كل الوطن- متابعات: إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم قال أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن التعذيب بالنار؛ وذلك لأن النار لا يعذب بها إلا الله، مشددًا على خلق العفو عند المقدرة، وأنه من خلُق المسلمين ومتبعي سنة الرسول الكريم بحق. وقال الدكتور سعود الشريم، خلال خطبة الجمعة اليوم، التي تناولت الحديث حول وقعة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة على أيدي تنظيم داعش الإرهابي: إن الصحابة و التابعين كانوا -رضي الله عنهم- يدركون أن الجهاد في سبيل الله إنما شُرع لرحمة الخلق ولإخراجهم من الظلمات إلى النور؛ فلذلك أيقنوا أن تلكم الأشياء تتنافى مع ما شرع له. وقد أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بَعَثنا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي بَعْثٍ ،فَقَالَ لَنَا: إِنْ لَقِيتُمْ فُلانًا وَفُلانًا (لِرَجُلَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُمَا) فَحَرِّقُوهُمَا بِالنَّارِ ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ نُوَدِّعُهُ حِينَ أَرَدْنَا الْخُرُوجَ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ أَنْ تُحَرِّقُوا فُلانًا وَفُلانًا بِالنَّارِ، وَإِنَّ النَّارَ لا يُعَذِّبُ بِهَا إِلا اللَّهُ، فَإِنْ أَخَذْتُمُوهُمَا فَاقْتُلُوهُمَا. موضحا فضيلة الشيخ الشريم أن النسائي قد بوّب بابًا في كتابه فقال: باب النهي عن إحراق المشركين بعد القدرة عليهم، وقد فعل مثله البيهقي؛ هذا في حق الكافر والمشرك؛ ففي من انتسب إلى الإسلام من باب أولى، ولكن الضرر بالإسلام والمسلمين إنما يقع حينما يتهور الجاهل حال الانتصار له بزعمه، ويغيب أهل العلم عن قيادة أولئك الجهلة؛ فما من فساد إلا والعلم غائب عنه، وما من إصلاح إلا وهو متدثر بالعلم.
مشاركة :