متحف هيئة قناة السويس: منذ عهد الفراعنة إلى قناة السويس الجديدة

  • 1/5/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يقع مبنى المعرض التاريخي لهيئة قناة السويس الذي افتتح رسميا في يوليو/تموز 2014 مستهدفا أن يكون مركزا ثقافيا يحفظ تاريخ قناة السويس، بشارع الجمرك بمدينة السويس ويتميز بطابع معماري فرنسي، مكون من طابقين ومغطى بقوالب القرميد الأحمر، ويرجع تاريخه إلى ما بعد حفر قناة السويس، حيث اتخذه جول جيشار الفرنسي مقرا لإدارة ترانزيت الملاحة البحرية من هذا المبنى المطل على على القناة وذلك في عام 1869. فكرة تأسيس المتحف بدأت عندما انتقلت الفنانة التشكيلية د. منى الصياد من الاسكندرية إلى الإسماعيلية للعمل فى هيئة قناة السويس، تقول: "سألت من أول يوم وطأت فيه قدمي قناة السويس وأنا أعلم مدى حجمها وقيمتها بالنسبة للعالم أجمع، سألت من أين أذهب لمتحف قناة السويس؟ لأني واثقة أن ثمة متحفا هناك يؤرخ للقناة منذ كانت فكرة في عهد الفراعنة، وسيمنحنى كل ما أريد من ثقافة وتاريخ ومعلومات عن المكان؛ فصدمت من الإجابة غير المتوقعة بالنسبة لي، وهي متحف إيه؟ لا يوجد لدينا متحف.. فذهلت متسائلة كيف لمؤسسة عمرها يزيد عن 150 عاما ليس لديها ما يؤرخ لها؟ وبالتالى أدركت حجم المشكلة الرهيبة التي أدت إلى فقد الكثير والكثير من كنوز هيئة قناة السويس عبر العصور. وتحمست للفكرة إلى أن جاءت الفرصة عام 2013 وتمردت على الوضع الروتيني الذي جعلني موظفة فقط .. والذي يتنافى مع شخصيتي فعقدت العزم وحملت نفسي المسؤلية بشكل فردي. لتحويل فيلا أثرية قديمة إلى متحف ومحاولة جمع المتناثرة من الأوراق والمقتنيات والأثاث واللوحات. وبدأت مع مجموعة من زملائي المجازفة لتحويل فيلا جول جيشار انتى رئيس الهيئة قناة السويس بعد ديليسيبس إلى متحف يضم تاريخ القناة بالصور والرسوم والمقتنيات. وتضيف الفنانة التشكيلية منى الصياد "بدأ العمل في يوليو 2014 وفرش 6 حجرات تحكي تاريخ القناة منذ عهد الفراعنة إلى قناة السويس الجديدة.. واستخدام أحدث الأجهزة ووسائل العرض الحديثة في المتاحف. المتحف مجاني. يستقبل رحلة المدارس والجامعات والأفراد والأسر من المصريين والأجانب. هدفه الانتشار داخل الإقليم وخارجها، وداخل مصر وخارجها. المعرض مرسل ومستقبل. أي أن دورنا الخروج إلى الجمهور ومحاولة ربطنا بالمتاحف القومية والعالمية، كمركز إشعاع ثقافي وخاصة جمعية أصدقاء ديليسيبس بفرنسا ومتحف اللوفر. في متحف قناة السويس كما أثقلت مجموعة العمل بدراسة الآثار والمتاحف وتم التواصل مع وزارة الآثار والثقافة والسياحة وجامعة القاهرة كلية الهندسة وكلية الآثار وجامعة قناة السويس. وفق منظومة من الفكر والفن والثقافة والتاريخ. وبالفعل أثبت المعرض التاريخي لهيئة قناة السويس كفاءته في الحفاظ على الماضى والحاضر والمستقبل". وتشير الصياد إلى أن المتحف يهدف إلى جمع وحفظ وعرض كل ما يتعلق بتاريخ القناة، حيث يحتوي على مجموعة من اللوحات المطبوعة التي تحكي تاريخ القناة بالصور والمكاكيتات وبعض من المقتنيات والألبومات والأفلام الوثائقية القديمة، والأفلام التسجيلية التي تؤرخ القناة منذ الحفر حتى الآن، إلى جانب المجسمات المعدنية وأجزاء