البكاء عزيزي القارئ: هو الطريقة الوحيدة لتواصل المولود مع البيئة المحيطة به، وهو عادة يبدأ من صرخة الولادة والتي يفسرها العلماء بتفسيرات كثيرة منها انتقال الطفل من بيئة الرحم المستقرة إلى البيئة الخارجية، أو بسبب تغير درجة الحرارة الثابتة إلى درجة الحرارة غير الثابتة، أو بسبب اندفاع الهواء إلى الرئتين، هذا فضلا عن التفسيرات الأخرى. وهناك دراسة حديثة تقول إن البكاء الأول للطفل ليس عند الولادة بل يسبق تلك الفترة أثناء وجود الطفل في بطن أمه، حيث اكتشف باحثون أن أول بكاء للطفل يحدث في الرحم وليس في حجرة الولادة، حيث استعان الباحثون بصور التقطت بالموجات فوق الصوتية، حيث وجدوا أن مجموعة من الأجنة أظهرت في الأسبوع الثامن والعشرين من عمرها دليلا على "سلوك بكائي" استجابة لضوضاء منخفضة تم إحداثها على بطن الأم. كما أظهرت الأجنة استجابة "فزع" للضوضاء صاحبها عمليات شهيق وزفير عميقين وفتح للفم وارتعاش للذقن.. وكلها علامات دالة على البكاء. وبطبيعة الحال يأتي الوالدان وبالذات الأم في مقدمة أولئك الأشخاص الذين يتواصل معهم الرضيع في حال البكاء، رغم ان الكثير من الأمهات الجدد يصعب عليهن معرفة ما إذا كان البكاء يعني أن الطفل جائع أو يعاني من أي مرض، إلا إنهن ومع الوقت سوف يتعلمن تدريجيا الأسباب التي تؤدي الى بكاء الطفل. وكما هو معلوم بالتجربة فان الطفل الرضيع الطبيعي يقضى من 6 إلى 7% من يومه في البكاء، وبالذات خلال الشهور الثلاثة الأولى، علما بان الطفل العادي المكتمل الصحة يبكي ما مجموعه ساعتان كل يوم. ماهي الأسباب التي تؤدي لبكاء الطفل هناك أسباب كثيرة متعددة ومتشابكة، لعل من أهمها: الوحدة أو الملل إن الطفل يبكي إذا ظل وحيدا لفترة طويلة مستيقظا ومستلقياً دون رعاية او اهتمام، ويكثر ذلك بين أطفال الأمهات العاملات واللواتي يعملن لفترات طويلة بعيدا عن أطفالهن، ويتركن الطفل لدى شخص غير مسؤول كالعاملة مثلا!!! ولذا تلجأ الكثير من الدول إلى إيجاد دور حضانة للأطفال ملحقة بمقر عمل الأم (وقد بدأت وزارة التربية بعمل ذلك، ونأمل ان تحذوا وزارة الصحة حذوها). المغص هذا الأمر يعد وبحق من أهم أسباب البكاء الشائعة لدى الأطفال حتى عمر ثلاثة شهور. وهناك نوع معين من المغص يصيب حوالي 20% من الأطفال حديثي الولادة، حيث يبدأ معهم في وقت مبكر، من أسبوعين من عمرهم، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر. ويعتقد ان السبب في المغص عائد للألم الناتج عن فقاقيع الغاز المحبوسة في أمعاء الطفل، والتي عادة ما تتجمع بعد إرضاع الطفل دون القيام بمحاولات طرد الهواء الذي يسحبه الطفل أثناء الرضاعة، ولهذا ينصح بعد الانتهاء من كل رضعه بحمل الطفل بشكل مستقيم، مع الضرب الخفيف على الظهر من اجل التجشؤ، لان تجمع الغازات المتكرر قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية مزعجة للطفل يجب أن نشدد هنا على ضرورة استشارة طبيب الأطفال دائما. الخوف قد تؤدي الوحدة إلى خوف وفزع الطفل من أي صوت غريب يسمعه او رؤيته لشخص غريب غير مألوف لديه. درجة الحرارة لابد أن يوضع الطفل في درجة حرارة معتدلة، أي ليست بالحارة ولا الباردة، مع وضع الأغطية