كشف باحثون من معهد العلوم الحياتية بجامعة ميتشيجان الأمريكية، عن أحد أسباب انخفاض وظيفة الحركة وزيادة الضعف في الديدان العجوز الدقيقة، وحددوا الجزيء الذي يمكن أن يحسن الوظيفة الحركية؛ ما يساهم في الحصول على حياة أفضل وأكثر صحة. ونقلت وكالة أنباء شينخوا الصينية (رسمية) عن مجلة ساينس أدفانسيس العلمية، اليوم الخميس، أنّه مع تقدُّم عمر البشر والحيوانات، تتدهور وظائفهم الحركية تدريجيًّا، وتظهر الديدان المستديرة -التي يبلغ طولها ملليمترًا، وتسمى الديدان الخيطية- أنماط شيخوخة تشبه بشكل ملحوظ الأنماط الخاصة بالحيوانات الأخرى؛ فهي تعيش ثلاثة أسابيع فقط؛ ما يجعلها نموذجًا مثاليًّا لدراسة الشيخوخة. ولفهم كيفية تغير التفاعلات بين الخلايا مع تقدم الديدان في العمر، فحص الباحثون نقاط الاتصال التي تلتقي فيها الخلايا العصبية الحركية مع الأنسجة العضلية، وحدّدوا "جزيئًا" يسمي "سلو-1" يعمل كمنظم لهذه الاتصالات؛ فهذا الجزيء يثبط نشاط الخلايا العصبية، ما يعمل على تباطؤ انتقال الإشارات من الخلايا العصبية إلى الأنشطة العضلية، ويقلل من وظيفة الحركة. وعالج الباحثون الجزيء "سلو-1"، أولًا باستخدام الأدوات الوراثية، ثم باستخدام عقار يطلق عليه اسم باكسيلين. وفي كلتا الحالتين، لاحظوا أثرين رئيسيين على الديدان الأسطوانية؛ فهي لم تحافظ على وظيفة حركية أفضل فقط في وقت لاحق من الحياة، بل وعاشت فترة أطول من الديدان الأسطوانية الطبيعية. وقال شوان شيوي أستاذ الفيزيولوجيا الجزيئية والتكاملية في كلية الطب بالجامعة، إنّهم وجدوا أنّ التدخُّلات حسّنت مؤشرين؛ هما: أنّ هذه الديدان صارت أكثر صحة، وأنها عاشت عمرًا أطول. وكان الأمر الأشد إثارةً للدهشة هو أنّ توقيت التدخلات قد غيَّر الآثار كثيرًا على كل من وظيفة الحركة وعمر الحياة؛ فعندما عولج "سلو-1" في وقت مبكر من حياة الديدان، لم يكن له أي تأثير على العمر، وكان له في الواقع تأثير ضار على وظيفة الحركة في الديدان الصغيرة. ولكن عندما تم وقف نشاط "سلو-1" في منتصف مرحلة البلوغ، تحسنت وظيفة الحركة وطول العمر. ويأمل الباحثون أن تشجع هذه النتائج، الآخرين على دراسة دور الجزيء "سلو-1" في الشيخوخة لدى الكائنات الحية الأخرى.
مشاركة :