ألقى الإمبراطور اليابانب أكيهيتو أمس، آخر كلمة له إلى اليابانيين بمناسبة رأس السنة قبل أربعة أشهر من تنحيه، تمنى لهم فيها السلام، وسط تأثر كبير غمر المحتشدين أمام قصره. وتوجه نحو 115 ألف شخص لإلقاء التحية على الإمبراطور وعائلته في حدائق قصره وسط طوكيو. وفي بداية كل سنة، يطل الإمبراطور والإمبراطورة وأولادهم وعائلاتهم من خلف واجهة زجاجية على حشد يتجمع لإلقاء التحية عليهم، لكن ظهوره هذه السنة كان استثنائياً، إذ يعتزم أكيهيتو الذي بلغ للتو الخامسة والثمانين من العمر، التنازل عن العرش في 30 نيسان (أبريل) المقبل، بعدما حكم ثلاثين سنة. وأبدى الإمبراطور في منتصف 2016 رغبته في أن يخلفه ابنه البكر ناروهيتو، خشية ألا يتمكن من الاستمرار في الاضطلاع بمهماته كاملة كـ «رمز للشعب» بسبب تقدمه في السن والمشكلات الصحية التي يعاني منها. وتطلّب الأمر التصويت على قانون خاص يسمح له بالتنازل عن العرش أثناء حياته، وهو وضع لا تلحظه القوانين الخاصة بالعائلة الحاكمة. وأيدت غالبية كبرى من الرأي العام إرادة الإمبراطور الذي يتولى العرش منذ 1989. وخلال عهده الذي أطلق عليه اسم «هايسي» ومعناه «استكمال السلام»، زار الدول التي عانت من تجاوزات العسكريين اليابانيين خلال حرب المحيط الهادئ، وحرص على زيارة اليابانيين ومواساتهم في كل المناطق الكثيرة التي تعرضت لكوارث طبيعية خلال العقود الثلاثة الماضية. وقال أكيهيتو في كلمته أمس: «أتمنى لكم عاماً مباركاً. إنني سعيداً جداً لاحتفالي بهذا العام الجديد معكم تحت سماء زرقاء كهذه، وآمل أن يكون عاماً طيباً لأكبر عدد ممكن». وتابع: «ارفع صلواتي من أجل السلام وسعادة سكان هذا البلد والعالم». وكان أعلن في بيان صدر لمناسبة عيد ميلاده في 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي «أشعر بارتياح كبير لانتهاء حقبة هايسي من دون أن نعرف نزاعاً في اليابان». وغمر التأثر اليابانيين المتجمعين في حدائق القصر، خصوصاً أنه من غير المتوقع أن يظهر أكيهيتو علناً بعد الآن قبل نهاية عهده. وقالت الطالبة يومي نيشيمورا: «جئت إلى هنا مع والدتي حتى تبقى صورة ظهوره الأخير مطبوعة في ذاكرتنا. أريد أن أقول له إننا نقدر له ما قام به من أجل البلاد».
مشاركة :