من الوحدات البحرية الخاصة بالسفن والكراكات. في المدخل الرئيسي الذي يؤدي للمعرض تقع حديقة أمامية تضم مجموعة من اللوحات التي تحكي مشاهد الحفر بالقناة ومجموعة من أجزاء معدات بحرية وضعت كتماثيل ميدانية على قواعد من الطوب الفرعوني كالمخطاف وريشة الرقاص، وسن الحفار والبكارة. كما تضم الحقيقة ورشة فنية ومكتبا فنيا ومكتب الأمن ومجموعة من المقاعد الخشبية لاستراحة الزوار. وهناك حديقة أخرى للمبنى تمثل خلفيته وتضم جدارية من النحاس الأحمر والأصفر تجسد بطولة الرئيس أنور السادات والمهندس مشهور أحمد مشهور رئيس الهيئة والفلاح المصري يحمل الخير لمصر يرجع تاريخها لعام 1981. ويضم الدور الأول ثلاث قاعات وممر، قاعة العرض المرئي المجهزة بوسائل العرض المرئي والمسموع وتحتوي على 14 لوحة وخريطتين بحريتين للمجرى الملاحي للقناة القديم والحديث. وفي الممر تتوزع صور رؤساء هيئة قناة السويس الاثني عشر منذ الحفر إلى الآن، وشرح لسيرهم الذاتية وأهم إنجازاتهم، وهم: فردينان ديليسيبس "1855 ـ 1894" وجول جيشار "1894 ـ 1896"، وشارل جونار "1913 ـ 1927" والنبيل دي فوجيه "1927 ـ 1948" والسيد فرانسوا شارل "1948 ـ 1956". ثم جاءت مرحلة التأميم وعودة القناة خالصة للمصريين ليرأسها ستة أبطال هم د. محمد حلمي بهجت بدوي "1956 ـ 1957" والمهندس محمود يونس "1957 ـ 1965" والمهندس مشهور أحمد مشهور "1965 ـ 1983" والمهندس محمد عزت عادل "1984 ـ 1995" والفريق أحمد علي فاضل "1996 ـ 2012" وأخيرا الفريق مهاب مميش "2012 إلى الآن". القاعة الثانية قاعة الحفر وتضم 22 لوحة تصور تاريخ القناة منذ أن كانت فكرة أيام حكم الفراعنة ومحاولات اتصال نهر النيل بالبحيرات المرة بالبحر الأحمر والمتوسط وصولا إلى دراسة الموضوع وتنفيذه، إلى منح الخديوي إسماعيل لديليسبيس حق امتياز القناة وصولا لمرحلة الحفر الفعلي بالقناة، وكيف عانى الفلاح المصري من السخرة وإلى أي مدى تطور الحفر بدخول الآلات والمعدات والكراكات ذات الذراع الطويلة والعربات اليدوية التي تجر على قضبان السكة الحديد، وصولا إلى دخول الماء إلى القناة من بورسعيد إلى السويس باتصال البحر الأحمر والمتوسط، وبداية الملاحة بالقناة تحت قانون العبور الذي صاغته اتفاقية القسطنطينية ومدى تطور السفن التي بدأت بالسفن الشراعية ثم السفن البخارية التي تعمل بالفحم. كما تضم القاعة ماكيت المبنى الإداري لشركة قناة السويس البحرية بالاسماعيلية 1869 وتمثال الفلاح المصري الذي شارك في حفر القناة إعزازا وتقديرا لدوره بالإضافة إلى ألبوم صور يحكي تاريخ الحفر. وتضم قاعة الافتتاح 29 لوحة تمثل مراسم الاحتفال عام 1869 من بينها لوحة للدعوة التي أرسلها كل من الخديوي إسماعيل وفردينان ديلسيبس لملوك ورؤساء العالم لحضور حفل الافتتاح الأسطوري، وعلى رأسهم الملكة أوجيني زوجة الإمبراطور لويس الثاني ملك فرنسا ولوحات استقبالها بحفاوة بالغة والقصور التي بنيت لاستراحتها بالقاهرة والإسماعيلية. ولوحات تشكل المنصة الرئيسية التاريخية التي ضمت رؤساء وملوك العالم والبزخ والترف الذي ساد الحفل من الولائم والفرش والأثاث، إلى تجهيز حفل العشاء والحفل الراقص بقصر الخديوي إسماعيل ببور سعيد. كما تضم قاعة