عفوية اللقاءات تكشف هشاشة الصداقات | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 2/7/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

كُلَّما جَاء اخترَاعٌ جَديدٌ؛ جَاءت مَعه سَلبيّاته وإيجَابيّاته، وعَلَى الإنسَان العَاقِل أنْ يُمدِّد الإيجَابيّات ويَنتفع بهَا، وأنْ يَحدُّ مِن السَّلبيّات، إنْ لَم يَتجنّبها أو يَمتنع عَنها..! هَذا مَا حَصَل مَعنَا عِندَما جَاء "الواتس أب"، و"تويتر"، وبقيّة سلسلة التَّواصُل الاجتمَاعي الذَّهبيّة.. كَيف تَم ذَلك؟ هَذا مَا أنَا بصَدد شَرحه لَكُم: عِندَما يَجتمع اثنَان مِن الرِّفَاق، أو أَربَعة مِن الأصدقَاء مُصَادفةً، أو بتَرتيبٍ مُسْبَق، يَكتبون عَن التقَائهم، ويُصوّرون "جَمعتهم"، ويَنشرون الخَبَر بكُلِّ سرُور وفَرَح.. كُلّ هَذا لَا بَأس بِهِ، أو لِنَقُل إنَّه جيّد، ولَكن مِن غَير المَقبول أنْ تَظهر حسَاسيات الأصدقَاء الآخرين، الذين لَم يَحضروا، فتَخرج عُقَدهم عَلى شَكل مُعَاتَبَة، أو مُحَاسَبَة، فيَتّصلون بعَرّاب الاجتمَاع، أو صَاحب فِكْرَته، قَائلين لَه بلُغَة فِيها عِتَاب و"زَعل": (كَيف تَجتمعون ولا تُخبروننا؟)، أو (والله تَغيّرت عَلينا يَا فُلان.. أَوّل كُنت تَعزمني)، أو عِبَارة (اجتَمعتم ولَم تُخبرونني.. يَبدو أنَّني شَخص غَير مَرغوب فِيهِ).. إلَى غَير ذَلك مِن عِبَارَات العِتَاب التي لَا تَنتهي، الأمر الذي يَجعلك تَلتقي بأصدقَائك سرًّا، وتَذهب مَعهم تَحت جنح الظّلام، وكَأنَّك تَاجر مَمنُوعَات..! إنَّ المُجتَمع السّعودي لَم يَعُد مُراهقًا، ويَجب عَليه تَجاوز مِثل هَذه الحسَاسيات والمُحَاسبات، فأنَا -مَثلاً- عِندَما أَلتَقي بـ"محمد الساعد" أو "أبي أدهم"، فلَا يَعني ذَلك أنَّني لَا أُحب "علي العلياني" أو "محمد الشنقيطي"، كَما لَو أنَّني التَقيتُ -مَثلاً أيضًا- بـ"علي العلياني" أو "محمد الشنقيطي"، فذَلك لَا يَعني أنَّني أَكْرَه "محمد الساعد"، أو "أبا أدهم"..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي التَّأكيد عَلَى أنَّ المُحَاسَبَة عَلى مِثل هَذه اللقَاءَات؛ لَا يَفعلها إلَّا مَن كَان نَاقِص الثّقة بنَفسه، ولَو كَان لِي مِن رَأي، فإنَّني أُعبّر عَن امتنَاني لكُلِّ مَن لَا "يَعزمني" حِين يُقيم وَليمة، أو لا يَتذكَّرني حِينَ يُرتّب لِقَاءً عَابِرًا، لأنَّ في ذَلك تَوفيرًا لوَقتي، الذي تَستحوذ عَليه القِرَاءَات، بَدلاً مِن قَتله باللِّقَاءَات..! وبَقي أَيضًا أنْ نُذكّر بأنَّ الذين يَسْتَجْدُون العَزَائِم، ويَتذمَّرون مِن عَدم دَعوتهم بَعد انتَهاء المُنَاسبات بعدّة أيَّام، لَيسوا أكثَر حِرْصًا مِن غَيرهم عَلى تَلبية الدَّعوَات، فلَو عَلِمَ أحدُهم بأنَّ زَواج أَحد أَقَاربك تَم؛ دون تَوجيه دَعوة لَه، سيُعاتبك بشدّة، رَغم أنَّك لَو وَجّهت إليهِ الدّعوة مُسبقًا، فاحتمَال حضُوره؛ أَضْعَف مِن احتمَال حصُول نَادي الرَّائد "العَزيز" عَلَى بطُولة الدَّوري..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :