أقيم بالمجلس الأعلي للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري الصالون الثقافي الذي يحمل عنوان "سمير أمين وتحديات العولمة ..قراءة في أعمال سمير أمين ".تناول الصالون تسليط الضوء علي أعمال المفكر الراحل وإسهامه وتأثيره في الثقافتين العربية والأفريقية أدار الصالون الدكتورة أماني الطويل.بدأ الصالون بكلمة الأمين العام الدكتور سعيد المصري والتي وصف فيها الراحل بأنه علما من أعلام مصر صاحب تاريخ حافل ومسيرة ناصعة البياض من العمل المصري الرصين ، تجاوز بمضمونه وقيمته الأفاق المحلية وذهب إلي أفاق عالمية .وأضاف المصري بأن للراحل مواقف صلبة لا تنسي كان فيها مساندا للعدالة والحق ، ووقف بما قدمه من أفكار وأعمال ضد توحش العولمة علي العالم المحيط بها فهو كما وصفه أحد المؤسسين الكبار الذي تعلمنا علي يديهم .كما أشار" المصري" إلي طرح الراحل لنظرية " التبعية " التي سميت بشكل مهذب إلي " العولمة " والتي هيمنت علي مقدرات الشعوب الأخري وفرضت سياسات عدم التكافئ والا عدل.وتابع" المصري" بأن سمير أمين كان نموذجا يستحق التقدير والأحترام بما قدمه للفكر الاقتصادي العالمي بمفاهيم تفضح الرأسمالية المتوحشة فقد كتب عن التطور الغير متكافئ وأزمة الأمبيريالية ، لذا لابد أن نهتم بأفكاره القيمة الهامة ونناقش فكره الذي قدم تطورا هاما عن عالمنا المعاصر ، ونأخذ من ما قدمه الدروس المستفادة .واختتم "المصري" كلمته بالتأكيد علي بقاء أعمال سمير أمين ووصفها بالرائدة التي تثري جهد كل الباحثين بعده في هذا المجال .ثم تحدثت الدكتورة أماني الطويل عن شعبية سمير أمين في قارة إفريقيا مستشهدة ببعض الحضور من سكانها بالقاعة ، وأضافت بأن سمير أمين لعب دورا كبيرا هناك لذا فإنهم يعلمون ويدركون في بلادهم الدور الذي بذله خاصة أنهم يتبعون الكتلة التي عانت من التبعية .وأشارت كذلك إلي الدور الهام للراحل في " مجلس العلوم الاجتماعية " بالسنغال الذي دعم القدرات السياسية لقارة أفريقيا كما ساعد في تطوير الفكر السياسي لديهم .وعن حياته وسماته تحدث الأستاذ حلمي شعرواي رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات العربية والأفريقية معلقا بأنه من الظلم أن يصف البعض الراحل بأنه غربي النزعة والهوية فهو أبن بورسعيد من أب وفدي وأم فرنسية ، كلاهما طبيبان تعلما الطب في جامعة " ستراسبورج " في اوائل العشرينات من القرن الماضي وأضاف شعرواي بأن من يقرأ مذكرات سمير أمين في جزئها الأول سوف يري جوانبا من إنغماسه في قلب الحياة المصرية جعلته شريكا قويا في تأسيس الحركة الثانية للماركسية في مصر .وعن مفهوم سمير أمين للماركسية قال أنه كان يتحاور حول الماركسية والشيوعية وكان وقتها لم يتجاوز العشرين عاما .وتابع شعرواي بأن تحليله الدائم لخريطة النظم العالمية كان هو الشاغل الدائم له ، فكثيرا ما ألقي بأفكاره وتحليلاته ليفكر ويتدبر مثقفو بلدان الجنوب وحركاتها الوطنية والشعبية .وعن " جاذبية سمير أمين " تحدث الدكتور أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة مشيرا لفكرة الجاذبية للراحل بأنها جاءت من جاذبية الماركسية التي مال لها الكثير من الشباب بعد الحرب العالمية الثانية وأضاف "مغيث" بوجود فصيل آخر رفضها فكان سمير أمين هو الحل ، فهو يعد من أكبر نقاد الأمبيريالية والتي اعتبرها سبب للهدم الذي تم في بعض دول العالم ، ونجده قد طالب الأنسان العربي في معظم أعماله وفكره بضرورة مقاومة الهيمنة الغربية دون أن نغض النظر عن الأجزاء المستنيرة في الفكر الغربي .
مشاركة :