أكدت وسائل إعلام صينية رسمية، صباح أمس، أن مركبة من المسبار «تشانج آه 4» الصيني تركت أول «بصمة» على الجانب الخفي من القمر. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن المركبة التي تعرف باسم «جيد رابيت 2» تركت بصمتها بعد الانفصال بنجاح عن المسبار. وترتبط حركة القمر بحركة كوكب الأرض، ويدور القمر حول نفسه بنفس السرعة التي يدور بها حول الأرض، مما يعني أن الجانب الخفي لا يمكن رؤيته من الأرض. ونقلت الوكالة عن إدارة الفضاء الوطنية الصينية قولها إن المركبة سجلت علامات من «التربة الرخوة للقمر»، وأرسلت الصور إلى الأرض عبر القمر الاصطناعي «تشويه تشياو». وكان المسبار «تشانج آه 4» هبط قرب القطب الجنوبي للقمر أمس الأول. وأصبحت الصين أول دولة تُنزل جسماً على الجانب البعيد من القمر، وهي مهمة تشكل جزءاً من برنامج فضائي طموح يمتد لعقود في المستقبل. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية في افتتاحيتها أمس، أن الصين أصبحت حالياً من القوى العالمية الرئيسية في مجال استكشاف الفضاء. وأضافت: «لكن بكين لا تبدو منفتحة على التعاون الدولي في الفضاء». وأوضحت أن القوة العظمى «الحقيقية» تتطلب في هذه الآونة حضوراً في الفضاء، وهو ما يبدو أن الصين تسعى إليه على المدى البعيد في شكل محطة فضائية، على غرار ما فعله الأوروبيون والأمريكيون والروس منذ فترة طويلة. من جهة ثانية، دعا المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، يان فورنر، إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء. وقال فورنر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية نشرتها أمس: «غزو الفضاء من الممكن أن يلعب دوراً نموذجياً على المستوى الجيوسياسي». وأشار فورنر إلى أن التعاون بشأن محطة الفضاء الدولية، التي تشارك فيها وكالات فضائية مختلفة، أثبت أنه مجدٍ في الفضاء، موضحاً أنه يؤيد لذلك تعزيز التعاون مع الصين، وقال: «أنا متأكد من أن الصينيين سيشاركون بخبراتهم الجديدة مع دول أخرى»، مضيفاً أن وكالة الفضاء الأوروبية تتعاون حالياً مع الصين.