"سننتشل اليمن من هذا الخراب إن شاء الله" .. قال هذه الكلمات «طاهر» ذو الـ30 عامًا هو أب لـ6 أبناء، رغم إصراره على مقاومة ميليشيات الحوثي التي تقتحم على اليمنيين صفاءهم وتفرض الخراب على ديارهم ووطنهم، ورغم إصابته مرتين الأولى في رأسه والأخيرة في كتفه إلا أنه يأبى أن يستكمل أبناؤه النضال من بعده بحكم إن "الضنى غالي"، فهو يحلم بأن يكتب بدمائه آخر سطر في تلك الحرب ليعيش الصغار مستقبلا أفضل من ماضيه المليء بالدماء، ويشرعوا في ترميم ما خلفته الحرب.خلال استقبال مستشفى دار الفؤاد بمدينة نصر للجرحى اليمنيين بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، رصدت عدسة «صدى البلد» الوجه الآخر من معاناتهم، فقد استقبلت المستشفى أول أمس الفوج الثالث من مصابي الحرب في اليمن ليشرف على علاجهم طاقم من أفضل الكوادر الطبية المصرية، وتتكفل الإمارات بنفقات العلاج، وذلك لإحياء روح الأخوة العربية.لم يكن طاهر وحده من أتى إلى مصر وترك خلفه آثار دمائه وبقايا من حكايات لم تحكى بعد، فأكثر من 50 شخصا يقطنون هنالك في ذاك المشفى برفقة ذويهم بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لتحديد حالاتهم بدقة ثم بعد ذلك تسكينهم في غرف خاصة."الحوثي مجرم .. لا يرحم أحد .. لا نساء أو أطفال ولا حتى وطن.. لا يشبع ..يعتقد بأن الرزق رزقه وكأنه الرازق" قالها طاهر بأسى شديد على ما يرى بأنه ينهش في بلده الحبيب من دون رحمة، أصيب مرتين وتم نقله إلى مستشفى «عدن»، أجرى المشفى عملية لرأسه لكنهم رفضوا التدخل الجراحي في كتفه لعدم وجود إمكانيات ولربما يصاب "بالشلل" لذا استقبلته مصر لإجراء تلك العملية.فيما قال «حاتم السويفي» مدير العلاقات العامة بمستشفى دار الفؤاد، أنهم يحرصون على تقديم الرعاية المعنوية قبل الطبية للمريض، وبأن الفضل يرجع للهلال الأحمر الإماراتي في اتخاذ تلك المبادرة، ويضيف بأن عدد المرافقين يوازي تقريبًا عدد المصابين وعلى الرغم من ذلك فإن المشفى قادر على استيعاب هذا العدد حتى الآن.وأضاف "نخطط للتعاون والتنسيق مع الفنادق المجاورة لتوفير أماكن سكنية لكي يتم استيعاب أكبر عدد ممكن من المصابين" ويضيف " نحن بصدد استقبال وفود من دول عربية أخرى كالسودان وسوريا وتقديم أفضل ما لدينا لانتشال أشقائنا في كل مكان".
مشاركة :