متابعة - صفاء العبد: على بركة الله يشدّ الأدعم الرحال اليوم متوجهاً إلى الإمارات للمُشاركة في النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس أمم آسيا، والتي تنطلق هناك اليوم بمشاركة (24) منتخباً، وهو ما يحدث لأوّل مرّة في تاريخ البطولة التي يعود تاريخها إلى (62) عاماً مضت، يوم انطلقت لأوّل مرة في هونغ كونغ عام 1956. وتحمل المُشاركة العنابية هذه الرقم (10) في تاريخ مشاركات الكرة القطرية في هذا البطولة القارية، إذ يعود ذلك إلى عام 1980 يوم شاركت قطر لأوّل مرّة لتتواصل في ذلك دون انقطاع باستثناء مرة واحدة كانت في عام 1996 يوم غاب العنابي عنها قبل أن يعود ليظهر من جديد في النسخة التي أعقبتها، امتداداً لهذه النسخة التي يأمل أن يحقق فيها ما لم يحقّقه في مشاركاته السابقة.. وفي الحقيقة فإن نتائج العنابي في هذه البطولة لم تكن لتلبّي الطموحات حتى الآن .. فعلى امتداد المشاركات التسع الماضية لم يتمكّن من الذهاب إلى أبعد من الدور ربع النهائي الذي سبق أن تأهل إليه مرتين، كانت الأولى عام 2000 خلال النسخة التي احتضنتها لبنان، وفيها صعد بالبطاقة الثالثة للمجموعة الثالثة خلف اليابان، والسعودية، لكنه خرج من الدور ربع النهائي على يد منتخب الصين بعد أن خسر أمامه بنتيجة (1 - 3) .. أما المرة الثانية فقد كانت في نسخة عام 2011 التي احتضنتها الدوحة، وفيها تأهل العنابي إلى ربع النهائي بالبطاقة الثانية لمجموعته الأولى خلف أوزبكستان قبل أن يخسر بصعوبة كبيرة أمام اليابان في ربع النهائي بنتيجة (2 - 3)، وفي مباراة كانت في غاية القوة والإثارة. أما عدا ذلك فقد كان خروج العنابي مبكراً، ومن الدور الأول، وهو ما حدث أيضاً في النسخة الأخيرة عام 2015 في أستراليا يوم حل بالمركز الرابع للمجموعة الثالثة خلف إيران والإمارات والبحرين.. وإذا ما كانت النتائج تلك غير مشجعة ولا تلبّي طموحات جمهورنا الكُروي فإن الأمرّ يبدو مرشحاً لسيناريو مختلف هذه المرة، حيث تذهب التوقعات والآمال إلى إمكانية أن يحقق العنابي هذه المرة ما لم يحققه في المرات السابقة على الرغم من أن الأمر لا يبدو سهلاً وفقاً لمسار المنافسات الذي أفرزته القرعة التي سبق أن وضعته في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات السعودية ولبنان وكوريا الشمالية.. ولأن الحديث عن مثل هكذا بطولة لا يحتمل الدخول في كل التفاصيل، وإنما يستوجب التركيز على كل خطوة بحد ذاتها فإننا نرى أن فرصة العنابي للعبور إلى دور الستة عشر تبدو ممكنة جداً وفقاً لكل المؤشرات التي تبحث عن إمكانات المنتخبات الأربعة لهذه المجموعة. فبعيداً عما يقوله التصنيف الدولي للشهر الماضي، والذي يضع العنابي ثالثاً بمركزه الثالث والتسعين خلف السعودي صاحب المركز التاسع والستين واللبناني بالمركز الحادي والثمانين وأمام منتخب كوريا الشمالية صاحب المركز التاسع بعد المئة، فإن واقع الحال يتحدث عن جهد كبير كان قد بذل حتى الآن في رحلة إعداد هذا المنتخب بتشكيلته الشابة المتجددة التي يراهن فيها على أسماء عديدة يشارك أغلبها لأوّل مرة على مستوى مثل هذا الحدث القاري الكبير. فأسماء مثل أكرم عفيف، والمعز علي، وأحمد علاء، وعاصم مادبو، وسالم الهاجري، وبسام هشام ستكون حاضرة بقوة في أول ظهور قاري لها لتشكل أعمدة أساسية في التشكيلة الجديدة للعنابي إلى جانب أسماء أخرى ستكون حاضرة أيضاً ضمن قائمة التجديد هذه مثل الحارسين يوسف حسن، وزميله محمد البكري، وكذلك طارق سلمان، وتميم المهيزع، وأحمد فتحي وعبدالرحمن مصطفى، وخالد محمد، وكل هؤلاء إنما يشكّلون امتداداً لمنتخباتنا للشباب والأولمبي وفق منهج الترحيل السليم للأعمار من المنتخبات العمرية وصولاً إلى المنتخب الأول وجميعهم كانوا إلى جانب بعض وتحت إشراف مباشر من الجهاز الفني الحالي للمنتخب الأول بعد أن كان الجهاز نفسه هو من أشرف لسنوات على منتخب الشباب والمنتخب الأولمبي لاحقاً.. والأمر هذا يُعد من الإيجابيات المهمة كونها يمكن أن تقدم لنا منتخباً منسجماً بلاعبين اعتادوا