أشاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بدور المملكة العربية السعودية وما تقوم به في اليمن، في سبيل التخفيف من تداعيات الأزمة اليمنية على المواطن اليمني، كذلك قيادتها لعمليات التحالف العربي لدعم الشرعية وإعادة الإعمار. وأضاف -في حواره مع مجلة "الأهرام العربي" المصرية- أن للمملكة أيادي بيضاء، ليس على اليمن فحسب، بل في مختلف البلدان والأقطار التي بحاجة للإغاثة والعون والمساعدة، مشيرًا أنه لو لم يكن التدخل العسكري العربي في اليمني لاستولى الحوثي على اليمن، وبعد أيام معدودة سنجد الطائرات الإيرانية في الجوّ، وفي كل المطارات اليمنية، ولكن كانت "عاصفة الحزم" هي مفاجأة للميليشيات الحوثية وإيران. وقال، إن قرار عاصفة الحزم أفضل قرار عربي في تاريخ أمتنا وهويتنا العربية، وكان قرارًا شجاعًا اتّخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو قرار استراتيجي لا ينقذ اليمن فقط، بل يوحد المنطقة ككل في وجه التطاولات الإيرانية. مشيرًا إلى أنه لو كان هناك أي تأخر في اليمن لكانت المنطقة ككل ستدفع الثمن. وأوضح أن هذا القرار سرّع في الكشف عن المخطط الفارسي، وكشف أوراق إيران أمام جميع دول العالم. وتحدث الرئيس اليمني، عن جهود مركز الملك سلمان وإسهاماته الإغاثية في اليمن، قائلًا إنها تمثل حجر الزاوية في كل المساعدات الإنسانية التي تقدم لليمن، ولا تقارن مطلقًا مع أي مساعدات أو عون، يقدم من جهات دولية ومنظمات مانحة. وتابع: مركز الملك سلمان قدّم ويقدم للشعب اليمني الغذاء والدواء والإيواء ومعالجة الجرحى، وتسيير رحلات جوية لنقل الجرحى والمنقطعين إلى اليمن من دول شتى منذ بداية الحرب والأزمة. وأشار منصور إلى أن الدعم السعودي لم يقتصر على المحافظات المحررة من ميليشيا الحوثي الانقلابية فحسب، بل شمل مناطق اليمن دون استثناء عبر المنظمات التي يقدم لها الدعم بصورة كبيرة هذا المركز، والتي استحوذ وللأسف الانقلابيون على معظم تلك المساعدات في المناطق الخاضعة لهم والمتاجرة بها، في تحدّ صارخ للإنسانية. وحول الجهود الكبيرة التي بذلها التحالف العربي بقيادة المملكة من أجل عودة الشرعية، أوضح منصور أنه منذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم في 26 مارس 2015، كان الموقف والصوت العربي واحدًا، وبإجماع ليس له نظير في دعم اليمن وشرعيته الدستورية ضد الفعل الانقلابي الغاشم، وتأييد ومباركة جهود دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم، وهذا ما أكدته القمة العربية الـ26 في شرم الشيخ، في 2015. وتذكّر الرئيس اليمني لحظات وضعه تحت الإقامة الجبرية، في منزله الكائن بشارع الستين، غرب العاصمة صنعاء، يناير 2015، والتي نجح بعدها إلى الهروب إلى عدن ومنها إلى الخارج، مضيفًا: لم يكن يتوقع الانقلابيون على الإطلاق عاصفة الحزم، أو تدخلًا عربيًّا ودوليًّا لصالح الشرعية، حتى عندما خرجت من الإقامة الجبرية، واتجهت لعدن قاموا بضرب القصر الجمهوري بالطائرات. وأضاف: وقتها كنت أتراسل مع الأمير الراحل سعود الفيصل، وجاء سفراء دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدن، وهناك أعلنت عن وصول ستة سفراء إلى عدن ليتضح الموقف الخليجي وقتها، لكن لم يكن يتوقع الانقلابيون موقفًا واضحًا من قبل الأشقاء بهذه القوة والوضوح. واستكمل: لقد طلبت التدخل من الأشقاء في المملكة، بعد أن وصل الحوثي لعدن، كنت قد وقعت حينها أمام أمرين، إما أن أطلب تدخّلًا أو أن أسلّم اليمن لإيران، ولم يكن أمامي أي خيار آخر، لأن تسليم اليمن لإيران لا يعني نهاية اليمن، بل يعني وضع المنطقة بكاملها في دائرة الخطر، مضيفًا لو تأخرت ثلاثة أيام كان الحوثي سيصل إلى المهرة وحضرموت، لأنه استولى على جميع الأسلحة والمعدات والجيش أصبح معهم وبأيديهم. وأكد الرئيس اليمني أن تداعيات الحرب الانقلابية للميليشيات الحوثية- الإيرانية، ألحقت أضرارًا جسيمة باليمن وطنًا ومجتمعًا، وطالت تداعياتها الأبرياء والعزل من الأطفال والنساء، الذين هجّرتهم الميليشيات من مدنهم ومناطقهم وقتلت آباءهم في حربها الإجرامية التي استباحت معظم محافظات الوطن لفرض تجربة دخيلة بقوة السلاح، وبدعم مادي وعسكري من قبل إيران، ولتجاوز ذلك -وللحد من تداعياته بعد تحرير معظم محافظات الوطن- نعمل جاهدين في إطار مسؤولياتنا تجاه شعبنا لإنهاء تلك المعاناة التي تسببت بها الميليشيات الانقلابية. وأوضح أن الحكومة اليمنية وبدعم من الأشقاء تعمل بكل ما أوتيت من قوة، على تسخير إمكانات وموارد لمواجهة التحديات المعيشية والخدماتية وتطبيع الأوضاع الأمنية، ومحاربة الإرهاب بجميع صوره وأشكاله في ظروف صعبة ومعقدة، مضيفًا أن الوضع الإنساني في اليمن يتطلب حتمًا ضغط المجتمع الدولي على إيران، ابتداءً بوقف تدخلاتها في الشؤون اليمنية، واحترام السيادة الوطنية، وانتهاءً بالتوقف عن تهريب الصواريخ للميليشيا، التي تستهدف بها الأشقاء في السعودية، في انتهاك سافر لقرار الحظر الدولي.
مشاركة :