مع إعلانها هبوط مسبار فضائي بنجاح صباح الأمس على الجانب البعيد للقمر، حفرت الصين لنفسها موقعا خالدا في تاريخ رحلات الاستكشاف الفضائية لتصبح أول دولة تصل إلى هذا الجزء الذي لم يستكشف بعد من القمر.وحسب ما ذكرت الوكالة الألمانية للأنباء، فقد هبط المسبار صباح أمس، تحديدا في الساعة 1026 صباحا بالتوقيت المحلي (0226 بتوقيت غرينتش)، ونقل أول إشارة من الجانب المظلم من القمر إلى الأرض، عبر القمر الاصطناعي «تشويه تشياو». وقد تضمن النقل صورة عن قرب للجانب البعيد من القمر.وهبط المسبار في «حفرة أيتكن»، التي تم إطلاق هذا الاسم عليها، تيمنا برائد الفضاء الأميركي، روبرت جرانت أيتكن، بالقرب من القطب الجنوبي للقمر.ومن جانبه، قال وو ويرين، المصمم الرئيسي للبرنامج الصيني لاستكشاف القمر، إن عملية هبوط المسبار «كانت تمثل تحديا كبيرا في ظل قصر الوقت، والصعوبة البالغة والمخاطر»، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).وكانت سفينة الفضاء بدأت في الهبوط في الساعة 1015 صباحا، على بعد 15 كيلومترا من سطح القمر، بمساعدة محرك ذي دفع متغير، بحسب ما ذكرته إدارة الفضاء الوطنية الصينية.وقال وو إن العملية بأكملها تمت تلقائيا، من دون أي تدخل من جانب المراقبة الأرضية.وأشارت وكالة الفضاء الصينية في بيان على موقعها الإلكتروني، إلى أن الهبوط كشف عن الغموض المحيط بالجانب البعيد من القمر و«فتح صفحة جديدة في تاريخ اكتشاف البشر للقمر» حسب ما نقلت وكالة «رويترز». وتضمن البيان صورة ملونة التقطت بزاوية واسعة لحفرة على سطح القمر.وهبط المسبار، الذي يضم مركبة إنزال وعربة متجولة، في منطقة محددة قرب القطب الجنوبي للقمر وتشمل مهام المسبار تشانغ آه - 4 الرصد الفلكي ومسح التضاريس والتكوين الصخري للقمر وقياس الإشعاع النيتروني والذرات المحايدة لدراسة البيئة على الجانب البعيد من القمر.* قوة فضائية رئيسيةيعد هبوط المسبار إنجازا مهما لبكين في سعيها للحاق بروسيا والولايات المتحدة كي تصبح قوة فضائية رئيسية بحلول عام 2030.وتعتزم الصين البدء في بناء محطة فضائية مأهولة خاصة بها العام المقبل.ورغم إصرار الصين على أن طموحاتها سلمية تماما، تتهمها وزارة الدفاع الأميركية بممارسة أنشطة تهدف لمنع دول أخرى من استخدام أي عتاد موجود في الفضاء عند وقوع أزمة.وإلى جانب طموحاتها المدنية، اختبرت بكين صواريخ مضادة للأقمار الاصطناعية، وحظر الكونغرس الأميركي على إدارة الطيران والفضاء (ناسا) التعاون مع نظيرتها الصينية بسبب مخاوف أمنية.وفي عام 2003 أصبحت الصين ثالث دولة ترسل إنسانا إلى الفضاء على متن صاروخ من إنتاجها بعد الاتحاد السوفياتي السابق والولايات المتحدة، وقالت في 2017 إنها تستعد لإرسال شخص إلى القمر.وأكملت الصين أول هبوط سلس على القمر في عام 2013 لكن مسبارها (جيد رابيت) بدأ يتعطل بعد بضعة أسابيع.
مشاركة :