أينما وجد الحب وجد السلام

  • 1/2/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ما أعظم الشريعة الإسلامية حينما جاءت مهتمة بكل ما يعني ذات الإنسان، ويوطد علاقاته الإنسانية ويقويها؛ فاهتمت بتلك العلاقة، وذلك الشعور العظيم، وهو الحب. فنظرة الإسلام له أوسع النظرات، وأكثرها عمقا، فقد جاء ذكره في القرآن الكريم في عدة مواضع. يعتبر الحب من أعظم المشاعر وأسماها، فهو حالة نفسية إيجابية، فوصف الله العلاقة بينه وبين عباده المؤمنين بالحب، قال تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه).  لم يصف سبحانه بوصف آخر سوى الحب، وجاء في الحديث القدسي: (وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وقدمه التي يمشي بها، وإذا سألني لأعطينه، وإذا استغفرني لأغفرن له، وإذا استعاذني أعذته)، فإذا وجد الحب: تتجافى جنوبهم عن المضاجع، ويذكرونه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، وسيؤتون المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين. إذا وجد الحب وجد السلام. إذا وجد الحب وجد التعايش والاحترام. إذا وجد الحب دخل أهل الجنة. ومع كل هذا، هل نستحي من الحب أو نتردد في الحديث عنه؟! هنا أقف عند موقف الحبيب عليه الصلاة والسلام مع معاذ بن جبل رضي الله عنه! لم يتردد الحبيب عليه الصلاة والسلام أن يقول لمعاذ: (إني أحبك يا معاذ)، وأيقن أنه وجد تلك التربة الطيبة ليزرع فيها بذور الحب،  فعمل على إصلاحها وسقياها ورعايتها بتلك الوصية،  (لاتدعن دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). وعلى هذا المنوال نسج علماء الإسلام، فلم يجدوا حرجا عن الحديث في الحب وعن الحب بطيب الكلام ورقيق الأخبار. يقول الإمام الحافظ مغلطاي: «وقد أجمع العلماء على أن الحب ليس بمستنكر في التنزيل، ولا بمحظور في الشرع!»، فهل لنا أن نتهم الحب ونحن المذنبون في حقه؟! الحب عظيم بذاته، ويستحيل أن يعيش في بيئة ميتة. الحب لغة الإسلام والسلام.

مشاركة :