أنهى المنتخب السعودي معسكره في أبوظبي في الجولة الرابعة والأخيرة من الاستعدادات لمنافسات كأس آسيا بنسختها الـ«17» التي تنطلق اليوم على ملعب مدينة زايد الرياضية بالعاصمة الإماراتية. ولم يتمكن اللاعبان عمر هوساوي وسلمان الفرج من العودة للتدريبات الجماعية حيث واصلا مراحل التأهيل مما يشير إلى احتمالية كبيرة لغيابهما عن المباراة الأولى حيث وضع المدرب بيتزي العديد من البدائل لتعويض غيابهما. وتوجهت بعثة المنتخب السعودي بعد تناول الغداء إلى مدينة دبي عبر الطريق البري حيث أقامت في أحد الفنادق المخصصة لسكن المنتخبات. وبعد أن أجرى الأخضر تدريباته الأخيرة في أبوظبي في الفترة الصباحية بالنادي الصحي وصالة الحديد، بملعب جامعة نيويورك اكتفى فيها المدرب بيتزي بتدريبات خفيفة، ستكون تدريبات اليوم على ملعب ندا الشبا في دبي في الفترة المسائية حيث ستتزامن التدريبات مع وقت إقامة المباراة الأولى التي ستكون ضد المنتخب الكوري الشمالي يوم الثلاثاء المقبل «8» يناير (كانون الثاني) على ملعب مكتوم بن راشد بنادي شباب الأهلي. وستبدأ تدريبات اليوم عند الساعة 5:30 مساء حيث سيتاح لوسائل الإعلام بتغطية الربع ساعة الأولى. من جانبه أكد اللاعب عبد الله عطيف أن الحسابات في نهائيات كأس آسيا يجب أن تكون متوازنة بحيث لا يتم التقليل من أي مباراة وأي منتخب في المجموعة والنظر إلى جميع المنتخبات أنها حضرت إلى البطولة من أجل المنافسة وتسجيل بصمة وليس للمشاركة الشرفية. وبين أن التفكير يجب أن يتركز أولا على مباراة كوريا الشمالية ومنح هذا المنتخب حقه في الاحترام من أجل تجاوز أولى الخطوات في هذه البطولة القارية. وأشاد عطيف بمراحل الإعداد للمنتخب السعودي تأهبا للنهائيات وعلى جميع المراحل مشيرا إلى أن اتحاد كرة القدم قدم الشيء الكثير وسيكون لذلك أثر كبير في المشاركة والمنافسة. وشدد على الاستفادة الكاملة من مراحل الإعداد والمباريات الودية التي تم خوضها ووصول المدرب الأرجنتيني بيتزي إلى الصورة الفنية التي يحتاجها قبل دخول المعترك. وجدد دعوته للجماهير السعودية للحضور الكثيف ومؤازرة الأخضر بعيدا عن الميول والألوان مشيرا إلى أنه جاء الوقت لتجديد الدعم القوي لمنتخب الوطن. وكان رؤساء الأندية السعودية التي تشارك فرقها بدوري الأمير محمد بن سلمان قد وجهت دعوة موحدة دعت من خلالها الجماهير السعودية إلى التوحد صفا واحدا خلف منتخب الوطن ودعمه بكل الإمكانيات في البطولة القارية لكونها سندا رئيسيا في مثل هذه الأحداث الهامة. من جانب آخر أكد نجم المنتخب السعودي السابق سامي الجابر الذي كان من النجوم الذين رفعوا آخر كأس قارية من أرض الإمارات في العام 1996 أن المنتخب السعودي الحالي قادر على تحقيق إنجاز جديد إلا أنه تحفظ عن ترشيح الأخضر للفوز باللقب وحصر توقعاته بفوز منتخب عربي خليجي بلقب النسخة الحالية. وأشار الجابر في حديث لوسائل إعلام حضرت تتويجه بجائزة «مسيرة أفضل لاعب عربي» الذي أقيم ضمن جوائز جلوب سوكر بنسختها العاشرة التي تم الإعلان عنها بمؤتمر دبي الرياضي، أن هناك منتخبات قوية جدا في القارة الآسيوية مثل اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران وأن هذه المنتخبات تملك حظوظا قوية للفوز باللقب إلا أنه تمنى أن لا يخرج الكأس عن منطقة الخليج العربي. ووجه نصيحة للاعبين الشباب بضرورة السعي لترك بصمة كبيرة وخصوصا ممن تنتظرهم مشاركة أولى في النهائيات القارية مشيرا إلى أن المنتخب السعودي وكذلك الإماراتي يضمان