حسرةٌ في قاعة عبدالله السالم!

  • 1/3/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

حين تَشفُ الروح وتترقرقُ الدموعُ جامدةً في المآقي تجد نفسك، أيُها الكويتي، أمام وقفةٍ إنسانيةٍ رائعة، وقفةٌ لا يجود الزمانُ بمثلها إلا في سويعات نادرة، هذه هي وقفة نائب في مجلس الأمة الكويتي، نائب لم نستأذنه في كتابة اسمه، وقف في مجلس الأمة منادياً حكومة الكويت وقيادتها بكلمات مفعمة بالمشاعر.كلماتُهُ حملت عاصفة الألم حين يتغلب على قدرةٍ التَحمُّل، كلمات كانت تعبيراً صادقاً حوت طياته كل معاني الأمانة، أمانة المسؤولية وأمانة الكلمة.وقف النائب الحّر وكانت الكويتُ أمامَ ناظريه، الكويتُ بماضيها وحاضرها ببحرها وبرّها، نظر إليها نظرةَ المُحِّب فكانت تلك الوقفة العظيمة التي هزت مشاعر أهل الكويت، أهل الكويت كلهم لا نستثني منهم أحداً، حتى من لم يسمع كلماته في حينها، وجد نفسه يبحث عنها وكأنها نور الأمل الذي يتمناه كل إنسان منا.أيها النائب الحُّر لقد صدقت في ما قلت، وأدّيْتَ الأمانة كما ينبغي من دون رجفة قلب ولا تعثر لسان، وقد وصلت رسالتك لكل محب للكويت، فالكويت اليوم هي كويت الماضي وهي كويت المستقبل لا تنفصل أجزاؤها ولا تتقطّع أوصالها، فمن كان قادراً من أهلها على عبء المسؤولية فليحملها بقلبه ووجدانه، ومن لم يكن أهلاً لها فليخطو خطوة إلى الوراء ويدع قافلة المحبين تواصل سيرها إلى مستقبل أفضل ... لأجيال قادمة.إن مَنْ يسعى لتشويه الصورة ومن يعينه عليها هم سواء في الضرر، ومن يَجْبُنُ في حق الوطن والحفاظ على مكتسباته فليس له مكان بيننا، هذا هو حال لسان الكويت اليوم، حالٌ يتطلع إلى نداء المخلصين في قاعة عبدالله السالم، المخلصون هم الذين يحترمون الدستور ويحافظون على ثروة الكويت البشرية والمادية، ومع ذاك النداء صفّقَ الوطنُ وابتسم للأمل القادم.وحين ينتشِرُ ذلك الحب ويعُّمُ الجميع نخلق لنا جداراً قوياً ضد من يبحث عن بلد بديل جاهز ليستفيد منه من دون تاريخٍ ولا عطاء. إن الذين باعوا أوطانهم يجدون حاشيةً تساعدهم، حاشيةٌ تسّللت في غفلةٍ من الزمن، عَبَرَت حاجزَ التاريخِ وقفزت فوقَ أسوارِ الوطن، وهي اليوم تمُّدُ أحبالها من أجل انتشال مجاميع أخرى، مجاميعٌ جديدةٌ ترتمي في حضن الوطن، لتصبح الكويت الوطن السليب.واليوم وبعد خطاب ذلك النائب المُفعَمِ بالحزنِ شعرتُ أن هناك مِن أحرارِ الكويت مَنْ بدأ التحَرُكَ وستتوسع الدائرة لتصبح موجات تقتلع تلك الجذور الطافية وتمنعها من الوصول إلى أهدافها، عند ذاك لا يبقى للوطن إلا أبناؤهُ الذين نمت جذورهم فوق أسوار الكويت وتحت أمواج الخليج.شكرًا أيها النائب فقد جمعتنا جميعاً في صوتِكَ الحُّر.kalsalehdr@hotmail.com

مشاركة :