بكين - وقعت شركة هواوي الصينية للإلكترونيات عقوبة بحق اثنين من موظفيها بعدما تبين أنهما أرسلا تغريدات تهنئة بمناسبة عيد الميلاد (الكريسماس) عبر الحساب الرسمي للشركة على موقع تويتر بواسطة هاتف آيفون. وذكرت وكالة “بلومبرغ” أن الواقعة تعتبر محرجة بالنسبة للشركة الصينية العملاقة التي جاءت العام الماضي في المركز الثاني بعد شركة أبل في مجال تصنيع الهواتف الذكية، وتتنافس الآن على الصعود إلى المركز الأول في هذه السوق التي تحتدم فيها المنافسة. وفي الوقت الذي ألقت فيه هواوي باللوم في هذه الواقعة على وكالة تعاقدت معها لإدارة حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بها في الخارج، إلا أن الشركة وقعت عقوبة صارمة بحق الموظفين الاثنين، شملت خصما في راتبهما الشهري بقيمة 5 آلاف يوان (730 دولارا) فضلا عن خفض تصنيفهم الوظيفي بدرجة واحدة، حسبما جاء في مذكرة داخلية للشركة اطلعت عليها وكالة بلومبرغ. وأفادت المذكرة أنه ينبغي الآن على الموظفين “إحكام السيطرة على عملية إدارة الموردين والشركاء”، مضيفة أن هذه الواقعة تكشف “أخطاء في عمليات الإدارة التي نقوم بها”. وتأتي الواقعة في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بشأن احتمالات ترحيل المديرة المالية بشركة هواوي، مينج وانتشو، إلى الولايات المتحدة للمثول أمام القضاء بتهمة الاحتيال البنكي. وحصلت هواوي على دعم من الشركات الصينية في حربها ضد أبل، بعد أن أعلنت الكثير من الشركات عن مقاطعة منتجات أبل بالطلب من موظفيها استبدال هواتفهم من نوع آيفون بمنتجات الشركات الصينية. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “نيكي آسيان ريفيو” تزايد الدعم لهواوي الصينية في أزمتها ضد الولايات المتحدة ليشمل شركات تكنولوجيا المعلومات والأغذية وغيرها التي أعلنت وفق التقرير أنها ستدعم موظفيها لاستبدال هواتف آيفون بهواتف هواوي. وليس الترغيب هو الأسلوب الوحيد، فقد أعلنت شركات أنها سوف تفصل الموظفين الذين لا يقومون باستبدال أجهزتهم بمنتجات صينية، بينما هددت أخرى بمصادرة أجهزة موظفيها بل وحرمانهم من المكافآت السنوية والخصم من رواتبهم. وهذا التصرف ليس مستغربا في الصين فكثيرا ما قاطع مستهلكوها شركات من الدول التي توترت علاقاتها مع بكين. فقد تم تدمير متاجر تابعة لشركات يابانية عام 2012 خلال الاحتجاجات على جزر سينكاكو التي تدعي بكين ملكيتها وتسميها دياويو. كما واجهت الشركات الكورية الجنوبية -مثل هيونداي موتور ولوت- المقاطعة في العام الماضي بسبب نشر نظام دفاع صاروخي أميركي في سيول. يذكر أن أسهم شركة أبل انخفضت بنسبة 7 بالمئة في بورصة وول ستريت. وفاجأت شركة أبل، حملة الأسهم برسالة تحذر من أن عائداتها في الربع الأول من العام الجديد ستكون أقل من المتوقع نتيجة الطلب الضعيف على هواتف آيفون. وصدمت الرسالة التي نشرها رئيسها التنفيذي تيم كوك، المؤسسات المالية في الولايات المتحدة والعالم، وأدت إلى خسائر كبيرة في الشركة بعد انخفاض كبير في قيمة سهم أبل بنسبة 7 بالمئة بشكل فوري عند بدء التداولات. وخفضت أبل عائداتها المتوقعة للربع الأول من العام الجديد بحوالي 5 مليارات دولار من 93 مليار دولار. وأرجعت شركة أبل، تخفيض توقعاتها، إلى الطلب الضعيف على هواتف آيفون في الصين بسبب العروض القوية من الشركات المنافسة هناك، ما اعتبر رسالة تحذير لشركات تقنية أخرى تعتمد على الصين بشكل قوي في أعمالها. وأطلقت شركة أبل في سبتمبر الماضي هواتف آيفون اكس.أس وآيفون اكس.آر الأقل كلفة من أجل تعويض خسائرها المتتالية في قطاع الهواتف الذكية لصالح كل من هواوي وسامسونغ، لكن ذلك لم يُجد نفعا. وبعد استشعار الطلب الخفيف على الهواتف الجديدة، طلبت شركة أبل الأميركية من شركائها القائمين على تصنيع آيفون، إيقاف خطوط الإنتاج الإضافية الخاصة بهاتف آيفون اكس.آر.
مشاركة :