المناسبة لكل فصل، لان الأغطية الزائدة عن الحاجة قد تؤدي إلى البكاء أيضا، خاصة إذا عجز الطفل عن التخلص منها. البلل لابد من معرفة ما إذا كان الطفل مبتل أو بحاجة إلى تغيير الحفاظ، لان ذلك يعد من احد الأسباب المؤدية إلى توتر الطفل وبالتالي بكائه. الجوع يمثل الجوع السبب الأكثر شيوعاً لبكاء الطفل، فمعظم الأطفال الصغار يحتاجون إلى تغذية متكررة في الأسابيع الأولى، ولابد من التذكير هنا إلى أن الأطفال يمكن أن تختلف شهيتهم للغذاء في أوقات مختلفة، لذلك من الأجدر إعطاؤه بعض الرضعات الإضافية إذا بدا أنه أكثر جوعا. الألم بعض الأطفال يبكون كثيراً عندما يصابون بالمرض أو عند التسنين. إذا لاحظت الأم أن الطفل مريض، فلا تتردد في طلب الاستشارة الطبيبة كيف للأم ان تميز بكاء الطفل؟ من المفترض ان تخضع الأم الجديدة أي التي تنتظر مولودها الاول الى دورة تدريبية عن كيفية التعامل مع الطفل، ويتخلل هذه الدورة كيفية التعرف على نوعية البكاء عند الاطفال: ففي حالة الألم تكون الصرخة مفاجئة وطويلة وذات حدة ونغمة عالية، تتلوها لحظات قصيرة من التوقف ثم صرخة أخرى وهكذا. وعادة ما تكون صرخة الألم هي أول الأنواع التي تستطيع الأم تمييزها. اما في حالة الجوع فتكون الصرخة عبارة عن نواح يتزايد ببطء، وهذا النوع تتعلمه الأم بسرعة مع الوقت. وفي حالة الملل والتوتر فان الصرخة متشابهه إلى حد ما في الحالتين، وهي عبارة عن أنين فاتر فيه غنة كأنه يخرج من الأنف ويضايق بعض الشيء، وقد يعني هذا أيضاً أن الطفل يشعر بالتعب أو عدم الراحة. اما في حالة المغص فتكون الصرخات شديدة ولا تطاق، وتبدأ فجأة وتستمر دون توقف لوقت طويل، وقد يقبض الطفل خلالها على يديه بشدة أو يشد رجليه وقد يحمر وجهه. اذا ماهو العلاج الناجع؟ العلاج الفعال والناجع للبكاء المتكرر لدى الاطفال هو اتباع مايلي: (1) الاستجابة السريعة فقد أوضحت الدراسات والأبحاث أن الأمهات اللاتي يستجبن بسرعة لبكاء الطفل يميل أطفالهن لأن يكونوا أكثر اطمئناناً وأماناً، على أن لا يؤدي ذلك إلى أن يجعل الأم تتخوف بأن هذا سيؤدي إلى إفساد الطفل، فالأطفال في هذا السن هم بحاجة إلى الكثير من الحب والملامسة الجسدية مع والديهم. مع قراءة آيات من كتاب الله التي ستجلب له الهدوء والسكينة. (2) التدليك لمس الطفل وتدليكه طريقة شائعة للتخاطب معه. والأطفال سرعان ما يتعلمون التجاوب مع اللمسة الرقيقة وحركة اليدين الخفيفة، وهذه الطريقة تساعد أيضا على توطيد العلاقة بين الطفل وأمه، وترفع من صحته النفسية وتنمي العاطفة لديه. (3) الاتصال بالطبيب ويمكن استشارة طبيب الأطفال أو طبيب الأسرة إذا شعرت الأم بأن الطفل يبكي كثيراً، أو إذا كان يبكي بصوت غريب، مثل الصراخ. والبكاء المستمر. نلخص: بالتاكد دائما من ان الطفل... * ليس البكاء من الحفاظ ومن حرارة المكان الذي يجلس فيه الطفل. وعلى الام ان لاتنس إن كان جائعاً أو عطشانا، ولا يعاني من المغص او مشاكل التسنين . * والتأكد بأن الملاعبة والملاطفة المستمرة مع الطفل، وضمه لصدرك بين الفينة والأخرى يعد علاجا نفسيا للكثير من الصرخات، هذا فضلا على انه يوطد العلاقة فيما بينكما ويرفع من صحته النفسية.
مشاركة :