الافتتاح ماكيت لمبنى القبة ببورسعيد ذي الطراز الإسلامي "المقر الإداري للشركة العالمية لقناة السويس البحرية ببورسعيد"، والذي يرجع تاريخه إلى عام 1859 كما يضم ماكيت لمبنى ديلسيبس أول مبنى تم إنشاؤه على الطراز الفرنسي بالإسماعيلية، اتخذه ديلسيبس المقر الرئيسي للسكن ولإدارة القناة منذ 1869 بالإضافة إلى ألبوم صور يبين أهم شخصيات حفل الافتتاح. وبين الطابقين الأرضي والأول للمبنى سلم يعلوه لوحة جدارية مرسومة يدويا ومطبوعة على مساحة 2 متر في 2 متر تبين أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ القناة منذ الحفر إلى الآن، أي منذ أن فكر المصري القديم في شق قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط وتطورات القناة الحالية لتكون أهم ممر ملاحي عالمي في تاريخنا الحديث. وعلى اليمين سجادة قديمة وأدوات مطبخ نحاسية صناعة يدوية يرجع تاريخها للقرن 19 إلى جانب ماكيت لمبنى الراهبات ببورسعيد والتي حيت منه الملكة أوجيني الشعب البورسعيدي أثناء الاحتفال بافتتاح القناة عام 1869. وفي قاعة التأمين هناك 24 لوحة تحكي لحظة التأميم التي أعلن فيها الرئيس جمال عبدالناصر تأميم القناة والاستيلاء على ممتلكات الهيئة ببورسعيد والإسماعيلية والسويس وأثر مؤامرة انسحاب المرشدين والاجانب والاستعانة بضباط البحرية المصرية وتحدي العالم كله وإثبات أن المصري قادر على إدارة هذا المرفق العالمي دون مساعدة من الغرب وذلك عام 1956 ثم العدوان الثلاثي وأثره على توقف العمل بالقناة ونصر أكتوبر 1973 ومراحل التطوير والتطهير بالقناة مرورا بالافتتاح الثاني عام 1975 والافتتاح الثالث 1980. أما قاعة التطوير فقد ضمت عدد 17 لوحة تمثل مراحل تطوير السفن من حيث الشكل والحجم والحمولة والمراكب الشراعية والسفن البخارية ثم السفن صغيرة الحجم وصولا إلى السفن العملاقة من ناقلات البترول والغاز الطبيعي وسفن الحاويات والركاب ومدى التطور الذي لحق بالقناة من حيث العمق والعرض والأجزاء المزدوجة حتى صارت قادرة على استيعاب مرور السفن العملاقة بالعالم، إلى جانب تطور الكراكات من الشكل الخشبي البسيط إلى كراكة القواديس وصولا إلى الكراكة الطاردة والماصة. إلى جانب ماكيت لمبنى الساعة الأثري ببورسعيد والذي يرجع تاريخه إلى 1869 وبدء العمل به 1964 ويعتبر المبنى الرئيسي لورش الترسانة البحرية ببورسعيد الآن. كما تضم القاعة مكانا لجلوس كبار الزوار وملحق بالقاعة حجرة الإدارة. وتضم قاعات المقتنيات العديد من أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية التي يرجع تاريخها إلى القرن 19 وتطورها إلى الآن إلى جانب التليفونات البحرية المستخدمة على الوحدات البحرية كالسفن واللانشات التي تتصل بمركز إرشاد حركة السفن بمبنى الإرشاد بالاسماعيلية، ومجموعة من طوابع البريد الأصلية والمطبوعات التي تسجل أهم الأحداث التاريخية الخاصة بالقناة، ومجموعة من الأواني الفضية والنحاسية التي حفر عليها العلامة القديمة للهيئة SC ومجموعة من الأثاث القديم والأباليك النحاسية المطعمة بالكريستال، ومجموعة من الأظرف الورقية الأصلية المبطنة بالشاش من الداخل والتي كانت مستخدمة أيام الشركة العالمية لقناة السويس بباريس.

مشاركة :