التواجد معاً ويفهم بعضهم بعضاً، مثلما أن الجهاز الفني يعرف كل تفاصيلهم ويجيد التعامل معهم وفق درجة عالية من الانسجام. وفي هذا الجانب نشير إلى أنّ اتحاد الكرة كان قد وفّر لمنتخبنا الحالي كل ما يحتاجه من سبل التطور والبناء من أجل بلوغ أعلى جاهزية ممكنة سواء للمشاركة في هذه البطولة أو البطولة التي تعقبها الصيف المقبل في «كوبا أمريكا« وصولاً فيما بعد إلى التجهيز الأهم لمنتخب قادر على أن يشارك بقوة في نهائيات كأس العالم المقبلة « قطر 2022 « .. وعلى صعيد الاستعداد للبطولة الآسيوية هذه كان العنابي قد خضع لسلسلة من التجمعات والمعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية على مدى أكثر من عام تحت إشراف الإسباني فليكس سانشيز.. كما أن المنتخب كان قد خاض عشر تجارب في غاية الأهمية منذ سبتمبر الماضي، حيث فاز على الصين بهدف وحيد وعلى فلسطين بثلاثية نظيفة، ثم على الإكوادور بأربعة أهداف لثلاثة، وعلى سويسرا بهدف للاشيء، وتعادل مع أيسلندا بهدفين لهدفين قبل أن يخسر أمام أوزبكستان بهدفين للاشيء. وفي المرحلة الأخيرة من استعداداته هذه، واصل العنابي تجاربه المهمة، فكان أن فاز على الأردن بهدفين دون ردّ، وعلى قرغيزستان بهدف واحد، قبل أن يخسر آخر تجربتين وكانتا من الوزن الثقيل أمام الجزائر بهدف، وأخيرا أمام إيران بهدفين لهدف.. وفي تقديرنا أن هذا الكمّ من التجارب لابدّ أن يجعل الجهاز الفني أكثر دراية بكل ما وصل إليه لاعبونا، مثلما أنه لابدّ أن يكون قد وصل باللاعبين إلى المُستوى الذي يؤهلهم لخوض غمار البطولة القارية هذه بكل قوة سعياً للذهاب فيها إلى أبعد نقطة، إن شاء الله. من هنا البداية يبدأ العنابي رحلته مع هذه البطولة بمواجهة نظيره اللبناني عند الساعة السابعة من مساء الأربعاء المُقبل على ملعب مدينة العين، وهي ثاني مباراة في المجموعة بعد الأولى التي تجمع بين مُنتخبي السعودية وكوريا الشمالية في السابعة من مساء الثلاثاء المقبل. أما ثاني مباريات العنابي فستكون أمام كوريا الشمالية في الثالث عشر من هذا الشهر على ملعب العين أيضاً، في حين ستكون مواجهته الثالثة أمام المنتخب السعودي في السابع عشر منه. يجمع الإماراتي بالبحريني في أولى مباريات المجموعة الأولى البطولة تنطلق اليوم بديربي خليجي أبو ظبي -(د ب أ): بمُواجهة عربية حاسمة مبكراً، يرفع الستار اليوم عن فعاليات النسخة السابعة عشرة لكأس آسيا لكرة القدم بلقاء المنتخبين الإماراتي والبحريني على استاد «مدينة زايد الرياضية» في أبو ظبي. وتنطلق فعاليات البطولة القارية اليوم، والتي تستضيفها الإمارات من اليوم وحتى أول فبراير المُقبل، وسط حالة من الترقب من عشاق الساحرة المُستديرة داخل القارة الآسيوية وداخلها. ورغم صعوبة ضربة البداية بالنسبة للمنتخبين كونها بين أبرز فريقين في المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة والتي تضم أيضاً منتخبي تايلاند والهند. قد تكون البداية القوية والمثيرة مفيدة لكل من المنتخبين اللذين يستطيعان من خلال هذه المواجهة تحديد احتياجاتهما وأهدافهما من الجولتين التاليتين بمباريات المجموعة. حكام البطولة من 19 دولة الرياض -(د ب أ): أبدى الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ثقته في قدرة الحكام على إظهار الصورة المشرفة عن التحكيم الآسيويّ في مُنافسات بطولة كأس آسيا 2019. جاء ذلك خلال لقاء رئيس الاتحاد أمس مع الحكام ومراقبي التحكيم في كأس آسيا، وذلك بحضور ويندسور جون الأمين العام للاتحاد الآسيويّ وعدد من المسؤولين في الاتحاد. وأكّد أن قائمة حكام البطولة تشمل حكاماً يمثلون 19 اتحاداً وطنياً، تمثّل المناطق الجغرافية الخمس في الاتحاد الآسيويّ. الطريق إلى دور ال «16» وفقاً للوائح البطولة التي تشهد مشاركة (24) منتخباً في النهائيات لأوّل مرّة، فإن المنتخبات التي تتأهل لدور الستة عشر هي التي تشغل المركزين الأوّل والثاني في كل من المجموعات الست يضاف إليها أفضل أربعة منتخبات تشغل المركز الثالث في تلك المجموعات.
مشاركة :