إبداع الأجداد يبهر جمهور مهرجان الشيخ زايد التراثي

  • 1/2/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تحافظ الإمارات على إرثها التاريخي ومورثاتها القديمة، لترسيخ الهوية الوطنية في النفوس، وفي مهرجان الشيخ زايد التراثي تبرز العديد من المفردات التراثية التي تتناقل عبر الأجيال، والتي تم إدراج العديد منها على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في اليونسكو، مثل فن العازي والعيالة والصقارة والمجلس والرزفة والقهوة العربية والسدو، وهو ما يسهم في زيادة مستوى الوعي بأهمية التراث والحفاظ على عناصره الأصيلة، ومن ثم تعزيز مكانة هذه المفردات في قائمة فنون الأداء، واستمرار ممارستها من قبل الأجيال الحالية والقادمة في المجتمع الإماراتي. إن الاعتراف الدولي بهذه العناصر يسهم في تعريف شعوب العالم بهذا التراث، وتدعيم الجذور الثقافية التي تربط الإمارات بدول العالم كونها تشكل جزءاً من تراث الإنسانيّة، بما تمثله من دلالات تاريخية وقيم ثقافية وعادات اجتماعية. فن الرزفة الرزفة فن أداء شعبي إماراتي، وعنصر مهم من عناصر التراث الثقافي غير المادي كونها تؤدى على نطاق واسع، وتمنح المؤدين شعوراً بالهوية والتواصل عبر عروض أداء وأغانٍ وإيقاعات حافظت على حضورها في المشهد الثقافي والتراثي منذ سنوات عدة، وتناقلتها الأجيال من مختلف الأعمار في المناسبات الاجتماعية، والمهرجانات الوطنية. وهي وإن ظهرت بين الجماعات البدوية في المناطق الصحراوية من المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، فإنها تنتشر اليوم في الدولة بالمدن الرئيسة وضواحيها، وفي المناطق الساحلية لإمارة دبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة، والمناطق الجبلية حول الفجيرة، ومنطقة الواحات في العين. تمارس الرزفة من قبل فئات عديدة في المجتمع، وربما هذا من أسباب استمراريتها وأهميتها، حيث يتم نقلها بشكل مباشر من جيل إلى آخر من خلال المشاركة والتعلم، وما يساعد على نقل الخبرات المرتبطة بالرزفة حرص الآباء على تشجيع أبنائهم على أدائها، فتراهم في المناسبات المختلفة يوكلون إليهم بعض الأدوار التي تتناسب مع سنهم للقيام بها. وهكذا يتعلم الصغار من خلال هذا التحفيز والتدرج في الممارسة، ومن خلال مشاهدة الفرق التي تؤدي الرزفة في المناسبات الاجتماعية كالأعراس، ومناسبات الأعياد. من جانب آخر، تتولى العديد من جمعيات التراث في الإمارات، وسلطنة عمان تدريب الصغار على هذا الفن الشعبي الأصيل، كما تقوم المؤسسات الثقافية، والتعليمية، والإعلامية وبخاصة المحطات الفضائية المتخصصة بالتراث، والإذاعات بقسط لا يستهان به في التعريف بفن الرزفة، وغيره من فنون الأداء الشعبي. ويقوم أداء الرزفة على اصطفاف الرجال في صفن متقابلين، وبفاصل بينهما يتراوح بين 10 و 20 متراً، وهي المسافة التي يقف فيها حملة الطبول والموسيقيون والرزيفة أو المزافنون، وهم رجال ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة، يقومون بأداء الحركات بسيوفهم أو خناجرهم، كما تضيف مشاركة الفتيات «النعّاشات» من الجمال إلى إيقاع العرض من خلال تحريك شعورهن الطويلة. وقد تبدأ صفوف الرزفة بأعداد قليلة سرعان ما تتكامل بانضمام الآخرين، وفي الصفين المتقابلين يصطف المؤدون بجانب بعضهم بشكل متراص في إشارة إلى الوحدة والتعاضد فيما بينهم، ويرافق هذا الانتظام في الوقوف إلقاء مقاطع شعرية من جمل قصيرة، يتم تبادلها بين الصفين مع إيقاع ونغمات موسيقية تمنح هذا المشهد الأدائي الانسجام والتناغم. ومع أن الرزفة كانت تؤدى في الماضي على إيقاع الطبول وحسب، إلا أنها شهدت دخول بعض الآلات الموسيقية إليها، مع المحافظة على الجوانب الأصيلة في هذا الفن التراثي العريق.

مشاركة :