرنامج سفارة إندونيسيا مع مواطنيها في جبل عرفات، ولمحة تاريخية عن رحلة بونغ حتا (أول نائب رئيس الجمهورية) في الحج، وصور زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إلى إندونيسيا في العام 1970م، وصوراً عن زيارات الرؤساء الإندونيسيين إلى المملكة، كما يضم الجناح ركناً للملبوسات والأواني الفخارية التقليدية، وركناً لنماذج فن الخط والمخطوطات العربية، والعديد من المجسمات لطائرة جارودا الأسطورية لدى مجتمع بالي، والحرف اليدوية التقليدية والسونكيت «المنسوجات» والبيت التقليدي، كما يضم أيضاً صندوقاً لحفظ الكنوز في العصور القديمة المصنوع من الخشب الصلب والشمسية التقليدية والآلات الموسيقية والمنحوتات الخشبية والصناعات الجلدية المطرزة من شجر الساج ولوحة الانسجام الطبيعي ولوحة الحمامة بجزيرة بالي، ويقدم الجناح توليفة منتجات متنوعة تشمل الأعشاب والصابون الإندونيسي المصنوع يدوياً والزيوت العطرية من مدينة بالي بنفحات الخزامى وزهر الفرانجيباني، إلى جانب أصناف متعددة من الشاي الأخضر وغيرها الكثير، وكافة المنتجات في الجناح طبيعية تماماً، أمّا أكثرها مبيعاً فهو مستحضر تقشير الجسم الذي يلاقي رواجاً كبيراً بين رواد الجناح، كما يوفر الجناح تصاميم مختلفة من المصابيح المصنوعة من الأصداف والمشغولات اليدوية مثل العربات المصغّرة التي يمكن تقديمها كهدايا تذكارية، ويشتمل الجناح أيضاً على مسرح الفنون الشعبية والذي يعرض عدداً من الرقصات والعروض الفنية المتنوعة التي ترمز لثقافة وتراث الشعب الإندونيسي بجميع ألوانه وطوائفه، مثل الرقص القبلي، والرقص الملكي والشعبي، وعروض الفنون الشعبية التي تمثل جزيرة بالي. وقد تفاعل العديد من زوار الجنادرية على وجه العموم وزوار جناح إندويسيا على وجه الخصوص مع هذه الفنون الشعبية التقليدية حيث حرصوا على متابعة رقصة “رامباك جندانج” من جزيرة “جاواة” التي تستخدم فيها الطبول الضخمة، ورقصة “وتيلونج أنغلونج”، ورقصة “كودا لومفينج”، ورقصة “سيني سيلات” التي تُبرز الفنون القتالية الغربية للفنون الحربية ويؤديها الشباب والصبايا الصغار، ورقصة “تاري بيرنغ” وهي رقصة تعبر عن الفرح بالحصاد وتنتمي لإقليم غرب “سومطرة ويظهرون فيها مهارتهم في حمل وموازنة الأطباق في أيديهم مع تأدية حركات سريعة تشمل السير على الأطباق الموضوعة على الأرض في الوقت الذي يتلاعب فيه الراقصون بالأطباق المحمولة بأيديهم. بوابة جناح إندونيسيا (عدسة/ بندر بخش )
مشاركة :