أعلن أحد قادة الحرس الثوري الإيراني أمس الجمعة، اعتزام سلاح البحرية إرسال سفن حربية لغرب المحيط الأطلسي بدءاً من مارس/ آذار، وذلك على الرغم من التحذيرات الأمريكية بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني والتدخلات في شؤون دول المنطقة. وقال نائب قائد البحرية الإيرانية: إن أسطولاً صغيراً سينطلق إلى المحيط الأطلسي في السنة الفارسية الجديدة التي تبدأ في مارس/ آذار. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن الأميرال تورج حَسَني قوله: «المحيط الأطلسي بعيد وعملية القافلة البحرية الإيرانية قد تستغرق خمسة أشهر». وقال: إن المدمرة سهند المشيدة حديثاً ستكون واحدة من السفن المتجهة إلى هناك. والمدمرة سهند مزودة بمنصة لإقلاع طائرات الهليكوبتر وتقول إيران: إنها مجهزة بأسلحة مضادة للطائرات والسفن وصواريخ سطح-سطح وسطح-بحر وقدرات للحرب الإلكترونية. وقال مسؤول عسكري إيراني كبير الشهر الماضي: إن البحرية قد تبحر في المحيط الأطلسي بالقرب من المياه الأمريكية نظراً لأن حاملات الطائرات الأمريكية يمكنها الإبحار في المياه الدولية بالقرب من إيران. وكانت الولايات المتحدة أصدرت الخميس، تحذيراً استباقياً لإيران من المضي قدماً في ثلاث عمليات مزمعة لإطلاق صواريخ إلى الفضاء قالت إنها تنتهك قرار مجلس الأمن لأنها تستخدم تكنولوجيا الصواريخ البالستية. ورفضت إيران التحذير الذي أصدره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وقالت: إن إطلاق مركبات فضائية وإجراء اختبارات صاروخية لا يمثل أي انتهاكات. من جانب آخر، سلطت وسائل إعلام إيرانية الضوء على التصريحات الأخيرة لقائد الحرس الثوري، محمد علي جعفري، التي قال فيها: إنه يجب على إيران أن تبني مواقف أكثر هجومية، واعتبرتها تحولاً جذرياً في السياسة الإيرانية، فضلاً عن الحديث المتكرر لقادة الحرس عن «الحرب الوقائية» ضد من يتم تصنيفهم من قبل متشددي النظام الإيراني ب «أعداء الداخل والخارج». وكان جعفري قد قال في تصريحات خلال مناورات الحرب الوقائية في جزيرة قشم، الأسبوع الماضي: إنه «حتى الآن كانت استراتيجية إيران دفاعية، لكن يبدو أنه من الآن فصاعداً يجب أن نكون مستعدين لاتخاذ موقف هجومي وملاحقة العدو». أما الجنرال محمد باكبور، قائد القوات البرية التابعة للحرس الثوري، فقد عبر عن هذا التحول في السياسة العسكرية الإيرانية، قائلاً في نفس اليوم: «أفضل دفاع هو الهجوم». ويقول محللون: إن التحول في السياسة الجديدة يعني أن إيران تنوي زيادة التدخلات العسكرية في دول المنطقة وتشديد القبضة الأمنية في الداخل. وخلال احتجاجات عام 2018 التي امتدت إلى أكثر من 120 مدينة في مختلف المحافظات الإيرانية، اعتمدت قوات الأمن والحرس الثوري سياسة «الهجوم الاستباقي» داخل الحدود ضد المواطنين المحتجين على الغلاء وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وتبرر أجهزة الاستخبارات والحرس الثوري والباسيج حملات القمع من خلال القول بأن النشطاء لديهم «نوايا» ضد النظام ويريدون «إسقاط النظام». (وكالات)
مشاركة :