أعادت موجة تفاؤل عمت أسواق المال العالمية، وبيانات اقتصادية قوية، مؤشرات الأسهم العالمية إلى الصعود من جديد، وتعويض بعض خسائرها التي تكبدتها خلال العام الماضي؛ جراء توترات التجارة ومخاوف تباطؤ النمو العالمي، وفيما منحت هذه الأنباء «وول ستريت» للارتداد إلى الأخضر عند الفتح، وتجاوز محنة تراجع أسهم شركة «أبل» وشركات التكنولوجيا التي عصفت بها أول أمس، قفزت المؤشرات الأمريكية في وقت لاحق من الجلسة إلى مستويات قياسية جديدة عوضت بها «خسائر الخميس القاسية» بعد أن أهدت تصريحات لرئيس مجلس الاحتياطي الأمريكي «البنك المركزي» الثقة والهدوء للأسواق بتأكيده أن المجلس سيكون أكثر تريثاً فيما يتعلق بسياساته المالية الخاصة بمعدلات رفع، فيما ساهمت تصريحات أخرى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيادة الثقة لتداولات المستثمرين. وصعد مؤشر «داو جونز» 700 نقطة تمثل، 3.06%، وارتفع «إس آند بي» 74 نقطة تمثل، 3.04%، و«ناسداك» 237 نقطة تمثل 3.82%. وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي إن المصرف المركزي سيكون أكثر تريثاً فيما يتعلق بسياساته المالية الخاصة بمعدلات رفع، مؤكدا في الوقت ذاته أن أحدث البيانات تشير إلى بقاء الزخم الاقتصادي الأمريكي في بدايات 2019، وأن مجلس الاحتياطي يعطي اهتماما كبيرا للرسالة التي ترسلها الأسواق، وسيكون مستعدا لتعديل السياسة النقدية مثلما فعل في 2016. جاءت تصريحات خلال الاجتماع السنوي لرابطة الاقتصاد الأمريكي والرابطة الاجتماعية للعلوم في أتلانتا، بجورجيا، حيث أكد باول، أنه باق في منصبه حتى في حال طلب منه الرئيس دونالد ترامب الاستقالة. وقال إنه ما زال يرى قوة في انفاق المستهلكين، وإن المجلس سيتحلى بالصبر في مراقبة البيانات الواردة. وفيما أكد باول أنه لا يشعر بأن خفض الميزانية العمومية لمجلس الاحتياطي هو سبب مهم لإضطراب الأسواق، تعهد أنه إذا توصل مجلس الاحتياطي إلى أن خفض ميزانيته العمومية يتسبب في مشاكل في الأسواق فإنه سيعيد النظر في خطته. من جهته، ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس باللوم في هبوط سوق الأسهم في ديسمبر على فوز الديمقراطيين بالسيطرة على مجلس النواب في نوفمبر، وحاول أيضا تهدئة مخاوف المستثمرين قائلا إن الهدوء سيعود سريعا إلى الأسواق. وربح المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8%، بينما قفز المؤشر داكس الألماني 1%. وزاد المؤشر القيادي لمنطقة اليورو 0.9%.
مشاركة :