دراما لا رائحة ولا لون ولا طعم

  • 2/6/2015
  • 00:00
  • 26
  • 0
  • 0
news-picture

مضى شهر رمضان هذا العام هادئاً دون أن يثير أي عمل درامي مقدم أي ضجة تذكر رغم الكم الإنتاجي الكبير الذي يُعرض على الشاشات هذا العام ووصل لقرابة 150 عملا دراميا منوعا ما بين خليجي ومصري وسوري وخلافه. ويبدو أن " مونديال البرازيل" سحب الأضواء من الإنتاجات الدرامية الرمضانية الضخمة في أول أسبوعين من الشهر الفضيل ولم يترك مساحة للمشاهد العربي لمتابعة هذه الإنتاجات بشكل دقيق والحكم عليها. والمعلوم أن التفاعل بين المشاهد والعمل الدرامي هو ما يُحدث الضجيج إلا أن قلة الاحتكاك بين الجمهور العربي والأعمال الرمضانية المقدمة أثر في نسب المشاهدة والتفاعل معها بشكل أو بآخر. وتفيد استطلاعات الرأي التي أجراها العديد من الصحف العربية بجميع جنسياتها تأثر الدراما بالمونديال لكن بنسب متفاوتة, حيث كانت الدراما الخليجية والمصرية الأكثر تأثراً والسورية الأقل. لكن المتابع الدقيق لما يُعرض هذا العام يلحظ أن المونديال ليس وحده من أخفى وهج هذه الإنتاجات لكن ضعف المضامين في كثير من الأعمال وتشابهها بشكل كبير حتى تغلب فيها الكم على الكيف وجعلها أقل من طموحات المشاهد ولم تعكس حجم الإعلانات المخصصة لها من قبل الفضائيات العارضة, التي تقدر بأكثر من ملياري دولار أمريكي وفق تقديرات خبراء الإعلان في العالم العربي. دراما رمضان هذا العام لم تقدم جديدا يُذكر سوى تسجيل الحضور السنوي للعديد من نجومها, فالزعيم عادل إمام في " صاحب السعادة" يشبهه في " العراف " وباب الحارة في جزئه السادس بدا عملا منسلخا عن الأجزاء الخمسة السابقة, غابت فيها روح العمل, ليظهر فيها مصطنعا مملا غير مقنع للمشاهد الذي تابعه, بحثاً عن ما يذكره بالماضي الجميل. والدراما الخليجية مكانك سر نفس القضايا بنفس الوجوه دون إبداع في قصة أو تمثيل أو إخراج إلا ما ندر لتحفي الكثرة ملامح العمل الجميل ، أما الأعمال المصرية والسورية, فسقطت في وحل التصنيفات السياسية التي فرضتها المرحلة مما جعل المتابعين ينصرفون عنها بحثا عن قضايا حقيقية, تشبههم ليس فيها تصنع تصنع الدهشة وهو ما تفرد به العملاق المبدع يحيى الفحراني ويكون الوحيد صانع الدهشة في الأعمال الدرامية الرمضانية. وخضعت جميع الأعمال لمشرط التجارة والبحث عن المال مما جعلها دراما ممسوخة بلا لون أو رائحة أو طعم، ونحن موعدونا بمزيد من السقوط في السنوات المقبلة, إذا ظل معيار المال وحده هو المتحكم دون النظر للجودة فيما يقدم ويعرض ويحترم رغبات المشاهد العربي المغلوب على أمره.

مشاركة :