نجح أطباء مركز الملك حمد للأورام في إجراء أول عملية زراعة نخاج لمريض بحريني عانى من المرض لأكثر من عامين، وقد أجريت الشهر الماضي وخرج المريض بعد أسبوعين معافى ولم يصب بأي مضاعفات صحية، فيما يستعد المركز خلال الثلاثة اشهر القادمة لإجراء 3 عمليات زرع نخاع مماثلة لثلاثة مرضى بحرينيين. كشف عن ذلك قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح أمس لإعلان تفاصيل الإنجاز الطبي الذي حققه مركز الملك حمد للأورام منذ افتتاحه بحضور رئيس المركز الدكتور إلياس فضل ورئيس الفريق الطبي المعالج البروفيسور التركي مصطفي تشاين، مشيرًا إلى أن العملية اجريت علي أيدي فريق طبي متخصص باشراف مدير مركز الأورام الدكتور إلياس فاضل، وضم الفريق الطبي أطباء متخصصين بقيادة البروفيسور التركي مصطفي تشاتين وبالتعاون مع فريق تقني وتمريضي متخصص إضافة إلى فرق من المختبر وبنك الدم. وقال إن عملية زراعة النخاع تعد الأولى على مستوى البحرين، وتم إجراؤها الشهر الماضي وخرج المريض بعد أسبوعين ليمارس حياته الطبيعية، موضحًا أن المستشفى لم يعلن العملية حتى تم التأكد من سلامة المريض وتخطيه مضاعفاتها. وذكر قائد مستشفى الملك حمد الجامعي أن المريض بحريني الجنسية ويدعى خالد أحمد ويبلغ من العمر 55 عاما وهو متزوج ولديه أبناء، وقد عانى من المرض لأكثر من عامين، مبينا أن المريض يعاني من ورم نقوي متعدد وتم زرع نقي العظم من نفس المريض، مشيرًا إلى أن الفرحة طغت على ذويه وأطفاله بعد خروجه من غرفة العمليات. وقال إن هذه النوعية من العمليات كانت تجرى في السابق خارج المملكة وتكلف الدولة مبالغ كبيرة علاوة على مشقة السفر والانتظار لفترات قد تتجاوز السنة، مضيفا أن هناك خطة شاملة تضع مركز الملك حمد للأورام ضمن اكبر مراكز علاج الأورام في المنطقة وفق المواصفات العالمية وأن يكون الأول في إجراء عمليات زراعة النخاع في المنطقة تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك المفدى وأن يكون مركزا وطنيا لتدريب الكوادر البشرية البحرينية في هذا الجانب. وقال إن المركز كان يتوقع أن يستقبل 464 حالة، ولكن العدد تضاعف ليصل إلى أكثر 800 حالة سنويا نظرا إلى الثقة الكبيرة التي يتمتع بها المركز بين المواطنين والمقيمين في البحرين مما اضطررنا إلى التفكير بإضافة أسرة جديدة إلى العدد الأصلي وقمنا بإضافة 40 سريرا حاليا ليصبح إجمالي العدد 160 سريرا، مؤكدا أن البحرين من الدول عالية النسب في حجم الإصابة بالأورام، مبينا أن 40% من حالات السرطان هي سرطان الثدي وهي الأكثر انتشار في المجتمع البحريني يليه سرطان البروستات الذي يصيب الرجال ويحل بالمرتبة الثانية. وأفاد قائد المستشفى بأن مركز الأورام يستقبل من 50-60 حالة أسبوعيا جديدة وقديمة الاكتشاف، مبينا أن المركز أعد أجندة 2019 لتنظيم حملات مجتمعية صحية للتوعية بالكشف عن الأورام السرطانية. ومن جانبه ذكر الدكتور إلياس أن مثل هذه العمليات تجرى لتجنب الجرعات العالية من الأدوية، موضحًا أن المريض يعاني من عجز في إنتاج خلايا الدم، مشيرًا إلى أنه قبل إجراء العملية تم وضع خلايا الدم التي أخذت من دم المريض نفسه في ثلاجة خاصة عالية البرودة وتحت درجة 180 تحت الصفر لحفظها لحين إجراء عملية النقل ثم تم نقل الخلايا للمريض ليتمكن بعد ذلك من إنتاج خلايا دم جديدة. وأشار إلى أن مثل هذه التقنية المتطورة ستمكننا من زراعة خلايا دم لعلاج العديد من الأمراض مثل اللوكيما والسكلر والثلاسيميا بالإضافة إلى علاج العديد من الأمراض التي لم يتمكن الطب من علاجها سابقا، مفيدا بأن المريض ظل تحت المتابعة والفحص المتكرر حتى تم التأكد من سلامته وشفائه.
مشاركة :