تغير وجه الرياضة في السعودية خلال العام المنصرم 2018م، والفضل يعود للقرار السياسي الذي مكن هيئة الرياضة من تنفيذ خطة التغيير، فما الذي سيبقى من العام الماضي وما الذي سيستجد؟ السماح للمرأة بدخول الملاعب والقاعات الرياضية خلال المباريات الكروية والرياضات الأخرى، استحداث اتحادات رياضية لألعاب جديدة، تنظيم منافسات عالمية لألعاب الملاكمة والمصارعة والسيارات وكرة القدم والشطرنج والرياضات الإلكترونية، والماراثون والمغامرات، دعم الأندية ماليًّا، وزيادة عددها في الدوري، واللاعبين غير السعوديين، ومبادرة ادعم ناديك، وتوقيع أضخم عقد رعاية للمنافسات الكروية. تعيين المستشار تركي آل الشيخ رئيسًا لهيئة الرياضة، قبل دخول عام الـ 2018 بأشهر قليلة، كان ممهدًا لأن تكون سنة (التغيير الكبير)، حيث باشر وبسرعة إنجاز كل ما كان مخططًا للوصول إليه، احتاج الأمر إلى تعديل بعض الأنظمة والقوانين، وتشريعات جديدة، وتحسين البيئة من ملاعب وغيرها، وخيارات مناسبة لأسماء تباشر مهام محددة في مفاصل هذا العمل. كان من الصعب هضم هذه الوجبات الرياضية الدسمة بسهولة، لكن التفاعل كان أيضًا مثيرًا للانتباه، كان الحضور يملأ قاعات أعظم رويال رامبل، والتنافس على المشاركة في بطولة البلوت بلغ حد تجاوز الآلاف، وهو نفسه في مهرجان ولى العهد للهجن، وفورمولا إي الدرعية، وكلاسيكو العالم الذي جمع منتخبي البرازيل والأرجنتين، قائمة اتفاقيات دولية متعددة الأهداف تم العمل بها وتفعيلها. على مدى عقود كان لبعض هذه الرياضات ظهور يعد نادرًا في بلادنا، لكن لم تكن المرأة ممكنة من العمل في الإدارة الرياضية ناهيك عن ممارستها أو حضورها في المدرجات، 2018م تغير كل شيء.. والمثير للتأمل أنه يكاد يصبح طبيعيًّا ومعتادًا برغم قصر المدة، وهذا نتيجة أنه في أصله لم يكن يتعارض مع ثوابت دينية أو عادات حسنة، كذلك فقد توافق مع استعداد مجتمعي وتهيئة بيئة مساعدة. وجه الرياضة في السعودية لم يعد بملامح ملاعب كرة القدم، وصالات الألعاب المختلفة الشاحبة، تعددت خياراتها، وتماهت أنشطتها مع الترفيه والرياضة المجتمعية، نجوم العالم دفعة واحدة بيننا، وعشاق الرياضات المتنوعة أنظارها تتابع الأحداث من أرضنا، بقي أن تسعى هيئة الرياضة بقيادة رُبَّانِها الجديد الأمير عبدالعزيز بن تركي، لتوطين بعض هذه الأحداث، واستكمال فكرة أن الرياضة ليست مجرد ألعاب.. لا ننسى أن نقول شكرًا تركي على ما أنجزت.
مشاركة :