محللون: الاحتجاجات في السودان أكبر تهديد يواجهه البشير حتى الآن

  • 1/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - (أ ف ب): يرى خبراء أن الاحتجاجات الدامية التي اندلعت في أنحاء السودان في الأسابيع الأخيرة تشكل أكبر تهديد يواجه الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ توليه السلطة في انقلاب في 1989. قال اريك ريفز من جامعة هارفرد والمتابع للسياسة والاقتصاد في السودان منذ عشرين عاما: «هذه التظاهرات والغضب الذي أدى إليها هي أقوى من أي تظاهرات أخرى شهدناها في السنوات الأخيرة». وصرح لوكالة فرانس برس: «نقص الخبز والزيادة الهائلة في الأسعار ربما كانت أكبر سبب للغضب الشعبي الفوري وليس هناك شيء يمكن أن يخفف من المشكلة». واندلعت الاحتجاجات عندما رفعت الحكومة سعر رغيف الخبز من جنيه سوداني واحد إلى ثلاثة جنيهات (من 2 إلى 6 سنتات أمريكية تقريبا). وأشعل المتظاهرون النار في العديد من المباني والمكاتب التابعة لحزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير في بداية أعمال العنف. كما تبنى بعض المتظاهرين الشعار الذي أطلق خلال «الربيع العربي» في 2011 «الشعب يريد إسقاط النظام». يقول محللون إن النزاعات والفشل في تعزيز قطاع الزراعة في البلد الذي كان يُعرف بأنه منتج كبير للقمح قد أضرا كثيرا بالاقتصاد السوداني، رغم رفع واشنطن العقوبات المفروضة على البلاد في 2017. وأدى انفصال الجنوب الذي يمتلك ثلاثة أرباع مخزونات النفط السوداني إلى نقص حاد في العملات الأجنبية في الخرطوم. وقال ريفز: «الاقتصاد في حالة انهيار منذ نحو عقد لكن النظام يحافظ على السلطة فقط من خلال ميزانيات وطنية مخصصة بشكل كبير لنفقات الجيش وأجهزة الأمن». وأضاف: «أعتقد أن الغضب الذي نشهده لن يتلاشى». إلى ذلك أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين احتشدوا عقب صلاة الجمعة في شوارع الخرطوم وأم درمان حيث أطلقوا هتافات ضد الحكومة، بحسب ما أفاد شهود عيان. ويشهد السودان تحرّكات احتجاجية منذ 19 ديسمبر عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وعقب صلاة الجمعة، خرج محتجّون من أحد مساجد أم درمان، الواقعة قبالة العاصمة على الضفة الغربية لنهر النيل، وهتفوا «حرية سلام وعدالة»، بحسب شهود أفادوا كذلك بأن الشرطة سارعت للتصدي لهم وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. كذلك أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرة في العاصمة السودانية الخرطوم. وكانت الشرطة انتشرت في الساحات الرئيسية في كل من الخرطوم وأم درمان لتفريق أي تظاهرة جديدة. ويوم الخميس قال الرئيس السوداني عمر البشير امام زعماء الطرق الصوفية في مقر إقامته بالخرطوم: «أحيانا نُجبر على استخدام السلاح، ولكننا نستخدمه في أقل درجة ممكنة، وحتى في هذه نحن نستخدمه لوقف قتل المزيد وحفظ الأمن». ويقوم عناصر جهاز الأمن والمخابرات الوطني بشكل متكرر باعتقال قادة المعارضة والنشطاء والصحفيين الذين يعبرون عن آراء مناهضة للنظام. ويوم الخميس، أوقف عناصر من جهاز الاستخبارات الصحفي السوداني فيصل محمد صالح الحائز جائزة بيتر ماكلر للصحافة الأخلاقية والشجاعة في 2013، وأحد المدافعين عن حقوق الصحفيين في السودان، بحسب ما أفاد أقرباؤه وكالة فرانس برس.

مشاركة :