لندن الفنان العراقي المغترب بشير مهدي هو فنان له تعبير خاص به ، كما هو الحال بالنسبة لجميع الفنانين البارزين. وهو يعمل مدفوعا بالحاجة الداخلية للبقاء على قيد الحياة كهدف رئيسي. مصادر إلهامه تكمن مخبأة في ذواته الداخلية وهذه الطريقة التي يسمي بها نفسه وهي شخصية بحتة وبالتالي ليس من السهل دائما فهمها. ينطبق هذا بالتأكيد على بشير ، التي تعد صوره البصرية فريدة تمامًا ، على الرغم من أنه يرتبط باستمرار بما تم إنشاؤه في الرسم الأوروبي عبر العصور. أي شخص له دراية بالفن ، يرى الأهمية الحقيقية للعمل ، كما هو ، ويدخل عالما يتجاوز البعد الشخصي. إنه عالم من الروح التي تسعى إلى الحرية ، وعالم التوراتية لقوة الخيال. العمل الذي أنشأه بشير هو مثل هذا الكون. الفنان بشير مهدي من مواليد الديوانية عام 1950, حيث نشأ في بيئة شعبية غنية بأزقتها وحاراتها ومقاهيها, فقد تأثر بشير بجماليات مدينة الديوانية وتراثها, وقد هاجر من العراق عام1979 إلى إيطاليا المحطة الأولى في المنفى, في أغناء تجربته الفنية وثقافته الجمالية في أكاديمية الفنون الجميلة بمدينة فلورنسا , حيث انتسب إلى دروس خاصة في قسم التصوير الشخصي (الموديل) وبعد فترة عمل في مشغل الرسام الإيطالي ( دوني) وذلك سعياً إلى تطوير أسلوبه وتكنيكه من حيث اللون وتدرجاته وعناصر الضوء وقيم النور والظل في اللوحة.تعتبر أغلب أعمال الفنان بشير مهدي ذات أسلوب رومانطيقي , من الخطوط والأحجار ,عن طريق التلاعب بدرجات اللون التي تعطي للعمل الفني بعداً تشكيلياً وبصرياً هو خليط من المتعة والتفكر في لوحاته هنالك دوماً مكان بعيد يأتي من الحكايات والأفكار , وهنالك مكان شاغر لشخص لا يظفر المتلقي بوجهه ولكن يلمس حضوره ,منها في السرير الفارغ الذي يمثل الولادة والحياة والموت , إضافة إلى الحقيبة المعدة للسفر والمسمار الصدأ على الجدار والحجر الأزرق بسبع عيون وتماثيل صغيرة للحيوانات وبعض الرموز التاريخية لبابل والأهرامات.
مشاركة :