نتانياهو متمسك بإلقاء خطاب في الكونغرس وسط احتجاجات من أقطاب الحزب الديموقراطي

  • 2/6/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي تساحي هنغبي أن لا تغيير في خطط رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو القيام بزيارة لواشنطن لإلقاء خطاب أمام مجلس النواب في الثالث من آذار (مارس) المقبل بناء لدعوة رئيس الكونغرس من الحزب الجمهوري، في وقت تناولت وسائل الإعلام العبرية احتجاج أقطاب الحزب الديموقراطي الأميركي على خطوة نتانياهو باعتبارها استخفافاً بالرئيس الأميركي باراك اوباما قد تؤزم العلاقات بينه وبين الحكومة الإسرائيلية، فيما يرى «أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة» أنها ستمس بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتعتبرها المعارضة في إسرائيل تدخلاً من الجمهوريين في الانتخابات العامة خصوصاً انها تتم قبل أسبوعين من موعد الانتخابات العامة في إسرائيل (17 من الشهر المقبل). لكن المعلّق السياسي البارز في الإذاعة العامة تشيكو منشيه لم يستبعد أن يضطر نتانياهو إلى إرجاء الزيارة إلى ما بعد الانتخابات. وقال هنغبي للإذاعة العامة أمس إن نتانياهو عاقد العزم على القيام بالزيارة، وإنه سيلقي خطاباً في الكونغرس وآخر في اجتماع اللوبي الأميركي - اليهودي (ايباك) المنعقد في الفترة ذاتها. وأضاف أن تحديد موعد الزيارة تقرر بناء للموعد المحدد لإنهاء المحادثات بين الدول الكبرى وإيران حول مشروع الأخيرة النووي. وتابع أن نتانياهو سيحذر من الخطر الكامن في إنجاز اتفاق يتيح لإيران بلوغ العتبة النووية. من جهته، رفض نتانياهو الانتقادات الموجهة له في الولايات المتحدة وإسرائيل في خصوص تلبيته دعوة رئيس الكونغرس لإلقاء الخطاب حول المشروع الايراني. وقال أمس إن من واجبه كرئيس للحكومة أن يحذّر على الدوام من الخطر الكامن في اتفاق نووي بين ايران وعمل ما في وسعه من أجل منع امتلاك إيران قدرات تسلحية نووية. وأضاف أن تصريح الرئيس الإيراني بأن المحادثات مع الدول العظمى تتقدم نحو انجاز اتفاق مقلق، «إذ أن هذا المسار يقود إيران نحو بلوغ قدرات نووية بموافقة دولية مع كل التسهيلات الاقتصادية المنطوية على الاتفاق، وهذا معناه تحرر إيران من كل الضغوط وبلوغ وضع يكون في مقدورها التزود بقنابل نووية كثيرة وهذا الأمر خطير لإسرائيل وللمنطقة وسلام العالم كله». وكان رئيس الكنيست القطب في «ليكود» يولي ايدلشتاين التقى مساء أول من أمس في واشنطن مع زعيمة الأقلية الديموقراطية في الكونغرس نانسي بيلوسي، التي أعلنت في الأيام الأخيرة موقفها المعارض للزيارة وطريقة الدعوة وتوقيتها. وأفادت وسائل الإعلام العبرية أن ايلشتاين نقل لبيلوسي رسالة تهدئة على أمل أن تخفف لهجة انتقادها. لكن الناطق باسمها قال في بيان أصدره بعد اللقاء مع ايدلشتاين إنها «تتحفظ بشدة عن خطاب نتانياهو» وإنها أبلغت رئيس الكنيست أنها وجميع أعضاء الكونغرس «يضعون العلاقات مع إسرائيل فوق كل خلاف سياسي على أساس احترام متبادل للقيم الديموقراطية والأمن القومي للبلدين، وعليه أعربت عن قلقها من أن يكون الخطاب بمثابة وضع صخرة خلاف داخل علاقات إسرائيل والولايات المتحدة» وأنها لا تعتقد أن الخطاب هو الطريق المثلى للتقدم نحو مواجهة التحديات التي يواجهها البلدان. في الوقت ذاته التقى سبعة نواب يهود السفير الإسرائيلي في واشنطن رون دريمر الذي كان وراء ترتيب دعوة نتانياهو إلى الكونغرس ليعربوا أمامه عن تحفظهم الشديد من خطاب نتانياهو المتوقع. وطبقاً لتقارير صحافية دار اللقاء في أجواء من التوتر والسخونة وأن النواب أبلغوا السفير عدم رضاهم عن قرار نتانياهو تلبية الدعوة واقترحوا بديلاً بأن يجري نتانياهو لقاءات شخصية مع نواب أميركيين في الشأن الإيراني. وأضافوا أن مشاركة نتانياهو «ستجعل من إسرائيل موضوع خلاف بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي يضطرهما إلى الخيار بين دعم الرئيس اوباما أو دعم نتانياهو». وشددوا على أنه «ممنوع على إسرائيل أن تصبح أداة لعبة سياسية في الولايات المتحدة نتيجة الخطاب». من جهتها أفادت صحيفة «هآرتس» أن القناصل العموميين الإسرائيليين في ست قنصليات في الولايات المتحدة نبّهوا في رسائل بعثوا بها إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى «معارضة شديدة وردود سلبية في أوساط اليهود وأصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة من انعكاسات إلقاء نتانياهو خطابه أمام الكونغرس»، وفي مقدم هذه الانعكاسات، كما قالوا، تعميق الأزمة في العلاقات بين إدارة اوباما وحكومة نتانياهو. وأضافوا أن أصدقاء إسرائيل في الولايات المتحدة يعتقدون أن مشاركة نتانياهو «خطأ فادح» من شأنه أن يضر بالعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. على صلة، علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية عمل السفير الإسرائيلي في سويسرا وديبلوماسييْن آخرين واستدعتهم لـ «جلسة استماع» قبل فصلهم بسبب نشرهم على حسابهم في «تويتر» تعليقات لصحافيين إسرائيليين وتغريدات باسمهم انتقدوا فيها سياسة رئيس الحكومة ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. واعتمدت الوزارة في قرارها تعليمات القانون التي تحظر على «موظفي دولة» إبداء رأيهم السياسي خصوصاً في فترة انتخابية. ونشر السفير الإسرائيلي في بيرن يغآل كاسبي تعليقات على «تويتر» لصحافيين إسرائيليين تعترض على الخطاب الذي يعتزم نتانياهو إلقاءه أمام الكونغرس الأميركي. كما انتقد سياسة نتانياهو في السنوات الست الأخيرة «التي لا تقوم على أي مبادرة وأفكار خلاقة»، فيما نُسب إلى موظف في السفارة الإسرائيلية في الهند إعرابه عن احتجاجه على «الأسلوب المُريع لوزير الخارجية في نقل رسائله إلى العالم». وقال مسؤول في الوزارة للإذاعة العامة إنه «لا يعقل أن يتحدث موظفو دولة عن رؤساهم بمثل هذا الاستهتار».

مشاركة :