مجلة الدوحة الثقافية تناقش مسألة الفقدان الطوعي للخصوصية

  • 1/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ناقشت مجلة الدوحة التي تصدرها إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة، في عددها "رقم 135" لشهر يناير الجاري مسألة فقدان الخصوصية بحثا عن الاعتراف الخارجي ضمن الملف الرئيسي. وأوضحت المجلة في الملف الذي شارك فيه عدد من الكُتّاب والباحثين، أن ثقافة الخصوصية في تراجع مستمر، حيث إن تحولات الحياة الاجتماعية المعاصرة، تظهر أننا نعيش في تناقض كبير بين "مطلب الخصوصية" وواقع "حياة أقل خصوصية". وفي هذا الصدد، أبرز الكاتب محمد الإدريسي في مقاله "ربع سكان الأرض يفقدونه طوعيا!"، أن المعادلة تغيرت إلى حد بعيد، إذ أنه في الماضي القريب كانت الأسرة كما العائلة، النواة الأولى لبناء الخصوصية وتلقين مبادئ الحياة الشخصية وتهيئ الأفراد للحياة الاجتماعية وبالموازاة تربيتهم على ضرورة تقديس الحياة الخاصة في مقابل الحياة العامة. ونقل الإدريسي تقريرا نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية تحت إشراف عالمة الأعصاب أنجيلا سيرغو، ينبه إلى تراجع مبدأ الخصوصية في تنظيم التفاعلات والعلاقات الإنسانية المباشرة أو غير المباشرة، وأن خطورة ذلك تكمن في صعوبة تقويم ورصد عواقبها المحتملة، حيث أضحت الخصوصية قيمة نادرة في عصرنا الحالي، نظرا لتعارضها مع مقومات "اقتصاد الرغبة" الذي يتغذى على بياناتنا من أجل توجيه اختياراتنا وجعلنا أكثر قبولا لمشاركة خصوصياتنا مع الآخرين والغرباء الذين كنا إلى زمن قريب نرفض فكرة التعرف إليهم قبل التفكير في إطلاعهم على أسرارنا. وفي هذا السياق، نشر موقع إلكتروني إحصاءات حديثة صادمة حول استخدامات تطبيق "أنستغرام" وأثره في إضعاف الرابط الاجتماعي من خلال التعزيز الكوني لثقافة مشاركة الخصوصيات، اليومي والمعيش والحياة الشخصية بين ملايين وملايين المستخدمين، إذ يقضي الشباب أزيد من نصف ساعة يوميا في مشاركة صورهم وحياتهم الخاصة، وأزيد من 4 ملايين إعجاب يوميا، و95 مليون منشور و400 مليون خلفية يومية للمشتركين، بما يظهر أن أزيد من ربع سكان الأرض فقدوا خصوصياتهم وبياناتهم بشكل طوعي تحت إغراء ثقافة الصورة. ونشرت المجلة ترجمة لحوار مع عالم الاجتماعي الفرنسي أنطونيو كاسيلي، أجرته الكاتبة كلير هيميري بعنوان "الخصوصية" من جون ستيوارت ميل إلى مارك زوكربيرج". وأشار كاسيلي إلى أن شركات القطاع الرقمي ليست مجرد فاعلين اقتصاديين وتكنولوجيين كما يعتقد الناس، بل إن هذه الشركات إلى جانب تقديم حلول تكنولوجية، فإنها تضع مجموعة من المعايير في شكل أوامر وتعليمات ذات طبيعة اجتماعية وتكنولوجية في آن واحد، وأن بعضها تفرض نفسها ورؤيتها للعالم على مرتاديها. ونوه عالم الاجتماعي الفرنسي بأن هذه الشركات أنتجت خطابات تشكك في جدوى حماية الخصوصية، مؤكدا أن خصوصيتنا لم تختف، رغم تصريحات بعض مروجي ثقافة السوق المشحونة إيديولوجيا، بل على العكس من ذلك، هي قد تغيرت نوعيا، أي أنها لم تعد تعرَّف على أنها حق فردي كما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر، وإنما تحولت لتصير مفاوضة جماعية، وأن الذي حصل هو تغير وضع الخصوصية والتحدي الحالي صار إعادة تعريف هذا المبدأ والدفاع عنه. وفي باقي مواد الملف، يجد القارئ مقالا للكاتب محمد مروان بعنوان "دائرة الخصوصية.. هل تصبح مجرد وهم؟"، فضلا عن تقرير عن كتاب للأمريكية سارة إليزبيث إيغو بعنوان "المواطن المعروف.. قصة الخصوصية في أمريكا الحديثة"، وحوار مع المؤلفة نفسها. كما تطرق ملف المجلة قضية الخصوصية في جانبها السينمائي، وفي هذا الصدد كتب أمجد جمال "عن صناعة التطفل إلى مقاومته. من جهة أخرى، رصد العدد الجديد من مجلة الدوحة الثقافية، مواقف المثقفين من "السترات الصفراء" في التراب الفرنسي. وفي باب "محطات"، وثّق العدد لسيرة ومسيرة الفنان القطري الراحل عبدالعزيز جاسم، والذي ترك بصمة راسخة في الفن الخليجي، فضلا عن عدد من المقالات والحوارات الأدبية الدسمة لأدباء عرب وأجانب. وأهدت المجلة لقرائها كتاب العدد بعنوان "غزلان الليل.. حكايات شعبية أمازيغية" جمعها: إيميل لاوست وترجم منها إدريس الملياني.;

مشاركة :