دمشق - أكدت مصادر مطلعة بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء استمرار المواجهات بين “هيئة تحرير الشام” و“الجبهة الوطنية للتحرير”، في القطاع الغربي من ريف حلب شمال سوريا. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين الثلاثاء وأسفرت عن مقتل 39 من المسلحين والمدنيين. وتأتي التوترات في إطار سعي “هيئة تحرير الشام”، التي تشكل “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقا) أبرز مكون فيها، لتوسعة سيطرتها في المنطقة، على حساب خصومها. وقال ناشطون محليون إن الهيئة تستغل سحب جزء من قوات “الجبهة الوطنية” من المنطقة لتوجيههم إلى منبج، حيث تهدد تركيا بشن عملية كبيرة ضد المدينة بداعي طرد وحدات حماية الشعب الكردي. وواصلت هيئة تحرير الشام الأربعاء عملية تثبيت سيطرتها على بلدة دارة عزة في المنطقة، التي تشهد حالة من الاستياء والغضب الشعبي الواسع على خلفية الاقتتال العنيف. وتجدر الإشارة إلى أن بلدة دارة عزة تعد ثاني أكبر بلدات القطاع الغربي من ريف حلب. وقال المرصد إن المعارك خلال الساعات الماضية أسفرت عن مقتل 19 على الأقل من أعضاء جبهة “فتح الشام” و15 من “الجبهة الوطنية للتحرير”، بالإضافة إلى خمسة مدنيين من بينهم طفلان. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل مقاتلة منضوية في الجبهة الوطنية للتحرير على محافظة إدلب (شمال غرب) وأجزاء من محافظات محاذية لها، بينها ريف حلب الغربي. وطالما شهدت المنطقة اقتتالا داخليا بين الفصائل المتنافسة في ما بينها. واتهمت هيئة تحرير الشام الاثنين حركة نورالدين زنكي، أحد أبرز مكونات الجبهة الوطنية للتحرير، بقتل خمسة من عناصرها، لتشن مباشرة هجوما ضد مواقعها في ريف حلب الغربي المحاذي لإدلب. وسيطرت الهيئة خلال هجومها على حركة نورالدين زنكي، الناشطة بشكل أساسي في غرب حلب، على قريتين ثم اقتحمت بلدة دارة عزة التي تتواصل فيها المعارك، وفق المرصد. وانضمت فصائل أخرى ضمن الجبهة الوطنية للتحرير إلى القتال إلى جانب “نورالدين زنكي”، بحسب المرصد الذي أشار إلى إرسال فصائل موالية لأنقرة في شمال شرق حلب أيضا تعزيزات عسكرية لمواجهة هيئة تحرير الشام. وتشهد إدلب والمناطق المحاذية لها منذ عامين توترا بين هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى على رأسها حركتا أحرار الشام ونورالدين زنكي. وعلى وقع اقتتال داخلي تكرر في العامين 2017 و2018، تمكنت الهيئة كونها الأكثر قوة وتنظيما من طرد الفصائل من مناطق واسعة، وبسطت سيطرتها على المساحة الأكبر من المنطقة، فيما باتت الفصائل الأخرى تنتشر في مناطق محدودة. وتعد محافظة إدلب ومحيطها منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية. وتوصلت روسيا وتركيا في 17 سبتمبر إلى اتفاق بإقامة منطقة منزوعة السلاح فيها بعمق 15 إلى 20 كيلومترا. وأعلنت أنقرة بعد أسابيع عن إتمام سحب السلاح الثقيل منها، إلا أن المرحلة الثانية من الاتفاق لم تطبق بعدُ، إذ كان يفترض أن ينسحب المقاتلون الجهاديون وعلى رأسهم هيئة تحرير الشام من المنطقة.
مشاركة :