مجموعة مميزة من اللاعبين وقادرين على تقديم الأفضل خلال البطولة. واهتم العديد من وسائل الإعلام العالمية بالمنتخب السعودي قبل ساعات من انطلاق منافسات كأس أمم آسيا. وركزت وكالة الأنباء الألمانية «دويتشه فيله» على تحليل أداء المنتخب السعودي، حيث قالت بأن: «المنتخب السعودي تخلى تدريجياً عن سمعته كفريق دفاعي في عهد بيتزي». وأضاف التقرير: «المدرب خوان أنطونيو بيتزي جعل المنتخب السعودي يتعود على الاستحواذ وامتلاك الكرة في خط الوسط بفضل الثنائي سلمان الفرج وعبد الله عطيف، اللذين يقودان كتيبة الأخضر لتقديم عروض ممتعة»، أما صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فتحدثت عن الأخضر، قائلة: «لقد باتت السعودية في حالة فنية أفضل تحت قيادة الأرجنتيني بيتزي، الذي قاد تشيلي للقب كوبا أميركا 2016». وفي تعليق مقتضب على ما يمكن للأخضر تقديمه في أمم آسيا، كتبت صحيفة «سيدني مورنينج هيرلاد» الأسترالية: «السعودية قادرة على فعل أي شيء في كرة القدم عندما تكون في يومها»، أما صحيفة «ديلي ميل» الإنجليزية فعلقت على فرص الأخضر قائلة: «السعودية التي توجت باللقب 3 مرات، كان آخرها في 1996 قد تكون أحد العوامل المؤثرة في المراحل النهائية لكأس أمم آسيا». من جانبه، قال الفرنسي فيليب تروسيه المدير الفني السابق لمنتخب اليابان في تصريحات نقلتها «ديلي ميل» بأن: «المنتخب السعودي ومعه كوريا الجنوبية وإيران واليابان، لديهم الطموح للتتويج بكأس أمم آسيا». وتوقعت الصحيفة حضوراً جماهيرياً عالياً في المباريات التي تشهد وجود جيران الإمارات، السعودية وعمان، بينما قالت وكالة الصحافة الفرنسية في تعليقها على المنتخب السعودي بأن: «خوان أنطونيو بيتزي سيكون أمامه مهمة افتتاحية أسهل من التي كانت في كأس العالم عندما يلتقي كوريا الشمالية الثلاثاء». وأكملت الوكالة: «الأخضر سيكون تحت ضغط خلال كأس أمم آسيا استناداً على حقيقة أنه لم يحقق إلا فوزا واحدا منذ كأس العالم 2018 في ست مباريات». من جهة ثانية وصل سفير الاتحاد السعودي للدراجات الهوائية الرحالة السعودي فهد إبراهيم اليحيا إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي بعد أن قطع مسافة 1000كم قادماً من العاصمة السعودية الرياض، دعماً للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم في مشواره في كأس آسيا. واستقبل الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي عارف حمد العواني الرحالة السعودي في مقر المجلس في مدينة زايد الرياضية، بعد أن قطع مسافة 1000كم بواقع 120كم في كل يوم وبمعدل سرعة تراوح ما بين 25 – 30كم في الساعة. ورحب العواني بالرحالة السعودي، مثمناً رحلته الشاقة والشيقة في آن معاً والتي تحمل الكثير من معاني الحب والسلام بين البلدين الشقيقين، مبيناً أن الإمارات تعيش حالياً أجواء مفعمة بالإثارة من خلال البطولة الأكبر في قارة آسيا والتي تستضيفها مدن (أبوظبي – دبي – الشارقة – العين). من جانبه قال الرحالة اليحيا: «إنها ليست المرة الأولى التي أصل فيها إلى أبوظبي عبر دراجتي الهوائية، إلا أن هذه المرة ستكون مختلفة من خلال دعمي لمنتخب بلادي في مباريات كأس آسيا 2019». وأضاف قائلاً: «أشكر كل من أسهم في إنجاح هذه المبادرة من الاتحاد السعودي للدراجات، وكذلك الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومجلس أبوظبي الرياضي الذي استقبلني بحفاوة، وأتمنى التوفيق للمنتخب السعودي في مبارياته في البطولة القارية الأكبر».
مشاركة :