إلى أين تتجه بوصلة الأسواق العالمية العام الجاري؟

  • 1/3/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مُنيت الأسواق العالمية بخسائر كبيرة على صعيد الأسهم والسلع وغيرها من الأصول خلال عام 2018، الذي كان متقلبًا بشكل حاد في مجمله، لكن هذه التذبذبات تجعل المستثمرين العالميين في حيرة من أمرهم وبحاجة للإجابة عن تساؤلات مُلحة لمعرفة وجهتهم القادمة في العام الجديد، بحسب تقرير لـ «فايننشال تايمز». 1 – سندات الخزانة الأميركية يمكن القول إن عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات، الأكثر تأثيرًا على الأسواق حول العالم، وأظهرت الاضطرابات التي شهدها عام 2018 مدى حساسية المستثمرين الشديدة تجاه تحركاته. ومع قرب نهاية العام الماضي، شهدت أسعار سندات الخزانة ارتفاعًا قويًا، وهو ما قابله انخفاضًا في العائدات، حيث بدأ المستثمرون في مصادر الدخل الثابت يتوقعون تراجعًا في أداء اقتصاد الولايات المتحدة. ورغم الانخفاض الحاد في العائدات على مدار شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، حيث سجل العائد على السندات العشرية %2.72، يتوقع المحللون ارتفاعه إلى %3.44 بحلول نهاية عام 2019، وفقًا لمسح أجرته «بلومبيرغ». وإذا تحقق هذا السيناريو، فمن المرجح ازدياد قوة الدولار مع اتجاه رؤوس الأموال إلى الأصول الأميركية، وهو ما يشكل ضربة لسندات وأسهم الأسواق الناشئة، لكن على أي حال كانت توقعات «وول ستريت» للسندات غير دقيقة خلال السنوات الأخيرة. ويعتقد آخرون أن سوق السندات كان محقًا في توقعاته المتشائمة بشأن الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة، خاصة بعد رفع الفدرالي لأسعار الفائدة 4 مرات خلال عام 2018، ويعتقدون أن انقلاب منحنى العائد هو الإشارة الأهم على قدوم الركود. 2 – نهاية التيسير الكمي في أوروبا بينما سيلعب سوق سندات الخزانة الأميركية الكثير في تحديد أداء السندات السيادية الأخرى، فإن التوقعات المتعلقة بالديون الحكومية الأوروبية ستتأثر أيضًا بقرار البنك المركزي إنهاء برنامج شراء السندات الهائل، والذي انطلق عام 2015. وساعدت مشتريات البنك المركزي الأوروبي على خفض عائدات السندات، ومع غياب هذا الدور مستقبلًا، ستكون هناك ضغوط صعودية منطقية، لكن البعض يشكك في احتمالية ارتفاع العائدات بشكل ملحوظ في عدد من بلدان منطقة اليورو. كبداية، سيواصل البنك المركزي الأوروبي إعادة استثمار عائدات الديون المستحقة التي يمتلكها بالفعل، وهذا يعني أن محفظته ستبقى عند المستوى الحالي البالغ 2.6 تريليون يورو (2.95 تريليون دولار). إن الموقف المالي المتوازن لبعض بلدان اليورو الرئيسية، خاصة ألمانيا، سيعوض إلى حد كبير غياب الدور الذي لعبه البنك المركزي على مدار 3 سنوات، ويعتقد المحللون أن برنامج إعادة الاستثمار سيظل داعمًا لعائدات السندات الأوروبية. على أي حال، سيركز المستثمرون الأوروبيون في مصادر الدخل الثابت، على الأداء الاقتصادي للمنطقة، والخلافات التجارية العالمية، و«بريكست»، والأوضاع في إيطاليا، وهي عوامل إذا زادت حدة المخاوف المرتبطة بها فسيكون من الصعب ارتفاع عائدات السندات الألمانية. 3 – هل تنتعش الأسهم الأميركية؟ بعد النهاية القاسية لأداء الأسهم الأميركية العام الماضي، والتي جاءت على خلاف ما قدمته في وقت سابق من السنة، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية مستويات قياسية، فإن السؤال الرئيسي الذي يبحث المستثمرون عن إجابته، هل بلغت الأسهم الأميركية ذروتها بالفعل خلال هذه الدورة الاقتصادية؟ لو كانت الإجابة نعم، فإن المستثمرين سيتساءلون عما إذا كان ستتجه السوق الأميركية للارتداد خلال الربع الأول من عام 2019، فيما يقول مصرف «باركليز»، إن هناك سيناريو أكثر ترجيحًا ستتجه فيه الأسهم لانتعاش أخير قبل قدوم الركود بعد عامين، لكن هناك سيناريو آخر يقول إن الأسهم بلغت ذروتها بالفعل وستواصل الهبوط قبل قدوم الركود بعد عام. 4 – اليوان الصيني لا يزال أداء العملة الصينية يربك المستثمرين العالميين، فمن يعتقدون أن البيانات الرسمية للناتج المحلي الإجمالي تبالغ في إظهار قوة الاقتصاد، يتوقعون سماح بكين في نهاية المطاف بمزيد من الهبوط لليوان في 2019. ويعتقد المحللون أن هذا الاحتمال سيُبقي سوق الأسهم الصينية (الأسوأ أداءً في العالم خلال 2018) عرضة للخطر في 2019. كما أن نجاح أو فشل بكين وواشنطن في التوصل لاتفاق تجاري أم لا سيسهم بشكل كبير في تحديد مصير العملة الصينية. (أرقام)

مشاركة :